تأثير الضجيج في بيئة العمل على صحة الإنسان

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , رجل , العمل , الضجيج , السمع

في المساحات المفتوحة للعمل نجد الضجيج العالي وأصوات الموظفين من حولنا، مما قد يجعلنا لا نستطيع العمل بشكل جيد، فكيف نستطيع التعامل مع هذا الضجيج بشكل جيد، وكيف نتجنب الخطأ أثناء العمل في هذه البيئة، ستجد الجواب في المقال التالي.

كيف يؤثر الضجيج على إنتاجيتنا في العمل؟

بدأ الخبير بالتنمية البشرية والتدريب القيادي الدكتور “شكري العياري”، حديثه، بأن العمل بالمجال المفتوح أصبح حاضر بشكل كبير في مؤسساتنا، لأن الفضاء المفتوح يوفر الكثير من الشفافية والوضوح والتعامل الواضح بين الموظفين، ولكن جلب معه أيضًا مشاكل.

ومن بين تلك المشاكل هو الضّجيج العالي وصعوبة التعامل بين مجموعة من الأشخاص في وقت واحد، فهذا سيسبب عدم التركيز وتشتت الانتباه وكذلك فرط الحركة، فكل ذلك سيشتت ذهن الموظف أو العامل، وحسب أخر إحصائية للمنظمة الدولية ” لوبي اس” فإن الضجيج العالي والصوت العالي يُخفض حوالي ٦٦٪ من انتاجية الموظف.

فلو كان لكل مدير مكتب خاص وكل مكتب يكون منفرد، فهذا سيكون ضمن الاحتياجات الإضافية التي ستُثقل كهل المؤسسة، لذلك فالمنظومة لها منظور مادي بحت للتقليل من كل هذه الإدارات الفرعية، فالفضاء المفتوح علميًا يسمح بالرؤية الواضحة، فالمدير يستطيع أن يراقب موظفيه من خلال الفضاء المفتوح دون أن يدخل مباشرة للمكان.

هل نوعية وطبيعة العمل تفرض مكان العمل؟

الأصل في العمل أنه لابد أن يكون هناك خصوصية لدى الموظف، فالإنسان بطبعه يحتاج إلى تلك الخصوصية الحميمية ، ففي أعمالنا اليومية الآن نُقضي تقريبًا ثلث يومنا، وهذا لا يتطلب منا انفتاح مباشر.

لذلك نجد الانتاجية تقل في هذه المكاتب المفتوحة، ولكن على الأغلب ينظر رؤساء العمل إلى هذا المنظور نظرة اقتصادية تقشفية، فالأصل أنه يجب أن يكون لدى العامل خصوصية حميمية فرضية حيث يحتاجها في ضوء أعماله اليومية، وهناك بعض الأعمال تتطلب التركيز والدقة في التعامل والفضاء المفتوح لا يمكن أن يسمح بهذه الدقة في التعامل، بل على العكس فهو يثير الضجيج والضوضاء التي تقلل من تركيز وإنتاجية الموظف.

لذلك فيجب على المنظومات إعادة النظر في ذلك والتفكير في مكاتب تليق بالموظفين، فحتى وإن كان مكان العمل فضاء مفتوح الذي تتطلب إليه أشغال معينة وبين الفضاء المغلق الحميمي الخاص حسبما ورد على لسان “د. العياري”.

أعراض اضطراب الميزوفونيا

اضطراب الميزوفونيا يزداد حدة يومً بعد يوم، فهي تسمى كذلك متلازمة حساسية الصوت الانتقائي، بمعنى أنه افتراض عصبي نتيجة أصوات معينة تنتج عنه مجموعة من التوترات تعطي تشنجات، وهذه التشنجات تؤدي إلى ضغوطات، وقد يُصيب  الشخص هذا الاضطراب من عمر ١٩ سنة، ويجعل ذهن الفرد لا يستسيغ أصوات معينة كقضم الأظافر أو ربما المضغ وأشياء في المخ.

وهذه الأصوات تُحدث نوعُا من الكهرباء في المخ والتي تتداخل نتيجتها الشبكات العصبية التي تربط بين النقلات العصبية، فيحدث هذا التوتر الذي يؤدي إلى الغضب أو الفرار أو رد فعل انفعالي، وذلك لأن حساسية الصوت الانتقائي هو تفاعل انفعالي مع منبهات خارجية لا يستطيع الشخص هضمها، فيحدث هذا الأمر الذي يعكس انعكاسا سلبيًا علينا.

كيف يتفاعل الموظف مع بيئة العمل الغير صحية؟

اختتم ” د. شكري العياري” حديثه بأن هناك مقولة تقول “أن أكثر الناس ذكاءً هم الأكثر قدرة على التكيّف” فحتى هذه السماعة التي ترن اليوم في أذني إما بوسعي أن أستجيب لها بانفعال أو أستجيب لها بتفاعل.

فالتفاعل هو القدرة على التكيف أما الانفعال فهو استجابة انفعالية، لهذا القدرة على التعقل مطروحة لكل الموظفين.

لكن أيضًا على المؤسسات أن ترعى صحة موظفيها وأن توفر لهم فضاءات بها نوع من الراحة ومن السلام الداخلي، وهذا لن يحدث إلا عند الإنقاص من الضجيج العالي ومن الفضاءات المتشابكة، لأن هذا يُدخل الموظف في حالة من عدم التركيز وبالتالي قلة انتاجيته.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: