تجربتي في تعلُّم اللغة الإنجليزية

سأدون هنا ملخصا مكثفا وبعض النصائح لتعلم اللغة الإنجليزية. لقد اقتنيت على مر الأيام، العديد من الكتب في تعليم هذه اللغة، ما بين الكتب المدونة من قبل جهات اختصاصية عالمية وهي غالبا تكتب بلغة واحدة، وما بين كتب يدونها عرب باللغتين، فاقتنيت مثلا كتابا شهيرا وممتازا بعنوان «الأستاذ» وهو لمسند عايض، مرفق معه شريط تسجيلي لطريقة النطق، ورغم احترافية الكتاب، غير أنني لم أتناغم حقيقة إلا مع أفضل كتاب في تعليم اللغة الإنجليزية في نظري وهو بعنوان «تعليم الإنجليزية من البداية إلى الاحتراف» لمؤلفه حسن جميعي عن مكتبة العالم العربي. هذا الكتاب عملي للغاية، قام فيه المؤلف بعصر كل التطورات الحديثة في تعليم اللغة في هذا الكتاب، فقد وضع كل شيء في كتاب يشبه كبسولة شديدة التركيز، فمثلا تلافى المشكلة التي أخرتني شخصيا عن تعلم الإنجليزية وهي تدريس القواعد أولا، فنحن تعلمنا نطق العربية ثم تعلمنا القواعد، ولا يمكن أن نتعلم القواعد ثم نتعلم المحاورة؛ لأن العقل في اللغة لا يمارس عمليات رياضياتية كما يمارسها الحاسوب مثلا لتركيب المعاني.

في هذا الكتاب ستجد أن تعليم القواعد قد وضع في آخر الفصول، وقبلها يقدم المؤلف بعض التعريفات الأساسية كالحروف والأعداد والأيام وغير ذلك، ثم يقدم فصلا كاملا لأشهر 500 كلمة وجملة شائعة في الإنجليزية، وهو فعلا فصل فذ تناول فيه المؤلف كلمات مهمة وضرورية، وعرضها بطريقة رائعة تساعد على إتقانها.

كل المواقع الموجودة على الإنترنت غير مرتبة، وقد تسبب مشكلة في الشعور بعدم الفهم، هناك كتب جيدة تتوفر مجانا على الإنترنت وهي تساعد على التعلم، ولكنها في الحقيقة ليست بمستوى هذا الكتاب من حيث الاحترافية، وخاصة تلك الكتب البادئة بقواعد الإنجليزية.

اللغة الإنجليزية سهلة، وتعلمها يشبه تعلمنا للغة الأم ونحن أطفال، فمثلا سنتحدث بجمل مكسرة، وكلمات منطوقة بشكل غير صحيح، ولكن من الضروري أن نمتلك الثقة في أنفسنا، لأننا في نهاية المطاف نتحدث بلغة ثانية وهذا يعكس رغبة في التفوق.

الأمر الآخر وهو السبب في عدم قدرة الكثير على إتقان الإنجليزية، هو الرغبة والرابط، فتعلم هذه اللغة إما أن يكون بسبب رغبة قوية ملحة، أو بسبب رابط قوي، أما بخصوص الرغبة فهي عملية عاطفية لا يمكن قذفها في قلوب الآخرين إلا إن كانت ذاتية أو بسبب ملموس، أما الرابط فهو ممكن ليكون سببا في إيجاد تلك الرغبة.

فمثلا كانت أهم دوافعي لتعلم الإنجليزية هو مذاكرتي لمواد جامعية مدونة بالإنجليزية، ورابط آخر هو حاجتي للبحث في عدة أحد المجالات، ومخاطبة أفراد من حول العالم في أمريكا أو الصين بالإنجليزية، وكذلك حاجتي للوصول إلى بعض مصادر المعلومات المهمة والخاصة غير المتوفرة باللغة العربية.

لقد استعنت شخصيا لإتقان هذه اللغة بالكثير من المصادر، مترجم جوجل كان عونا كبيرا، وهو مترجم قد يعترض عليه بعض المختصين كأستاذة اللغة الإنجليزية مها نور إلهي التي خالفتني في قيمة هذا المترجم، غير أنه شخصيا ساعدني كثيرا في ترجمة النصوص ولكن بشرط واحد وهو أن تكون في مرحلة متقدمة نسبيا تساعدك على تصحيح أخطاء ترجمته، وبطبيعة الحال فهو لا يغني عن خبرة أساتذة يتحدثون بمنهج علمي احترافي كحالة أستاذتنا الكريمة.

موقع لايف موكا عرفته بنصيحة من صديق، وهو شبكة اجتماعية تشبه الفيس بوك، ولكنه أيضا يحتوي على دروس لكل المستويات، وهو يدعم العربية، والمدهش في هذا الموقع أنه يحول تعلم الإنجليزية إلى ترفيه حقيقي، فهو ينقلك من واقع الدروس الجافة إلى قراءة نصوص مختلفة كالتعرف على دول سياحية مختلفة وغير ذلك.

أكثر وسيلة تساعد على تعلم الإنجليزية هو ترجمة النصوص، وقراءة الجمل، وخاصة في المراحل المتقدمة للتعلم، فالمزيد من هذه الترجمة هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى الاحتراف.

أتمنى التوفيق للجميع في تعلم الإنجليزية، مع التذكير بضرورة إيجاد رابط قوي، فتعلم الإنجليزية ليس مجرد فهلوة، وهذا الرابط هو السبب في تعلم الجميع لأي لغة جديدة.

بقلم: ماجد الحمدان

وهنا نقرأ سويًا: مدرس خصوصي لكل طالب

وكذلك؛ لدينا: دور المدرسة في تأسيس شخصية الطفل

أضف تعليق

error: