رحلة العلاج من السرطان والتغذية السليمة

تمت الكتابة بواسطة:

السرطان ، العلاج الكيميائي ، العلاج الإشعاعي ، الغثيان ، الغذاء السليم ، مرارة الفم ، تقرحات الفم ، الفواكه

ما هي الآثار الجانبية لعلاجات السرطان الكيماوية والإشعاعية؟ وما الحلول الغذائية لهذه الآثار؟

بدأت أخصائية التغذية “رزان شويحات” حديثها بالتأكيد على أن الغذاء ضروري لمرضى السرطان أثناء مراحل العلاج المختلفة، حيث أنه يساعد في تقوية الجهاز المناعي الذي أُصيب فعليًا بالضعف نتيجة للورم السرطاني ونتيجة للعلاجات القاسية التي يتلقها مرضى السرطان، وكذلك يلعب الغذاء دورًا مهمًا في الحماية من أمراض أخرى قد تنتج بسبب هذا الضعف المناعي، والآثار الجانبية لعلاجات الأورام السرطانية سواءًا الكيماوية أو الإشعاعية كثيرة ومؤلمة، وكل أثر من تلك الآثار له حلول غذائية تعمل على الوقاية منه أو على الأقل تخفيف حدته وشدته، ومن أبرز الآثار وحلولها ما يلي:

1. الغثيان ولعيان النفس: أشارت “أ. رزان” إلى أن الشعور بالغثيان المستمر ولعية النفس (لعية النفس: هو تعبير شائع في منطقة الخليج العربي يعبر عن الغثيان والميل إلى التقيؤ وهو ما يُعرف بالعامية المصرية بـ “غممان النفس”) من أبرز الآثار الجانبية لعلاجات السرطان وبخاصةً في البدايات، حيث أنه يزيد مع الحالة النفسية السيئة للمريض، ولتفادي إستفحال هذا الشعور بالغذاء يُنصح مريض السرطان بتوزيع الوجبات الغذائية على ساعات اليوم وعدم ترك نفسه حتى الوصول إلى الشعور الزائد بالجوع، لأنه عند الجوع الشديد والممتد لفترات زمنية طويلة ستُفرز المعدة كميات أكبر من العصارة الهضمية الحامضية وبالتالي سيزداد هذا الشعور ويتفاقم. ويُنصح مريض السرطان عند شعوره باللعية بالتركيز على تناول المأكولات الصلبة مثل الخبز المحمص والبسكويت، وكذلك عليهم التركيز على تناول وشرب الزنجبيل الطازج لأنه غني بمضادات الأكسدة وأيضًا يعمل على تخفيف هذا الشعور القميء. وأيضًا يحتاج مرضى السرطان أثناء تملّك هذا الشعور منهم إلى الإبتعاد عن الأغذية الدهنية الدسمة والأغذية المقلية والسكريات وإستبدال كل هذه الأنواع بالأغذية المشوية.

2. مرارة الفم: وأضافت “أ. رزان”: أما مرارة الفم المزعجة فهي من الآثار الجانبية التي تنتاب كل المُعالَجين من السرطان تقريبًا، وقد تؤدي بهم إلى النفور من تناول الطعام، وللتخفيف من هذه المرارة عليهم الإلتزام بالآتي:
• تناول الطعام في أطباق وملاعق بلاستيكية أو زجاجية وليس معدنية كالإستيل لأنها تتفاعل مع الغذاء وتزيد من حدة هذه المرارة.
• التركيز على تناول الأطعمة ذات النكهات القوية مثل الأطعمة الغنية بالبصل والثوم وأعشاب الريحان والزعتر والنعناع والليمون، فكلها نكهات تطغى على طعم المرارة في الفم وبالتالي تجعل المريض لا ينفر من تناول الطعام.
• محاولة مضغ أو تناول بعض السكاكر والعلكات ذات النكهات القوية قبل تناول الوجبة الغذائية للقضاء على مرارة الفم قبل البدء في الأكل.
• التركيز على تناول الفواكهة الطازجة.
• ولتنظيف الفم وتغيير مرارته يمكن إضافة ملعقة صغيرة من الملح وملعقة صغيرة من الكربونات إلى لتر من الماء والمضمضة بهذا المحلول عدة مرات في اليوم.

3. جفاف الفم: ويظهر هذا الأثر الجانبي بالذات مع مرضى الأورام السرطانية في الجهاز الهضمي والجزء العلوي من الجسم كالرقبة والوجه، ومن الضروري جدًا معالجة جفاف الفم طبيًا لأنه إن اشتد سيصبح سببًا مباشرًا في الإصابة ببعض الإلتهابات والتقرحات في الفم، ومن الناحية الغذائية يجب على مريض السرطان شرب كميات وفيرة من الماء للمساعدة في الوقاية من الجفاف، كما ينبغي عليهم اختيار الأطعمة ذات القوام الأكثر سيولة والمحتوية على الصلصات السائلة لأنها تساعد في طراوة الفم، وحتى مع الأغذية الجافة فيمكن إضافة الخضار وصلصاته أو الشوربة عليها لتطريتها مثل الأرز المضاف إليه الملوخية أو البطاطا المهروسة المضاف إليها الحليب، وكذلك يعتبر من المفيد تناول السكاكر والعلكة المنكّهة بالقرفة لأن القرفة تزيد من إفراز اللُعاب وبالتالي تخفيف جفاف الفم، أيضًا من المفيد تناول الأناناس لأنه يُسيل اللُعاب ويقلل كثافته.

4. تقرحات الفم: نبهت “أ. رزان” على أن ظهور التقرحات بالفم قد يكون بسبب جفاف الفم وقد يكون بسبب العلاج نفسه، وما قيل عن جفاف الفم يُقال مثله في التقرحات، حيث يحتاج المريض إلى الأغذية الطرية والسائلة أكثر من الأغذية الجافة والصلبة والخشنة حتى لا تتهيج هذه التقرحات وتُحدِث النزيف، كما يفضل مع تقرحات الفم تجنب الأغذية الحمضية والغنية بالبهارات والتوابل وكذلك الأغذية الشديدة البرودة أو الشديدة السخونة، وإذا ما اشتدت تقرحات الفم على مريض السرطان فيمكن له تناول الأطعمة السائلة فقط بواسطة شفاطة بلاستيكية (شاليمو) لمنع تلامس الطعام مع الفم ولتجنب عملية المضغ والطحن والتي تؤثر لا محالة في تهيج وشدة التقرحات.

5. فقدان الشهية: أكدت “أ. رزان” على أن هذا حاصل لا محالة مع مريض السرطان تبعًا لأزمته النفسية وإشتداد آلامه العضوية، وحل هذه المُعضلة غذائيًا يكون عبر توزيع الوجبات على اليوم مع تحضير الأطعمة التي يحبها ويشتهيها المريض كنوع من الترغيب والتشجيع على تناول الطعام، ففي مراحل علاج السرطان لابد وأن يُهتم جديًا بتناول المريض للطعام أيًا كانت أصنافه ونوعيته – بعيدًا عن الأغذية الضارة طبعًا – فهو بحاجة إلى تقوية جسمه ومناعته والحصول على طاقة أكبر لمواصلة رحلة العلاج وهذا لن يستقيم إلا بتناول الطعام، أما رفضه والصيام عنه فهو ضرر صحي زائد فوق ما يعانيه من ضرر صحي للمرض، وعلاج فقدان الشهية عند مريض السرطان يتطلب حِنكة من المحيطين به، فإن كان رافضًا لأنواع معينة من البروتينات فيمكن إستبدالها بالحليب والبيض مثلًا مع الإكثار منهما، أو اللجوء إلى البروتينات النباتية إن كان يحبذها، أو إطعامه العصائر المصنوعة من الخضروات والفاكهة الغنية بالبروتين وهكذا، فالشاهد أن مريض السرطان لابد وأن يأكل ويشرب أيًا كانت الطريقة وأيًا كان الغذاء.

ما هي أكثر العناصر الغذائية تحسينًا لمناعة الجسم؟

بيَّنت “أ. رزان” أن أكثر ما يجب التركيز عليه لرفع مناعة الجسم هو البروتين، لأن الجهاز المناعي البشري يعتمد أولًا وآخرًا على البورتين، ومن هنا وجب التركيز على إطعام مريض السرطان من كل الأغذية الغنية بالبروتين قدر المستطاع مثل الحليب والدجاج واللحوم والعدس والفول والبيض فكلها مصادر رئيسية للبروتين.

واختتمت “أ. رزان” حديثها بالإشارة إلى أن الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة من أكثر الأنواع المطلوبة لتحسين مناعة الجسم، وأوضحت سيادتها أن مضادات الأكسدة متوفرة بكثرة في الخضروات والفواكهة الداكنة اللون مثل الخوخ الأحمر والسبانخ والتوت… إلخ.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: