تمارين التأمل والاسترخاء وتأثيرها على الصحة النفسية

تمارين التأمل والاسترخاء

القلق أو الاطمئنان يأتي نتيجة الأخبار التي يسمعها الإنسان سواء كانت صحيحة أو خاطئة، ويؤثر ذلك بشكل كبير على صحته قبل حالته النفسية، لذلك يجب تحرِّي صحة المعلومات والتحكم في الانفعالات بعد سماعها لتقوية المناعة الصحية والنفسية.

ويحتاج الإنسان أحيانًا إلى الانفصال عما حوله لتصفية أفكاره وإبعاد الشعور بالقلق والتوتر والشعور بالراحة، لأن التأمل يمد الجسم بقوة داخلية ويبدأ في العلاج الداخلي للجسم والتقليل من التوتر والضغوطات.

أهمية الاهتمام بالصحة النفسية

يقول الدكتور “عبداللطيف العزازي” مستشار جودة الحياة وريادة الأعمال أن مسألة الاهتمام بالصحة النفسية مهمة جدًا لأن الإنسان عندما يتلقى معلومات خاصة إذا كانت غير دقيقة تؤثر على صحته بشكل عميق جدًا وقبل أن تصل إلى الجسد فإنها تؤثر علي الحالة النفسية، فالجسد رهينة لما يتلقى من معلومات ولكيفية التفاعل مع تلك المعلومات لذلك يجب انتقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة وعدم أخذ هذه المعلومات على مَحمَل القلق والتوتر بل علي مَحمَل الوقاية والانتباه واتباع الإرشادات الصادرة من مصادر موثوقة يُعتمد عليها، كل ذلك يؤدي إلى تعزيز المناعة الفكرية والنفسية والحصانة الجسدية.

هل الحالة النفسية تؤثر على الصحة الجسدية والأعضاء؟

يجب الابتعاد عن الأشياء التي تُسبب المخاوف والقلق والتوتر، فالقلق مثلًا قد يسبب الصداع والإجهاد، وإذا وصل خوف الشخص من الخارج يشعر بألم في المعدة، أما إذا جاء الخوف من داخل الشخص فيشعر بألم في أسفل المعدة، فالإصابة تعتمد على نوعية الخوف سواء كان الخوف من البيئة أم من الذات أم من المستقبل، لذلك يجب على الشخص الانتباه واتخاذ وقفة من كل التدفقات الفكرية والشعورية التي يتقبلها الجسم وتسبب له الخوف والقلق.

ما معنى التأمل؟

التأمل يعني الانقطاع عن المحيط والتفَكُّر في شيء معين بدون خوف أو توتر أو قلق بل بتفكُّر وتأمُّل الشخص المُتدبِّر الذي يُفكر في مسألة جميلة ومعينة مثل قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا).

فالإنسان أحيانًا يحتاج أن يفصل تفكيره عن المُحيط إذا كان يشعر بالقلق والتوتر وينطلق في هذا العالم الذي يستمد منه الهدوء والتدبُّر والتحليل أو يوقف تفكيره فقط حتى تهدأ الدماغ، ولذلك نجد شخص يلجأ إلى النوم عند مواجهة مشكلة حتى يرتاح نفسيًا وجسديًا وعندما يستيقظ يشعر بقوة أعلى ويستطيع في لحظات التأمل بعد الاستيقاظ أن يتفكر بشكل صحيح ويلملم نفسه من جديد، فالتأمل نحتاجه دائمًا في كل وضعية حتى في الخشوع والتسبيح بعد الصلاة.

كثير من الأشخاص يحتاجون هذا التأمل حتى ينقطع بنفسه عن المحيط لفترة خاصة المسئولين والأطباء في هذا الوقت وحتى المرضى، فالتأمل يمد الجسم بقوة داخلية لأن الله قد جعل الجسم يبدأ في العلاج الذاتي الداخلي عندما يهدأ الإنسان وتبدأ التصليحات والعلاجات والإصلاح الداخلي للإنسان، فالتأمل منهاج حياة لكل إنسان سواء تعرَّض لضغط أم لا فهو يعمل على التقليل من الضغوطات والتوترات.

أنواع التأمل، وكيف يختار الشخص النوع المناسب له؟

أنواع التأمل كثيرة ولذلك يجب على الشخص البحث عن المكان والوضعية المناسبة له حتى يرتاح الجهاز الذهني ثم يغلق تدفق الأفكار إلى الذهن، وهناك خطوات للاسترخاء والهدوء يجب تحقيقها وهي:

  • أن يكون الجسم مسترخي وغير منغلق.
  • أن يكون الشخص مُغمض العينين حتى يهدأ ويكون تفكيره داخلي، لأن العين عندما ترى المتغيرات من حولها قد تشغلها صورة أو تتذكر موقف معين.
  • اتباع التنفس السلس الهادئ البسيط والذي يكون فيه الزفير أطول من الشهيق.

وهكذا تنتقل وضعية الدماغ من الانفعال إلى الوضعية العادية إلى وضعية الهدوء ما قبل الدخول في النوم، ويُقال أن ١٠ دقائق في هذه الحالة تُعادل ساعة نوم، هناك أساليب كثيرة يمكن أن يتبع كل شخص الأسلوب المناسب له، فهناك أشخاص تختار الهدوء والتأمل من خلال عمل مساج لنهايات أطراف الأصابع والأقدام لأنها تقوم بتهدئة الدماغ فالجسم كله تكون عضلاته مشدودة وخاصة قمة الرأس لأنها أكثر منطقة تتحمل الضغوطات.

كيفية التعامل مع القلق والتوتر بسبب فيروس كورونا:

ما يسبب القلق والتوتر هو ما يدخل الدماغ من معلومات، فيجب على الشخص تعديل أفكاره وإصلاح معتقداته، واتباع إرشادات الحماية التي أصدرتها الدولة وعدم الخروج من المنزل كل هذه مُدخلات ذهنية إذا آمن بها الشخص ستهدأ نفسه وتطمئن، ثم إذا طبقها فقد وصل إلى نسبة كبيرة من الهدوء، وبعد ذلك يقوم بتخيُّل ما سيفعل في حياته وأهدافه بالمستقبل بعد مرور هذه الأزمة.

أضف تعليق

error: