حساسية الغذاء عند الأطفال وعلاجها

حساسية الغذاء

يعاني ٦ إلى ٨٪ من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ٣ سنوات من حساسية الغذاء، بينما تقل النسبة عند البالغين إلى ٣٪، وقد تتسبب هذه الحساسية بأعراض حادة تهدد الحياة، لذلك يجب على الأهل أن يكونوا على دراية تامة بأعراض الحساسية لدى أطفالهم وأسبابها وأيضاً طرق علاجها.

حساسية الغذاء

يقول الدكتور محمد فيصل الهاشمي “أخصائي طب الأطفال” أن حساسية الغذاء هي رد فعل طبيعي من جهاز المناعة تجاه غذاء معين، وليس شرطاً في ذلك كمية الغذاء التي يتم تناوله، حيث يمكن أن يصاب الشخص بحساسية الغذاء نتيجة تناوله كمية قليلة من نوعية معينة من الغذاء.

يتعرف الجسم في هذه الحالة على هذا الغذاء على أنه فيروس، ومن ثم يقوم بمهاجمته ويصدر الجسيمات المضادة له فيكون رد الفعل شديد أو متوسط أو غير ذلك، كما يمكن أن يتأثر الجسم بالعمر أيضاً.

لماذا نرى حساسية الأشخاص عند البعض ولا نراها في آخرين؟

تعتبر حساسية الغذاء شائعة عند الأطفال الصغار كما ذكرنا سلفاً بنسبة ٨٪، ولكن ارتباط تلك الحساسية بأشخاص دون غيرهم هو لأسباب غير معرفة بشكل دقيق، بينما قد يعزى ذلك إلى:

  • أسباب وراثية.
  • التطور الذي طرأ على نوع الأغذية في الآونة الأخيرة والصناعات الغذائية أيضاً.
  • المواد المضادة للأكل نفسه مثل المواد الحافظة والملونات.

تابع “الهاشمي”: تبدأ حساسية الغذاء من ٤ أو ٦ أشهر من عمر الطفل، ومن أول ما يُعطى الطفل غذاء معين يسبب له الحساسية تظهر عليه بعض الأعراض مثل:

  • الطفح الجلدي.
  • انتفاخ جزء معين من الجسم كالوجه واللسان والعينين.
  • السعال.
  • المغص الشديد.
  • الإغماء في حالة الحساسية الشديدة.

علاجات حساسية الغذاء عند الأطفال

عند تعرض الطفل لحساسية الغذاء فمن الضروري أن يتجنب الطفل الأطعمة التي تسبب له هذه الحساسية.

أما عن العلاج، فحتى الآن ليس هنالك علاج فعال لهذه الحساسية إلا في الحالات الحرجة الشديدة التي تصل إلى الاختناق وصعوبة في التنفس، حيث يمكننا استعمال أدوية مضادات الهيستامين لتخفيف ردة فعل هذه الأغذية ولإنقاذ حالة الطفل.

هناك بعض الأغذية الأكثر تأثيراً على ظهور حساسية الغذاء عند الأطفال من بينها:

يجب في بادئ الأمر اختبار ردة فعل الطفل تجاه هذه الأغذية سالفة الذكر ثم بعد ذلك يمكنهم منعها عنها في حال ظهرت أعراض الحساسية عليه، لذلك يجب إعطاء الطفل في أول أيام تناوله الطعام نوع واحد فقط من الطعام وبشكل تدريجي حتى لا تزداد حساسية الطفل من هذا النوع من الغذاء، ويمكن أن تخف حساسية الغذاء عند الطفل من نوع معين من الغذاء مع مرور الوقت وكبر العمر كالحساسية من الفول السوداني والبيض طبقاً لما أشارت إليه احدى الدراسات الحديثة.

وستقرأ هُنَا أيضًا عن مرض تحسس القمح “حساسية القمح” وأعراضه وعلاجه

هل هنالك أنواع معينة من حساسية الغذاء؟

يمكن أن تأتي حساسية الغذاء في صورتها الخفيفة أو الشديدة عند الطفل، وهذا يعتمد بشكل كلي على:

  • التاريخ العائلي لحساسية الغذاء.
  • الوقت الذي تعرض فيه الطفل للحساسية من نوع معين من الغذاء.
  • الرد الفعل المناعي للجسم تجاه هذا الغذاء.

على الجانب الآخر، هناك الكثير من الأطفال الذين يبدون رداً عنيفاً في فعلهم تجاه غذاء معين بمجرد تناوله لأسباب غير معلومة حتى الآن ويصابون حينها على الفور بالاختناق وضيق التنفس والإغماء أيضاً.

عند تعرض جسم الإنسان لفيروس معين فإن الجسم يقوم بردة فعل معينة تجاه هذا الفيروس، بينما في حالة الحساسية فإن ردة الفعل الجسم هي عبارة عن إفراز الهيستامين الذي يتسبب في:

  • الاختناق.
  • مشاكل في العين.
  • تورم اللسان.
  • الطفح الجلدي على خدود الأطفال فور تناول الطعام.
  • عن شعور الطفل الصغير بالضيق الشديد وعدم الراحة في النوم.
  • التعرض لمشاكل في الحكة ومشاكل في اللسان.

الفرق بين حساسية الغذاء و food intolerance

بالطبع هناك فرق بين حساسية الغذاء وبين food intolerance حيث أن food intolerance ليس له علاقة بالجهاز المناعي للإنسان، كما أن هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية الحليب وآخرين الذين ليس لديهم قدرة على تحمل الحليب بسبب نقص إنزيم معين في الجسم.

إن الفرق الكبير بين حساسية الغذاء وعدم تحمل غذاء معين هو أنه في حالة حساسية الغذاء وعند تناول طعام معين بكمية قليلة سوف يكون هنالك ردة فعل طبيعية وسريعة من الجسم، ولكن في حالة food intolerance قد لا يتأثر الجسم بهذه الكمية القليلة من الطعام أو الشراب الذي يؤثر على الجسم، ولكن حين تتعدى كمية الطعام كمية معين فسوف يشعر الإنسان ببعض الأعراض غير الخطيرة كالمغص والانتفاخات، ويمكن علاجه عن طريق تقليل كمية الطعام التي تتسبب في مثل هذه الأعراض.

وختاماً، هناك نسبة معينة من الأطفال الذين تختفي عندهم أعراض حساسية الطعام مع مُرور الوقت والكبر في العمر، مع مراعاة أن حساسية القشريات والمحار هي حساسية دائمة ومستمرة مع الشخص.

للوقاية من حساسية الطعام يجب الاعتماد قدر الإمكان على الأغذية الطبيعية دون المعلبة أو المحضرة أو المضاف إليها ملونات أو مضافات غير صحية.

أضف تعليق

error: