ما فائدة الابتسام في الحياة – موضوع النصيحة: لا تجعلها معتمة

فائدة الابتسام في الحياة

ولِسؤال: ما فائدة الابتسام في الحياة يدورُ حديثنا. موضوعٌ في غاية الأهميّة. لِذا، فهُنا يراها الكاتب أنّها خير دواء للعقل. فكيف كان ذلك في عَهدِ السنوات الأولى في الإسلام، وصفتها مع الحبيب ﷺ، وأحوالها مع جميعِ المُسلمين في العصر الحالي، بلْ وكُلِّ العُصور.

لماذا نبتسم؟

هيا نبتسم، لكن نبتسم بدون سبب؟ نعم. فالضَّحِك هو الذي عادةً يكون بسبب. أما الابتسامة فالأصل فيها أن تكون بدون سبب.

بل بالعكس إذا ذهبت إلى السوق وابتسمت، قد تجِد البائع سمِحًا معك لابتسامتك وبشاشتِك.

وإذا أردت أن تكون إمامًا خطيبًا، فإن الناس تنفُر من الخطيب الذي لا يبتسِم في وقت الخطبة.

حتّى الداعية، إذا جلس مع بعض الشباب، ينصحهم ويُذكرهم. فإذا لم يبتسم معهم فسينفرون مِنه.

والأب أحيانا، عندما يجلس مع أولاده، كَم يتمنّى هؤلاء الأبناء ابتسامة منهُ. ومن أمهم أيضًا.

بعض الأمهات تقول “لا أستطيع، هَمٌّ، تعب وأذيَّة ومشاكل العيال”. كيف أبتسِم لهُم؟

لكن، أتدرون سبب كُل هذا، قد يكون بسبب عدم وجود ابتسامةً في البيت.

ومن علامات الرحمة في القلب ابتسامة الفم. ولهذا ففي حديث عن الابتسام في الإسلام وثوابها وفضلها. قال النبي ﷺ “تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ”.

اجعل الابتسام في الحياة منهج

وزِّع اليوم صدقات كثيرة وابتسم في وجوه إخوانِك. صدقات المال من جيبك. والآن باب جديد من الصدقات يُفتَح لك.

مُرّ على العامل في الطريق، وإخوانك في المسجد، وأصدقائك في الشارع، والناس في الأسواق. ابتسم في وجهِ كُلٍّ منهُم.

ستؤثِّر في الناس تأثيرًا بالِغًا. خصوصًا مِن الإنسان الذي لم يعتاد الناس عليه الابتسام.

وبِالمُناسبة، لا تظُنّ أن الحزم يعني عدم الابتسام. لا تظُنّ أن الإنسان الذي لا يبتسم هو الذي يستطيع أن يسيطر. بالعكس، أكثر من قاد وأحسن إدارة هذه الأُمَّةِ والبشرية كلها، محمد ﷺ، فماذا كان مع الايتسامة؟

النبي ﷺ المبتسم

تأمَّل جيدًا، في حديثٌ شريف عن الابتسام في الإسلام. يقول الصحابي جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه “ما رآني رسول الله ﷺ منذ أسلمت إلا تبسم في وجهي”.

بل واقرأوا قصص ابتساماته ﷺ. فأحياناً تبدو نواجذه صلى الله عليه وسلم.

حتى أنّ بعضُ الفُضلاءِ ألَّفَ كتابًا فقط في ابتسامة خُير خَلقِ الله. كم مرة ابتسم، وما الحوادِثُ التي ابتسم فيها عليه الصلاة والسلام. حتى كان يُقال عن النبي ﷺ أنّهُ “بسّامًا” من كثرة ابتساماته.

نحن اليوم مع ضغوطات الحياة، وهموم الدنيا وكثرة مشاغلها، واحتكاك الناس ببعضها البعض، وكثرة الشد. فلا يُطفِئ هذا كُلَهُ وحرارة هذه الحياة إلا ابتسامة من إنسان خلوق، طيّب، أخرج ابتسامته من قلبه فارتسمت على وجهه ومُحيَّاه، فاثلجَت صدور الناس، ورسمت البسمة في قلوبهم قبل وجوههِم.

لمن تبتسم الحياة

هل تبتسم الحياة للعابثين طوال الوقت؟ أو لمن يمشون في حِدَّةٍ وقسوة، ظانّينَ أن الأمر يبدوا هكذا أفضل.

أتبتسمُ الحياة لمن لا ينشر البهجة والطمأنينة في قلوب من حوله؟ أو من يَظهر عليه الشِّدّة أمام آل بيته؟

سأترُك لك حُرة الإجابة. فاسأل نفسك نفس الأسئلة وأجِب، من من حَقِّه أن تبتسم لهُ الحياة؟

ابتسامتك في وجه أخيك صدقة

اجعل عنوان يومِك هذا “الابتسامة”. ولا تُخبِرنا أنك مُتعَب، ولا تحتجِّين “أنا صائِمة”. لا تقول انا عليّ دين، أنا عندي مشاكل. بالعكس، مَن يبتسم في عز المشاكل والهموم إنسان قوي. من يدوس على همومه وعلى مشاغله ومشاكِله ويُظهِر ابتسامتهُ.

ابتسِم حتى أمام العدو، ابتسامتك أمام العدو تقتُلَه. أظهِر قوتك أمامه أصلا بالابتسام.

لا تجعلها مُعتمة. ابتسم، فالدنيا لا تسوى، والقدر واقِع واقِعْ. فلتبتسِم، فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك. أظهِر ابتسامتك وأرمي الهموم وراء ظهرك ودَع المستقبل للخالق جل وعلا. ابتسم فإنّ ابتسامتُك صدقة وهي من الأخلاق والصفات الجميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top