تقيؤ الأطفال وأسبابه وعلاجه

صورة , طفل , تقيؤ الأطفال
طفل

من المشاكل التي تواجهها الأم مع ابنها وتجعلها قلقة حياله هو تقيؤ الأطفال الذي قد يكون ناجما لعارض ما غير مقلق والذي قد يكون سببه مرضا خطيرا.

كيف ومتى يحدث تقيؤ الأطفال؟

هناك الحديث الصحيح عن أن المعدة هي بيت الداء. فالتقيؤ هو عارض لما يحدث للمعدة والأمعاء وهو إخراج لما في المعدة بشكل لا إرادي من الفم إلى الخارج.

هناك فرق بين التقيؤ بقوة “vomiting” أو الاستفراغ وبين الترجيع الذي يحدث للأطفال.

تقيؤ الأطفال يُظهر عصارة المعدة بقوة ولكن أيضا يمكن أن يكون الاستفراغ أو التقيؤ عارضا لمرض منتشر في الجسد ولا سيما الدماغ.

الترجيع عبارة عن انتقال عصارة المعدة إلى المريء ومنه إلى الفم حيث يحدث هنالك رخو في الصمام بين المريء والمعدة وهو ما يكثر عند الأطفال منذ الولادة حتى 6 أشهر أو سنة على الأكثر.

ما هي أسباب تقيؤ الأطفال؟

قال “د. عدنان الحسيني” طبيب الأطفال. يمكن للطفل التعرض للقيء كما تم الذكر سابقا بسبب رخو الصمام بين المريء والمعدة إلى جانب وجود التهاب فيروسي لدى الطفل وهو ما يتعرض له الطفل كثيرا. كذلك وجود تضخم في الصمام بين معدة الطفل والإثنى عشر في الأشهر الأولى كما يُلاحظ عدم زيادة وزن الطفل بالشكل الطبيعي.

من الممكن أيضا لحدوث تقيؤ الأطفال ان يكون هنالك مشاكل في الأمعاء أو مشكلة خارجية في الدماغ تؤدي إلى الاستفراغ.

يمكن للالتهابات الفيروسية أن يتعرض لها الطفل في الشهور الأولى حتى ثلاث سنوات كذلك التهاب السحايا.

يمكن للطفل التقيؤ لأي سبب كان يصاب بنزلة برد أو تعرضه لأي إنتفاخ بالمعدة.

في حالة تكرار تقيؤ الأطفال لأكثر من 24 ساعة لا بد من عرضه على طبيب أطفال.

من العوارض الغير مقلقة لتقيؤ الطفل الأكل الزائد عن الحاجة بالإضافة إلى بعض المشاكل الأخرى مثل وجود حساسية عن حليب الأم والذي بدوره يمكنه التسبب في تقيؤ الطفل.

كيف للأم أن تُفرٍق بين عوارض تقيؤ الأطفال المختلفة؟

من العوارض المصحوبة بتكرار تقيؤ الطفل حدوث جفاف لدى الطفل. يمكن تقسيم الجفاف إلى خفيف ووسط أو شديد إلى جانب قلة تبول الطفل الذي يعتبر عارضا مهما لجفاف الطفل.

يمكن معالجة تقيؤ الأطفال الوسطي والخفيف داخل البيت بحيث تُعطى السوائل للطفل للحد من الجفاف.
يخاف الطفل بشكل دائم عن شعوره بأي عارض جديد يمر به مثل الجفاف وقلة التبول وقلة الحركة.

لا يُربط تقيؤ الأطفال بالزمن ولكن يُربط بعدد مرات التقيؤ مثل حالات Rota virus حيث يحدث للطفل إسهال شديد واستفراغ شديد، وفي حالة عدم البنية القوية للطفل يمكنه أن يصل إلى الجفاف الخطير حسب عمر الطفل ويمكن علاجه عن طريق لقاح Rota virus.

واستكمل “د. عدنان” لا يمكن أن يصاب الطفل ب Rota virus في أي سن حيث أنه يعتبر عدوى يمكنه الانتقال عبر نزلة برد أو عبر الملامسة ولكن مع كبر عمر الطفل فإن عوارض Rota virus لا تكون مقلقة إلى حد كبير خاصة بعد مرور 6 أشهر.

هل يجب الالتزام بجميع لقاحات الأطفال؟

في البداية أقول أن الفيروس موجود لكن اكتشاف اللقاح هو ما يعتبر جديدا حيث يتم اكتشاف اللقاحات بشكل تدريجي بسبب تكلفتها على الشركات المصنعة له.

يمكن للطفل أن يُحمى من أكثر عوارض Rota virus عند تناوله للقاح الخاص بهذا الفيروس ولكن في بعض الأحيان لا يمكن للقاح أن يحمي الطفل من التعرض لفيروس Rota.

بشكل عام، يعتبر ارتفاع درجة حرارة الطفل والتقيؤ إلى جانب الإسهال من أعراض Rota virus وتختلف من طفل لآخر حسب مناعة كل طفل، لذلك يُفضل ويُوصى دائما بالرضاعة الطبيعية التي تعتبر خير وقاية للطفل خاصة في أول 6 أشهر حيث أن الأدوات المناعية تُنقل فيها من الأم إلى الطفل.

كذلك حسب حالة الطفل من أعراض Rota virus يتحدد علاجه داخل المستشفى من عدمه.

ما الأمراض المحتملة للطفل حال تكرار تقيؤ الأطفال؟

هناك الاستفراغ الحاد الذي يمكنه أن يستمر مع الطفل ليومين أو ثلاثة والذي يمكنه أن يكون نتيجة لمرض مزمن يتعرض له الطفل مثل بعض الأمراض التي تصيب الأمعاء كالتضخم أو غلق الأمعاء.

وأكمل “د. عدنان الحسيني” يُعطى للأم ارشادات طبيبة فور ولادة الطفل والتي لابد من اتباعها فور تقيؤ الطفل.
في حالة ارتجاع الأطفال الأقل من سنة في العمر يجب أن لا ينام على ظهره ويتم وضع ظهره إلى أعلى بزاوية 45 درجة.

وفي الحالات الحادة مثل النزلات المعوية الحادة يجب على الأم أن تهدأ الطفل بعدها بنصف ساعة، ولا يُنصح بتناول الطفل لأدوية من أجل علاج الاستفراغ ويجب الاعتماد فقط على الوسائل التي تزيد من السوائل لدى الطفل.

وفي حالة عدم تحسن الطفل يجب مراجعة طبيب الأطفال. كذلك لا يُنصح بتقديم الأكل الصلب في أول 24 ساعة من الاستفراغ كما يجب عدم اجبار الطفل على الشراب بالقوة وإعطاؤه فقط ما يكفيه من الشراب.

هل يمكن للطفل شرب اللبن في حالة تعرضه للفيروس؟

يجب ألا يتم تناول الطفل للألبان بعد تقيؤ الأطفال ويُفضل أن يتم تناوله من اليوم الثاني للتقيؤ حيث أنه يحتوي على نسبة حمض قد تؤثر على الطفل.
أما لبن الرضاعة فلا يتم ايقافه مع التقيؤ. كذلك من الأفضل تأخير اللبن المُصنًع بعد عملية التقيؤ.

وتابع “د. عدنان” يجب الالتزام بشراب الأطفال للمشروبات المثبت تأثيرها علميا لعلاج تقيؤ الأطفال دون اللجوء إلى المشروبات الغير معروف تأثيرها على الطفل.

هناك بعض المعلومات الغير مثبتة أيضا أن بعض المشروبات مثل الكولا تخفف من حدة التقيؤ.

وأخيرا، نتيجة للتجربة فإن تناول الطفل للدواء لا يسرع من علاج تقيؤ الأطفال ولكن فقط يجب معالجة سبب تقيؤ الأطفال والعمل على تعويض السوائل حيث أنه عندما تقل السوائل من جسم الطفل ترتفع احدى المواد الحامضية في الدم والتي تسبب إعياء للطفل لذلك يجب تعويض السوائل المفقودة بشكل سريع بالإضافة إلى خطورة بعض أدوية الاستفراغ على بعض الأطفال.

أضف تعليق

error: