اختَلِ بربك يوم الجمعة واعترف له بذنبك واسأله العفو والمغفرة

يوم الجمعة

هي بالفِعل نصيحة اليوم؛ أن تختلي بربك يوم الجمعة وأن تعترف وتُقِر بذنبك، فهو الرب وأنت المربوب، أنت العبد المسكين الذي لا يستغني عن الله طرفة عين. تأمَّل؛ هل يستطيع إنسان فوق مُلك الله أن يستغني عن الله ولو أقل من رمشة عين؟ والله لا نستطيع.

المُبارزة بالمعصية

مع هذا الضعف؛ إلا أنك تجد في بعض الناس استئساد، وبعضهم تجد فيه قِلّة حياء، يبارز الله -جلَّ وعلا- بالذنب، يبارزه بالمعصية، يقِف أمام الله معاندًا، والله إن هذا من قِلة الحياء من الله.

إن استصحاب الفقر (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)، أنت فقير ولست مسكين، فالمسكنة أعلى من الفقر. فأنت فقير. (وما بكم من نعمةٍ فمن الله).

نحن الجياع والمساكين والذين نتقلب في حوله وقوته ونعمه. فلنقُل لأنفسنا ولنقُل لِمَن نعول: نحن لا نستغني عن الله طرفة عين إلا وهلكنا.

الله يحفظنا

لولا حِفظه، وإرسال الحفظة ليحفظونا. (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله). أي أن حِفظ الملائكة لنا من أمر الله ربنا -جل وعلا-.

يُعيذنا من الفلق ومن كل من فلق في الكون ومن شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب، ويعيذنا من الوسواس ومن كل شر؛ إنه الله -تعالى ذِكره-.

والعجيب أنه يحمينا ونحن نقيم على معصيته، يعصي الواحد منا ربه خلف الباب ويدخل الهواء من تحت الباب له، يستره فيظهر أمام الناس من أجمل الناس هيئة، لولا سِتر الله ما أثنوا عليه.

الخلوة مع الله يوم الجمعة

بحاجة إلى أن نحقق العبودية، وأن ننكَسِر بين يديه. يوم الجمعة الجميل أُخلُ بالله. عليك أن تخلوا به سبحانه ولو من العصر إلى المغرب، بين الأذان والإقامة، في جوف الليل البهيم الأخير في السحر.

في هذا اليوم المبارك اعترف وأقِر بذنبك، فإن الله غفور، على قوته- سبحانه وتعالى- يُمهِل ويحلم ولا يعجل.

لكني أخشى أن يكون إمهاله لبعضنا استدراج، ولذلك قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، عند قول الله -جل وعلا- (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة) قال إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته.

جميعنا ظالمٌ لنفسه؛ فما أجمل أن نستفيد من هذا العفو الجميل والستر الجميل، أن نكسِر بين يديه -جل وعلا- فنقول بصوتٍ مخبتٍ خائفٍ فيه حبٌ لله: اللهم كما سترتنا فاغفر لنا.

أضف تعليق

error: