بداية العام الجديد; لقاء مع صديق قديم

العام الجديد , لقاء , صديق قديم , friends , صورة

لكل جديد بريقه ولمعانه الذي يجذب إليه القلوب والأبصار، وليست هذه القاعدة في الأشياء والمقتنيات فحسب، بل تسري أيضا على الأشخاص والعلاقات، فالعلاقات الجديدة تستأثر باهتمامنا وينصب عليها تركيزنا، فالصداقة الجديدة والحب الجديد والجيران الجدد، والعمل الجديد يأخذنا ويستحوذ على تفكيرنا ويحظى بمعظم وقتنا… وننسى!!

الصديق القديم

نعم ننسى أحبابنا القدامى وأصدقائنا القدامى وعملنا القديم، وجيراننا في الحي القديم، فحين نبدأ مشوار العمل ننسى أصدقاء الدراسة، وحين ندخل معترك الزوجية وننسى معارفنا وأصدقائنا أيام العزوبية، ننسى أو نتناسى أنهم رفاق الدرب لفترة طويلة، وأنهم سواء شئنا أم أبينا فهم ساهموا في تشكيل واقعنا، وكانوا سببا في سعادتنا ذات يوم، تقاسمنا معهم الأحلام والآلام ذات يوم، وأودعناهم بعض أسرارنا، وأطلعناهم على بعض ضعفنا، وكانوا يوما سببا في شعورنا بالرضا والامتنان.

لأجل كل ذلك وأكثر نوجه رسالة حب، خارجة من الأعماق القلب ناطقة بالحنين والعرفان بالجميل والإقرار بالفضل، لكل قديم في حياتنا، كل حبيب ترك بصمته في قلوبنا أو ترك علامة في حياتنا ومضى وذهب كما ذهب عامنا السابق، بل هدي دعوة لأكثر من مجرد رسالة حب، أو تهنئة ببداية العام الجديد، بل هي دعوة حقيقية لأن نخرج عن دائرة الحنين ومصمصة الشفاه عندما يأتي ذكر الأحبة أو الصحبة الذين فارقناهم منذ زمن وباعدت بيننا بينهم المسافات وشغلتنا وإياهم الأحداث والمستجدات.

في بداية العام الجديد دعوة للتواصل مع صديق قديم، فأصدقاؤنا القدامى لا يعوضون، ولِقِدم العلاقات وعمرها الطويل شفاعة عندنا وميزة لا تخفى علينا، ومن ثم لم لا تجعل ضمن طقوس احتفالك واستقبالك للعام الجديد، أن تفعل كل ما في وسعك لتسرق من العمر لحظات وصل صادقة في لقاء حميم مع صديق قديم، صديق طفولة أو صديق جامعة أو جار قديم شاركك اللعب يوما وشاركك الشجار يوما؟ لم لا؟

يمكنك البحث عن أصدقائك القدامى الذين تعرف عناوينهم أو أرقامهم ومراسلتهم بأي طريقة، ما أسهل طرق التواصل وأكثرها في هذا الزمان، تواصلوا عبر الهاتف أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك أو تويتر أو غيرهم، يمكن أن تجمع أصدقائك وتحددوا يوما معينا، يناسبكم وتلتقون فيه جميعا، وحبذا لو جعلتم هذا اليوم هو أول أيام العام الجديد، لتمتزج فيه رائحة الذكريات مع نكهة الأمل والتطلع للغد، فما أروع أن نستقبل العام الجديد بصحبة من يأخذونا إلى حيث ذكريات الماضي البعيد.

حاول أنت وأصدقائك مهما زادت الضغوط أو أخذتكم دوامة الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي أن تقتطعوا من وقتكم ساعات تخصصوها للقاء وتبادل الزيارات والاطمئنان على بعضكم والتعرف على أحوالكم وأخباركم، احرصوا على اللقاء ولو مرة واحدة كل أول عام، تسترجعون معا ذكريات الطفولة وعهد البراءة والنقاء، أو ذكريات الدراسة بما فيها من أنس وصحبة طيبة ولحظات تحمل المسئولية وتوتر الامتحانات وقلق ما قبل النتيجة.

إنها فرصة ذهبية للخروج من روتين الحياة والتغلب على ضغوطها، والاستجابة لنداء الحنين المُلح، واشباع رغبتنا واحتياجنا إلى العودة إلى الماضي، وإحياء تفاصيله.

نعم إنها فعلا فرصة ذهبية حيث نجد من نلقي على أعتابهم همومنا ومشاكلنا ويستمعون إلينا بنفس الآذان المصغية التي طالما سمعت أحاديثنا فيما مضى، فرصة لمشاعر الحب التي لم تكن تعرف لغة المصالح أو النفعية المقيتة التي باتت تسيطر على معظم علاقتنا الحديثة.

اجعلوا من أول يوم في كل عام تاريخا لتجديد الود واللقاء والتواصل، فهذه فكرة رائعة ومختلفة وغير تقليدية لتجديد الحياة في علاقاتنا، ولإحياء الحنين والتمرد على المسافات التي تفصل بيننا، وعدم الاستسلام للمشاغل!

وأخيرا عزيزي القارئ اعلم أن الحياة قصيرة وأنها تستمد ثرائها وقيمتها من تلك التفاصيل الجميلة التي نسعد بها، فمن يحيا بالحب، ويتمتع بالمعارف والصداقات الكثيرة وينجح في تكوين علاقات إيجابية بناءة تضيف إلى خبراته وتجاربه، ومن يحظى بصداقة طيبة أو صحبة صالحة فليتمسك بها ولا يفرط فيها أبدا، لأن معرفة الناس كنوز، وخاصة الطيبون والأتقياء والأنقياء منهم.

استقبل عامك الجديد بالحب، امنح الحب لمن حولك واستثمر لحظات عمرك في اسعادهم، فه خير ينفعك في دنياك يبقى لك زخراً في آخرتك، كل عام والأصدقاء بخير والمتحابون في الله مجتمعين على الخير.

أضف تعليق

error: