ذنوب استهان بها الناس في يوم الجمعة

ذنوب , الناس , يوم الجمعة, Friday , صورة

يوم الجمعة يوم عظيم الشأن عند الله ورسوله وعند المسلمين جميعًا، خصه الله بخصوصيات لم يجعلها إلا له، فهو يوم اشهده الله على مفارقات مصيرية في تاريخ الانسانية بأسرها، وجعل له فضلًا على بقية الأيام وكرامة عن سائرها، ولأنه عز جل يحب نبيه وأمة نبيه فقد اصطفانا بهذا اليوم من بين الأمم، فافترض علينا فيه فرائض خاصة وبين النبي لنا فيه سننًا خاصة، كذلك نهانا عن بعض الامور التي لا ينبغي فعلها في هذا اليوم الفضيل.

لذا فسيكون حديثنا هنا منصبًا على بعض الأمور الخطيرة والتي يأثم الانسان بفعلها، ويؤاخذ بها، ومع ذلك للأسف يستهين البعض بها سواء عن جهل أو عن قصد، لذا فسنورد بعضها من باب “فذكر ان نفعت الذكرى” ومن باب التبليغ لان البعض قد يجهل حكمها أو لا يدرك مدى خطورتها، سائلين الله ن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا وينفع بنا ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ذنوب يجب أن نحذرها في يوم الجمعة

لا أظن أن هناك حديث يعكس خطورة يم الجمعة وخصوصيته بقدر ما ذكر النبي -صل الله عليه وسلم- في حديثه الشريف الذي يقول فيه: (إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفي ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة”.

ولأن هذا اليوم شأنه خطير إلى هذا الحد فيجب أن ننتبه إلى أن الفضل فيه عظيم والإثم فيه كبير أيضًا، ومن أشد الأفعال اثما وأوجبها للمؤاخذة والسخط من الله عز وجل ما يلي:

ترك صلاة الجمعة

صلاة الجمعة صلاة خاصة بهذا اليوم، حث النبي -عليه السلام- على حضورها وترك أي شاغل يمكن أن يشغل المسلم عنها، من بيع أو تجارة أو عمل أو غيره، وبين لنا أن حضورها في جماعة واجب على كل مسلم ذكر ولا يجوز أبدا تركها إلا لعذر قهري، كمرض أو عجز أو سفر أو نحوه، وذلك لما فيها من الخير العميم والأجر الكريم وحذر من تركها أيما تحذير ومما يدل على ذلك حديث بن عباس -رضي الله عنه وعن ابيه- الذي يقول فيه : (“من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره”)، ففي هذا من الانذار ما فيه فقد ربط الحديث بين الإسلام وبين حضور الجمعة، وجعل تركها قدح في تمامه.

الكلام أثناء خطبة الجمعة

أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإنصات للخطيب أثناء خطبة الجمعة، ولزوم الصمت والسكون داخل المسجد، وحذر من الكلام واللغو فيه ولو فيما هو مباح، حتى انه اعتبر من يقول لأخيه في أثناء خطبة الجمعة “انصت” فقد لغى، وهذا لأن موضع انتظار الصلاة واستحضار الخشوع فيها والروحانية يتنافى مع الكلام والأخذ والرد، فالكلام يشغل القلب والفكر ويصرفه عن السكون والخشوع والذكر.

تخطي رقاب المصلين

البعض من المسلمين قد يتأخر أو يفته الحضور إلى الصلاة في وقت مبكر فيذهب إلى المسجد على عجل ويهرول فيه ويتخطى رقاب المصلين ليصل إلى الصفوف الأولى، ظنًا منه أنه بذلك يحصل ما فاته من الصواب، هذا معتقد خاطئ وسلوك منهي عنه لأنه يتنافى مع احترام الناس وهيبة المصلى ويحدث بلبلة ويشوش على الناس خشوعهم وسكينتهم.

اختصاص يوم الجمعة بالصيام أو غبيره

يوم الجمعة يوم عظيم والثواب فيه كبير لذا ينبغي أن يحرص كل مسلم على فعل الخير بكل أنواعه في هذا اليوم، ولكن لا يجوز ان يختص هذا اليوم بعمل معين مثلا كالصيام، فالجمعة كالعيد والعيد لا يجوز فيه الصيام وكذلك الجمعة لا يجوز أن تفرد بالصيام، فيما عدا صوم القضاء أو النذر أو غيره.

وختامًا; يجدر بنا أن نذكر أنفسنا وإياكم أن التزام ما هو واجب ومستحب يوم الجمعة والحرص على استغلال اليوم بأحسن صورة مظنة الحرص على إرضاء الله وطاعته وتحصيل الأجر من لدنه، والله عالم بكل ذلك وهو يجزي به ويضاعف لمن يشاء، فيجب الاعتدال والحرص وعدم الشطط أو المبالغة التي تجلب المضرة أكثر من المنفعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top