حقوق الآباء على الأبناء مسلمات لا تقبل الجدل

صورة , الآباء , الأبناء , طفل

من الحقوق التي أكدت عليها الشريعة الإسلامية أشد تأكيد حقوق الوالدين على أبنائهما، فعلاقة الأمومة والأبوة علاقة بالغة الخصوصية، بل تشكل حالة استثنائية من العلاقات، فالأمومة والأبوة هي مرادفات للعطاء اللامحدود والحب اللامشروط، والبذل دون انتظار مقابل، والكبد والمشقة التي تبدأ قبل حتى أن تبدأ حياة الابن، لأجل كل هذا وأكثر تبوأ الآباء والأمهات مكانة خاصة في شريعتنا الغراء التي تحفظ لكل ذي فضل فضله.

وهنا سوف نذكر طرفا من حض الشريعة وتوصيتها بالبر بالوالدين وتعظيم حقوقهما والإحسان إليهما، وبعضا من الحقوق التي هي في رقاب الأبناء لآبائهم.

أمر الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما

يعد موضوع بر الوالدين من المواضيع التي قتلت بحثا، ومن المسلمات التي يعرفها القاصي والداني فهو واضح وضوح الشمس في عليائها، ونحن إذ نتطرق إلى هذا الموضوع فهو من باب التذكرة مصداقا لقول الله عز وجل (فذكر أن نفعت الذكرى)، وأملا أن تصادف كلماتنا قلبا غافلا أو عقلا تائها في غيابات الضغوط وصعوبات الحياة، فتذكره أو تكون دافعا أو محفزا له على إعادة النظر في حقوق أبويه، وتجديد النية في برهما والإحسان إليهما.

وكما قلنا سابقا إن الإسلام يقر بقدسية العلاقة بين الأبناء وآبائهم لدرجة جعلت الإحسان إليهم والبر بهم فضيلة تلي عبادة الله الواحد الاحد، حيث يقول الله في محكم التنزيل: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، فجاء الأمر بالإحسان إلى الأبوين مباشرة بعد النهي عن الشرك بالله والأمر بإفراده بالعبادة، والذي يمثل الركيزة الأساسية من ركائز التوحيد، وفي هذا ما فيه من الدلالة والتأكيد على وجوب هذا الأمر ومنزلته.

وعلة ذلك أن الوالدين هما السبب في ووجود الإنسان، وإليهما يرجع الفضل في تربيته وتعليمه ورعايته حتى يشتد عوده ويقوى ساعده.
وقد فصلت السنة ذلك ووضحته وأكدت عليه، من ذلك ما جاء عن النبي –صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه سائل، يسأل عن أحق الناس بحسن معاملته، فكان جواب النبي بتلك الكلمات التي سجلتها السنة النبوية لتكون شاهدا دامغا على مكانة الوالدين والتي تقول:  «أمك»، «ثم أمك»، «ثم أمك»، «ثم أبوك».

مظاهر البر بالوالدين والوفاء بحقوقهما

وقبل الحديث عن البر بحقوق الوالدين يجدر بنا أن نعرف بشكل سريع ومجمل مفهوم البر الذي يعنيه الإسلام، وكلمة البر تشمل كل مجامع الخير وصوره ومقاصده، وضدها العقوق الذي يعني تضييع الحقوق وعدم إعطائها لأصحابها، وهو ما نفر منه الإسلام أشد تنفير ونهى عنه نهيا صريحا واضحا لا يحتمل النقاش وخاصة إذا كان الأمر متعلق بالوالدين وحقوقهما.

ومن ثم فإن هناك أمورا ينبغي أن يقوم بها الأنباء تجاه آبائهم في محاولة قاصرة عن الوفاء ولو ببعض حقوقهم ومنها ما يلي:

طاعة الأب والأم فيما يصدر عنهما من أوامر ومراعاة رغباتهما فيما لا يتعارض مع أوامر الله ولا يدخل تحت بند نواهيه، ولا يتعارض بوضوح مع مصلحة الأبناء.

عند حدوث اختلاف في وجهات النظر أو تعارض واضح في الرغبات والمصالح، فيجب النقاش ومحاولة اقناعهم بالهدء وبالحسنى ودون عنف أو تجاوز لاحترامهما.

نهى الإسلام عن التأفف في حضور الأبوين، والتذمر منهم بالقول أو الفعل أو الإشارة.

أن لا يؤذ الانسان أبويه بالقول أو الفعل

لا يوجد في الدنيا بأسرها من يمكنه تحمل مشقات تربية الأبناء وتبعاتها وتحدياتها كما يفعل الآباء والأمهات مع آبائهم، فهم يحملون عبئا تنوء به الجبال، هذا في قوتهم وشبابهم أما في كبرهم وضعفهم فالأمر ينعكس وتتبدل المساعدة والمساندة والعطاء والبذل إلى ضعف واحتياج ملح إلى أبنائهم، احتياج إلى السؤال والاهتمام والحب واحتياج إلى الرعاية الصحية والنفسية، ومن صور البر ان يكون الابن على قدر المسئولية حين يحدث ذلك ، وفي هذا الصدد يلفت النبي- صلى الله عليه وسلم- انتباهنا إلى اغتنام هذه الفرصة لرد جزء من الجميل والفوز بمرضاة الوالدين وبالتالي مرضاة الله، فيقول: (خاب وخسر من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يدخل الجنة)، فاللهم أعنا على بر والدينا ما حيينا!!

أضف تعليق

error: