حكايات الإنسان والحرية

في فرنسا هذه الأيام فضيحة قيم نشرتها إحدى الصحف عن استخدام رئيس الوزراء الفرنسي طائرة قدمتها له السلطات المصرية خلال عطلته الخاصة في مصر نهاية العام الماضي, في ذات السياق تواجه وزيرة الخارجية الفرنسية دعوات ساخطة من مجموعة من الفرنسيين وقوى سياسية تطالبها بالاستقالة لاستخدامها طائرة لأحد المقربين من الرئيس التونسي السابق ابن علي أثناء إجازتها الخاصة في تونس, المثير في الأمر هو رد الوزيرة وهي تقول في لغة يشوبها الخوف والخجل «أدرك الآن أن ما فعلته أحدث صدمة وأعرب عن ندم عميق على ما قمت به, بالتأكيد لن أستقل طائرة خاصة في أية ظروف طالما أنا وزيرة», الله يخرب بيت الحرية يا شيخ!

بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات بفترة تم تغيير اسم ميدان التحرير إلى ميدان السادات, رفعت لوحات إرشادية من قبل محافظة القاهرة تخبر الجميع أن هذا الميدان هو ميدان السادات, هل سمعت عزيزي القارئ عن ميدان السادات طوال الفترة الماضية؟

الثقافة هي المعرفة الممزوجة بالكرامة، فلو كانت الثقافة تعني المعرفة فقط لما اهتاجت السلطة، فماذا يهمها من سابلة الثقافة ورعاعها؟ إنما الذي يصنع الأزمة الدائمة هي الثقافة ذات الكرامة التي لها إشعاعها الخاص تلمحه في بريق العيون ووضاءة الجبهة وجلال العقل ونصاعة الموقف، إشعاع يكشف الزيف ويصارع التلفيق ويضرب المخاتلة.. محمد مستجاب من كتابه بوابة جبر الخواطر.

لماذا لا نتعلم كيف نعيش؟ لماذا لا نتعلم كيف نتعلم؟ لماذا لا نتعلم كيف نتفاهم؟ لماذا لا نتعلم العيش في وسط جماعة؟ لماذا لا نتخذ أدوارا فعالة في شؤوننا المدنية والمجتمعية؟ لماذا لا ننفتح على التجارب الجديدة؟ لماذا نهضم حقوق الآخرين؟ لماذا لا نفهم أن مرارة النقد أجمل من حلاوة العيش؟ هذه تساؤلات الرائد الأديب السعودي محمد حسن عواد في العام 1925 من كتابه خواطر مصرحة.

بقلم: سعيد الوهابي

في مقترحاتي هنا:

أضف تعليق

error: