خير النساء وشرهن في الإسلام

صورة , القرآن الكريم , خير النساء , الإسلام

الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، الحمد لله أن ديننا الحنيف أكرم المرأة وأعزها ولم يهنها أو يبخسها حقها أبدا، والحمد لله أن رسولنا الكريم أوصى بالنساء كأشد ما تكون التوصية، فهو -عليه السلام- القائل: النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، أما بعد..

فالنساء هن نصف المجتمع وهن المسئولات عن نصفه الآخر، فهن الأمهات والبنات والأخوات والزوجات، وهن ينبوع العطاء، ركب الله فيهن غريزة الأمومة ليسبقن الدنيا بأسرها إلى معاني التضحية والعطاء والحنان، فالمرأة سند ودعم للرجل في مشوار حياته بأسره.

وللمرأة في حياة الرجل تأثير كبير جدا لا يمكن أبدا إغفاله أو نكرانه، فهي الأم التي تربي وتبني بنيانه، وتشكل ملامح شخصيته، وتهتم بأمره طفلا حتى يشتد عوده ويقوي، فتصبح أخته وسنده ودعما ومرفأ للأمان، تعينه وتضحي لأجله ولا ترضي له أي مكروه أوشر.

فإذا ما بلغ مبلغ الرجال وفهم المسئولية ونضج بما يكفي لدخول معترك الحياة ذهب يبحث عن شريكة ترافقه الدرب وتؤنس طريقه، وتتحمل معه أعباء الحياة وكبدها، وتقوم على راحته وخدمته، وهي الزوجة.

ولأن للمرأة كل هذا التأثير فقد علمتنا الشريعة الإسلامية وهذا الدين الحنيف معايير الخيرية عند المرأة، وأرشدت إلى مواصفات خير النساء وشر النساء، ليتق النساء الله في أنفسهن وينظرن مكانتهن من تلك الخيرية، وليتق الرجال الله فيهن ويحسن إليهن ويحسن الحكم على النساء بما يعين على اختيار موفق لشريكة الحياة وأم الأولاد مستقبلا.

خير النساء

السنة النبوية زاخرة بالأحاديث التي تتحدث عن خير النساء وتبين وصفهن، لأن المقامات والمناسبات التي ذكرت فيها تلك الأحاديث متباينة ومتعددة فإن الروايات متعددة أيضا ونذكر هنا قبسا من الأحاديث التي ذكرت خير النساء وبينت وصفهن ومنها ما يلي:
ففي معرض الحديث عن الزواج ونفقاته ومؤنته، يبين لنا النبي أن مقياس الخيرية ليس بكثرة المهور ولا المبالغة في النفقة والمؤنة، فيقول-صلى الله عليه وسلم-: (خير النساء أحسنهن وجوها وأرخصهن مهورا).

أما ما يميز المرأة الخيرة عن غيرها في ديننا فهو تقواها وعفتها، وحسن التبعل لزوجها والعمل على طاعته وارضائه حسن معاشرته، فالمرأة المسلمة تبلغ بطاعة زوجها وحسن التبعل له مبلغ القوامة الصوامة، وتنال بفضل ذلك من خيري الدنيا والآخرة ما قدر الله لها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” خَيْرُ النِّسَاءِ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا سَرَّتْكَ وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا “، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أيضا أنه قال: سئل النبي عن أي النساء خير؟ فأجاب: (التي تسره إذ نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره).

وحاصل الأحاديث أن المعتبر في الخيرية وعدمها هو حسن الخلق والتقوى والعفة، وحسن التبعل للزوج وأن تكون المرأة عونا له لا عونا عليه، وأن تكون أما صالحة تتقي الله في أبنائها وتحسن إليهم، وأن تكون بارة طيبة لا تكون فاحشة في قولها ولا فعلها، وأن تحصي مجامع الصلاح والتقى.

شر النساء

وكما بينت لنا السنة المطهرة قبسا من صفات خير النساء فقد ذكرت كذلك شر النساء، وحذرت كل امرأة مسلمة أن تتصف بما يجعلها ضمن هذا الصنف من النساء، ففي حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي رواه الأصمعي أنه قال: شر النساء ست: هن الحنانة والأنانة والمنانة، والحداقة، والبراقة، والشداقة..!

والحنانة هي كثيرة الحنين إلى زوجها السابق أو ولدها من زوج أخر، وقيل تشمل الحنانة إلى بيت أهلها، والأنانة كثيرة الشكوى، والمتمارضة، والمنانة، التي يكثر في حديثها المن على الزوج وتذكيره بفضلها عليه وإحسانها إليه وخدمته وخدمة عياله، والحداقة التي تكثر من النظر إلى ما في يد غيرها من النساء، فتشتهي كل ما تراه، وتطلبه وتريد اقتنائه، فتشق على زوجها في المطالب ولا تراعي قدراته، والبراقة من تنظر لزوجها نظرات غضب تخوفه، وهذا مما لا يليق بالزوجة أبدا مع زوجها، وقيل هي التي تغضب على الطعام، والشداقة هي المرأة التي تتشدق بالكلام وتكثر من الثرثرة بلا مبرر أو داع.

أضف تعليق

error: