بحث حول عيد الجلاء – بلُغة عربية فصحى

بحث حول عيد الجلاء

الأحد, 18 يونيو. في مثل هذا اليوم قبل سبعة وستين عاما؛ وقّع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر النص النهائي لاتفاقية الجلاء، لتتكلل مساعي الشعب المصري الذي كافح حتى إجلاء آخر جندي بريطاني من أراضيه، عبر نضال استمر لثلاثة وسبعين عاما ضد الاحتلال الإنجليزي للأراضي المصرية.

وسبق توقيع هذا الاتفاق مراحل من المقاومة الشعبية والرسمية، بدءا من ثورة عرابي، فقيام ثورة 19، مرورا بانتفاضة الشعب المصري وإضراب طوائفه بانتهاء الحرب العالمية الثانية، وصولا للكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني والعملية النوعية التي قامت بها المقاومة الشعبية في قناة السويس فور انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح عقب ثورة يوليو، عام 1952 مما الجانب البريطاني على استئناف المفاوضات، وإبرام اتفاقية الجلاء في التاسع عشر من أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وأربعة وخمسين.

وتحتفل مصر اليوم بعيد الجلاء، وهو تاريخ جلاء آخر جندي إنجليزي من الأراضي المصرية، في الثامن عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين، طِبقا لاتفاقية الجلاء بين مصر وإنجلترا.

فقد حققت مصر انتصارا في هذا التاريخ بجلاء الإنجليز عن قاعدة قناة السويس التي كانت أكبر قاعدة بحرية لبريطانيا في الشرق الأوسط لامتدادها بطول القناة من بورسعيد شمالا إلى ميناء الأدبية على خليج السويس جنوبا.

ومن بين أهم ما تضمنته نصوص اتفاقية الجلاء هو الجلاء الكامل للقوات البريطانية عن الأراضي خلال عشرين شهرا من تاريخ توقيع هذه الاتفاقية، بالإضافة إلى انقضاء معاهدة التحالف الموقَّع عليها في لندن في السادس والعشرين من شهر أغسطس من عام ألف وتسعمائة وستة وثلاثين.

كما اتفق الجانبان -المصري والإنجليزي- على أن قناة السويس البحرية التي هي جزء لا يتجزأ من مصر طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية واحترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة والموقَّع عليها في القسطنطينية في التاسع والعشرين من أكتوبر من عام ألف وثمانمائة وثمانية وثمانين.

وفي يوم الجلاء؛ الثامن عشر من يونيو ألف وتسعمائة وستة وخمسين، رفع الرئيس جمال عبد الناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد، حيث كان آخر مكان تم إجلاء القوات البريطانية مِنه في منطقة القناة.

ومنذ ذلك اليوم أصبحت مصر مُستقلة، تتمتع بالسيطرة الكاملة على أراضيها.

كما تسلمت مصر بموجب اتفاقية الجلاء مُنشآت تقدر قيمتها -في ذلك الحين- بستين مليون جنيه، شملت ثلاث وعشرين منشأة، وعشْر مطارات كامِلة؛ منها مطار أبو صوير ومطار الدفرسوار وبيت البحرية ببورسعيد وميناء الأدبية بخليج السويس ومعسكرات الإسماعيلية وما جاورها ومعسكرات التل الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top