القانون الثالث للعادات الذرية: اجعلها سهلة

تمت الكتابة بواسطة:

اجعلها سهلة

اجعلها سهلة

القانون الثالث لتغيير السلوك الذي تستطيع استخدامه لتكتسب عادات حسنة هو معنا بعنوان: اجعلها سهلة، ولكي تتمكن من غرس هذا القانون، يُمكنك استخدام الاستراتيجيات التالية:

أولاً: قلل الصعوبة

أي قلل عدد الخطوات بينك وبين العادة الحسنة، وهذا يعتبر شيئاً بديهياً لنا نحن البشر، فنحن عادة ما ننجذب وبشكل طبيعي للخيار الذي يتطلب منا جهداً، وعملاً أقل.

وهذا ما يسمى “بقانون الجهد الأقل”  وتستخدم العديد من الشركات هذه الفكرة؛ حتى تستطيع جذب العملاء والزبائن لها، حيث تقوم الشركات الناجحة بتقليل عدد الحقول المطلوبة في استمارة التسجيل، وتُقلل عدد النقرات للوصول للمعلومة المطلوبة.

كما أنهم يقومون بتقديم سلع وخدمات مصحوبة بتعليمات سهلة الفهم والتطبيق، مما يُقلل الجهد المبذول من قبل العملاء والزبائن. وقد ذكر الكاتب هذا المثال بالتحديد.

ثانياً: جهز البيئة المحيطة

أي جهز بيئتك بحيث تجعل الأفعال المستقبلية سهلة، وهذه الفكرة يمكن تطبيقها على المستوى الفردي لاكتساب عادات حسنة؛ فمثلاً إذا كنت تريد أن تطوير مهاراتك في الرسم؛ ضع أقلام الرصاص وأدوات الرسم على مكتبك؛ حتى يسهُل الوصول إليها.

وإذا كنت تُريد أن تُصبح رياضياً جهز ملابس وحذاء الرياضة، وزجاجة الماء قبل موعد التدريب، فإن ذلك سيؤثر بشكل إيجابي على إنتاجيتك.

ثالثاً: أحسن التعامل مع اللحظات الحاسمة

أي اتخذ خيارات بسيطة صحيحة تكون لها آثار عظيمة، ففي كل يوم تأتي فيها لحظات تقرر فيها بين متناقضات كثيرة؛ مثل:

  • هل ستتناول في غذائك اليوم وجبة صحية أم غير صحيحة؟
  • هل تُشاهد التلفاز أم ستُمارس الرياضة؟
  • هل ستبدأ العمل على مشروع تجاري أم ستلعب لعبة فيديو؟

فاللحظات الحاسمة تكون كمفترق الطرق، يوصل في نهايته إلى يوم جيد ومنتج، أو سيء وغير منتج.

رابعاً: استخدام قاعدة الدقيقتين

أي اختزال عادتك بحيث يكون من الممكن فعلها في دقيقتين، أو أقل. وهذه الاستراتيجية يمكن أن تستخدمها لتطوير العديد من العادات الحسنة؛ حيث يمكن اختزال أي عادة إلى نسخة منها يمكن أن تؤدى في دقيقتين أو أقل؛ فمثلاً:

  • عادة القراءة قبل الخلود إلى النوم في كل ليلة، تُصبح قراءة صفحة واحدة.
  • عاد الدراسة فيما تعلمته في الجامعة، تُصبح اقرأ الملاحظات المهمة.

وبعد أن تستخدم قاعدة الدقيقتين في خلق عادة جديدة ومفيدة لك، تستطيع أن تطورها عن طريق تصنيف أهدافك، والتدرج فيها من شديد السهولة إلى شديد الصعوبة.

فمثلاً؛ إذا كان هدفك هو إكمال مارثون فسيكون التدريج كما يلي؛

  • شديد السهولة: لبس الحذاء الرياضي.
  • سهل: المشي 10 دقائق.
  • متوسط: المشي 10000 خطوة.
  • صعب: الجري مسافة 5 كيلومترات.
  • شديد الصعوبة: إكمال سباق الماراثون.

خامساً: قم بأتمتة عاداتك

أي استثمر في التكنولوجيا والأشياء التي تشترى لمرة واحدة، كي تُحسن سلوكك المستقبلي، كاستغلال الحواسيب والأجهزة الذكية.

كيف نتخلص من العادات السيئة؟

يُخبرنا الكاتب جيمس كلير أنه من المهم جداً أن يدرك الشخص الصورة المعكوسة للقانون الثالث لتغيير السلوك؛ وهي اجعلها صعبة؛ حيث أن إدراك هذا الشيء يُساعد وبشكل كبير في التخلص من العادات السيئة.

ومن أهم الاستراتيجيات التي ستساعدك في تحقيق ذلك؛ هو استخدام أدوات الالتزام، والتي تعني أن تتخذ خياراً في الوقت الحاضر يتحكم في أفعالك في المستقبل.

وفيها يتم تقييد خيراتك المستقبلية، وقصرها على الخيارات التي تفيدك.

كما أنها تقوم بزيادة صعوبة ممارسة العادة السيئة، فأنت تقوم بزيادة عدد الخطوات بينك وبين ممارستها.

وقد أخبرنا الكاتب قصة فيكتور هوجو؛ الذي كان يواجه موعداً نهائياً مستحيلاً في صيف عام 1830 فقد وعد ناشره منذ أكثر من 12 شهراً بأن يكتب قصة جديدة.

ولكنه بدلً من العكوف على كتابتها قام بإضاعة الوقت في متابعة مشاريع أخرى، واستقبال الضيوف، وتأجيل العمل، لذلك قام الناشر بتحديد موعدٍ نهائيٍ أخيراً لهوجو بعد 6 أشهر.

ونظراً لضيق الوقت قام هوجو بتنفيذ خطة غريبة، حيث أخبر مساعدة بأن يجمع ويُحضر كل ملابسه، ويضعها في خزانة كبيرة، ويقفلها، وبالتالي؛ لن يكون لديه أي خيار للخروج من المنزل نتيجة لافتقاره للثياب.

فعكف على كتابة القصة التي تمكن من إنجازها قبل الموعد المحدد بأسبوعين، وظهرت لنا “رواية أحدب نوتردام”.

ويمكنك أن تطبق مبدأ الالتزام على مستواك الشخصي بطرق عديدة، فمثلاً إذا كنت ممن يفرطون في تناول الطعام، ينصح بأن تشتري الطعام في عبوات منفردة بدلاً من الجملة.

وإذا كنت من المفرطين في استخدام الإنترنت، يمكنك استخدام قاطع التيار المبرمج الذي يفصل راوتر الإنترنت في كل ليلة من عند الساعة العاشرة مساءً.

كذلك قد يساعد أن تقوم بدفع تكلفة الصالة الرياضية مقدماً على الذهاب إليها وممارسة الرياضة بها.

فمن المحتم أن الالتزام بكل تلك الأمور يجعل العادات السيئة أصعب بالفعل، وبما أننا نلجأ للخيار الذي يتطلب جهداً أقل، فبتطبيق ما ذكرناه في المقال من الممكن جعل العادات الحسنة الجديدة أمراً أسهل، نُميل إلى إنجازه بدلاً من العادات السيئة.

لذلك ننصح الجميع بمحاولة الالتزام بهذه الاستراتيجيات، وتطبيقها في الحياة اليومية للحصول على العادات التي يرغبون بها، والتخلص من العادات الأخرى التي يرجون الاستغناء عنها.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: