عقوبة قوم نوح —عليه السلام— حين كذبوه وعاندوه

تمت الكتابة بواسطة:

سنتحدث في هذا الموضوع عن عقوبة قوم نوح —عليه السلام— لما كذبوا وعاندوا، وذلك من خلال آيات سورة الشعراء، والتي موضوعها عقوبة قوم نوح لما كذبوا وعاندوا.

تفسير بعض الآيات من سورة الشعراء

بقي نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وبذل كل ما يستطيع من أجل هدايتهم، فلما أيس من هدايتهم دعا عليهم فأمره الله أن يصنع السفينة لينجو بها ومن آمن معه من الطوفان الذي سيحل على القوم الكافرين.

قال تعالى (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ | قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ | فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ | فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ | ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ | إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ | وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

معاني الكلمات

  • فافتح: تعني فاحكم.
  • المشحون: المملوء بالناس والدواب والمتاع.

وهنا: قصة طالوت وجالوت ونبي الله داود «مختصرة»

تفسير الآيات

قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ: المقتولين رميًا بالحجارة، وتفيد هذه الآية أن أعداء الرسل عليهم السلام لا يقابلونهم بالحُجج والبراهين لأنهم لا يستطيعون ذلك، وإنما يلجؤون إلى القوة والبطش، وهذا دليل ضعفهم وضلالهم، كما أن الداعية صاحب رسالة نبيلة لا يتوقف عن دعوة الخلق لأجل تهديدات مُخالفيه.

فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: فاحكم بيني وبينهم حُكمًا تُهلك به من جحد توحيدك وكذب رسولك، ونجني ومن معي من المؤمنين مما تُعذب به الكافرين.

فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ: في السفينة المملوءة بصنوف المخلوقات التي حملها معه.

ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ: ثم أغرقنا بعد إنجاء نوح ومن معه الباقين، وهم الذين لم يؤمنوا من قومه وردواعليه النصيحة.

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً: إن في نبأ نوحٍ وما كان من إنجاء المؤمنين وإهلاك المُكذبين، لعلامة وعبرة عظيمة لمن بعدهم.

وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بالله وبرسوله وشرعه.

وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ: وإن ربك لهو العزيز في انتقامه ممن كفر به وخالف أمره، الرحيم بعباده المؤمنين.

فوائد الآيات

وتفيد هذه الآيات ما يلي:

  • أن المؤمن يلجأ إلى الله تعالى عندما يتآمر عليه الأعداء ويطلب النصر عليهم.
  • أن هذه العقوبات آيات وعبر للمتعظين، ولا ينتفع بها الذين لا يؤمنون.

وهذه أيضًا: قصة سيدنا موسى والخضر مختصرة

آثار سلوكية

نتعلم من هذه الآيات:

  • أن أقول الحق وادعوا إليه بالحكمة، ولا أخاف في الله لومة لائم.
  • كما ألتجئ إلى الله في جميع أموري.

وختامًا؛ هنا أيضًا: قصة قابيل وهابيل كما وردت في القرآن الكريم


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: