تأثير الهرمونات على الوزن

تمت الكتابة بواسطة:

 الهرمونات ، الوزن , صورة

دور الهرمونات في جسم الإنسان

تقول الدكتورة “إسراء جنيد” اخصائية أمراض باطنية وعلاجات السمنة والأيض في “مؤسسة حمد الطبية”: أن الهرمونات هي عبارة عن مواد كيميائية تفرز في جسم الإنسان بتركيزات قليلة من الغدد الصماء وبعض الأنسجة المتخصصة في بعض الخلايا كالبنكرياس، والمبيضين، والخلايا الدهنية. كما تفرز هذه الهرمونات في مجرى الدم ومن ثم تنتقل لتتحكم وتنظم العمليات الخلوية المتعلقة بالأيض، وتحرير الطاقة، وعمليات، وغيرها من العمليات الحيوية.

العلاقة بين الاضطرابات الهرمونية وزيادة الوزن

إن السبب الرئيسي في الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن المفرطة في العالم عامة وفي المجتمعات العربية خاصة، هو عدم إتباع نظام وأسلوب حياة صحي، وذلك بالإضافة إلى العامل الوراثي المرتبط بالسمنة، أما الاضطرابات الهرمونية فتعتبر السبب الأقل شيوعاً للسمنة وزيادة الوزن.

وتؤكد الدكتورة “إسراء” أن الاضطرابات الهرمونية قد تكون أحياناً هي السبب في الزيادة السريعة والمفاجئة لوزن الجسم، وكذلك في تباطؤ وصعوبة نزول الوزن عند الأشخاص الذين يتابعون نظام غذائي معين، ويمارسون التمارين الرياضية بشكل منتظم.

أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً

تقول الدكتورة “جنيد”: أن أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً هو اضطراب هرمون “الغدة الدرقية”، والتي تفرز هرمون “الثيروكسين”، والذي له دور أساسي في التحكم في عمليات الأبيض بالجسم وتحرير الطاقة. وقد تصاب “الغدة الدرقية” ببعض التكيسات الحميدة أو الأورام، والتي تؤدي إلى زيادة وفرط نشاط “الغدة الدرقية”، فيؤدي ذلك بدوره إلى زيادة إفراز هرمون الثيروكسين بشكل غير طبيعي، ويصاحب ذلك أعراض مرضية مثل النقص الشديد بالوزن، وزيادة الشهية، وتسارع ضربات القلب، وارتفاع ملحوظ بضغط الدم، وجحوظ العين، وصعوبة النوم، وتغيير الحالة المزاجية.

أما بالنسبة لنقص نشاط وافراز “الغدة الدرقية”, فتقول الدكتورة “إسراء” أن هناك أسباب عديدة قد تسبب نقص إفراز هرمون الثيروكسين من “الغدة الدرقية”، كتعرض الشخص إلى بعض العلاجات الإشعاعية التي تؤثر على الرقبة أو الرأس، كما أن العامل الوراثي له دور هام في حدوث هذا الاضطراب.

ويحدث هذا النقص في إفراز الغدة، نتيجة حدوث كسل أو خمول في نشاط الغدة الدرقية، والذي بدوره يؤدي إلى حدوث ارتفاع ملحوظ في وزن الشخص.

العلاقه بين حبوب منع الحمل وزيادة الوزن

هناك فروق فردية كبيرة في هذا الموضوع، فاستجابة الجسم لحبوب منع الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى، ويرجع ذلك إلى اختلاف مستوى الهرمونات من جسم لآخر خاصة هرمون “الاستروجين”. ولموانع الحمل الموجودة في الأسواق حالياً نوعان من الهرمونات، والتي لا تسبب زيادة واضحة في وزن الجسم ولكن تعمل على حبس السوائل والماء بشكل خاص بالجسم، والذي يحدث عادة بالأرجل والثدي، والذي يستمر لفترة مؤقتة؛ حيث يتوقف ظهور هذه الأعراض مع توقف استخدام المرأة لموانع الحمل.

وتنصح الدكتورة “إسراء” النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة أن يقوموا بتناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على نسبة أعلى من “البروجسترون” عن “الاستروجين”، كذلك التي تحتوي على نسبة من المواد المدرة للبول والتي تساعد على التخلص من الماء الزائد بالجسم، و كذلك تجنب موانع الحمل الموضعية التي تحتوي على هرمونات والتي تعمل على زيادة الوزن مثل استخدام “لولب الرحم” الذي يحتوي على هرمونات.

علاقة السمنة المفرطة باضطرابات الهرمونات

تقول الدكتورة “إسراء”: أن للسمنة علاقة واضحة بحدوث اضطرابات الهرمونات، فمثلاً تقل كفاءة هرمون “الأنسولين” بشكل كبير، والذي يفرز من البنكرياس، والذي يعتبر الهرمون المحفز للكبد والخلايا والأنسجة والعضلات على امتصاص السكر من الدم؛ فالسمنة المفرطة تؤثر على كفاءة مستقبلات هرمون “الأنسولين” في الخلايا، وبالتالي تقل كفاءة عمل هذا الهرمون المهم جداً، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر بالدم، ويطلق على هذه الحالة “مرحلة مقاومة الجسم للأنسولين”، والتي ترتبط ارتباطاً واضحاً بحدوث “تكيسات المبايض” عند النساء، والتي تكون سبباً مباشراً لصعوبة التبويض، وعدم انتظام الدورة الشهرية. كما أن هذه الحالة قد تكون بداية للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

كما تضيف الدكتورة “إسراء” حديثها قائلة أن السمنة المفرطة أيضاً قد تؤدي إلى حدوث اختلال في توازن الهرمونات المسؤولة عن عملية انتظام الجوع والشبع؛ فهناك هرمونان يسميان بهرمون “اللبتين” وهرمون “الجريلين”، والمسؤولان عن إرسال إشارات إلى الدماغ لتناول الطعام أو للإحساس بالشبع والامتلاء؛ لذلك فالسمنة المفرطة تؤدي أيضاً إلى قلة كفاءة مستقبلات هذان الهرمونان، فيؤدي ذلك بدوره إلى الشعور بالجوع في أوقات غير مناسبة، وعدم الإحساس بالشبع والامتلاء.

هل للعلاج الهرموني تأثير على انقاص الوزن؟

للتحاليل المخبرية الشاملة دور هام هنا في معرفة السبب الهرموني وراء زيادة الوزن، فالعلاج الهرموني يساعد في انقاص الوزن في حالة معرفة السبب؛ فالعلاجات التعويضية للهرمونات مهمة أحياناً، مثل في حالة هرمون “الغدة الدرقية” أي هرمون “الثيروكسين” أو التدخل الجراحي في حالة تضخم الغدة النخامية، والتي تفرز هرمون “الكورتيزون” والذي يؤدي أيضاً إلى زيادة الوزن، وكذلك اي اختلال قد يحدث بهرمون “البرولاكتين” قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
فهذه العلاجات تساعد على انتظام إفراز هذه الهرمونات بشكل طبيعي، فبالتالي يؤدي إلى إنقاص الوزن بشكل سريع وطبيعي.

وأردف، لا تؤثر العلاجات التي تعمل على فقد الشهية على الهرمونات إطلاقاً، ولكن تعمل هذه العلاجات على الدماغ مباشرة، فتعمل على فقدان الشهية، ذلك بالإضافة إلى بعض العقاقير التي تعمل على تثبيط بعض الهرمونات المساعدة لامتصاص الطعام أو الدهون.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: