اليوم العالمي لمحو الأمية .. 8 سبتمبر

تمت الكتابة بواسطة:

اليوم العالمي لمحو الأمية , 8 سبتمبر

نسبة الأمية في مجتمعنا العربي

يقول الناشط الحقوقي “علاء الدين رزقي” إن مشكلة الأمية تعتبر من أبرز المشاكل الموجودة في بلادنا العربية؛ وقد أصبح الوضع مأسوياً جداً في العديد من البلاد العربية.

وتتراوح نسبة الأمية إلى ١٩٪ في تونس عام ٢٠١٩ م، كما وصلت نسبة الأمية إلى ٤٠-٦٠٪ في العديد من البلاد العربية الأخرى، مما جعل هناك العديد من علامات الاستفهام عن سبب تفشي هذه الظاهرة إلى هذه الدرجة، حيث أن الوطن العربي منذ القدم كان منبع للنوابغ والعظماء والعلماء في كافة المجالات.

ونحن في وطننا العربي نفتقر إلى وجود استراتيجية ورؤية واضحة للواقع والمستقبل، كما أن الدول العربية تحتاج إلى التعليم كجزء من ضمان أمنها القومي، وكجزء من ضمان استمراريتها.

ومن الجدير بالذكر أن الأمية أصبحت في وقتنا الحالي لا تقتصر على عدم القدرة على القراءة والكتابة، ولكن في عصرنا الحالي ظهر نوعاً جديداً من الأمية وهو الأمية التكنولوجية؛ فأصبح الشخص الأمي هو الشخص الذي لا يجيد التعامل مع الانترنت والأجهزة الإلكترونية.

وتختلف النسبة بين الجنسين؛ فنسبة الأمية بين النساء تكون أعلى بكثير، حيث وصلت إلى حوالي ٤٠٪؛ وذلك يرجع إلى عدة أسباب أهمهم العامل الاجتماعي؛ والذي لا يفسح المجال لتعليم المرأة، أو حتى لمواصلة مسيرة التعليم، حيث أنه قد تترك الدراسة خاصةً في المجتمع الريفي، حتى تساهم المرأة في توفير الدخل للأسرة، أو حتى تترك الدراسة من أجل الزواج.

وبشكل عام فإن الأمية تؤثر على قدرة الفرد على التفكير، وعلى اتخاذ القرارات السليمة؛ فمعظم المنتمين إلى جماعات إرهابية هم من الناس الذين ليس لهم مستقبل واضح، أو ليست لديهم رؤية واضحة؛ حيث أن الشهادة الدراسية تؤهل الشخص للتفكير، والتمييز بين الحق والباطل، وكذلك تعتبر الشهادة الدراسية استثماراً، ومورد رزق للعائلة، وطريق للتمكين في المستقبل.

واقرأ هنا أيضًا: ثورة التعليم الإلكتروني والفرق بينه وبين التعليم الجامعي

دور المجتمع المدني في محو الأمية

يلعب المجتمع دوراً أساسياً في محو الأمية، وخاصة في الاقتراح، والضغط على الحكومة للتطوير، ذلك بالإضافة إلى أهمية العمل الميداني؛ فعندما تغيب الحلول التي تقدمها الدولة يظهر المجتمع المدني كمنقذ، وكموفر لحلول بديلة.

كما أنه توجد العديد من مراكز محو الأمية التي توفر فرص التعليم والرعاية لكبار السن، حتى يستطيعوا أن ينهضوا بأنفسهم، ذلك بالإضافة إلى المقترحات التي يقدمها المجتمع المدني لتطوير مناهج التعليم، كما أن وسائل الإعلام لها دوراً مهماً لا يمكن أن نتغاضى عنه.

وأخيراً، فيجب أن نسأل أنفسنا، كيف نريد أن نرى وطننا؟ هل نريد أن نراه وطناً مسيراً بالنخب؟ وأن يكون التعليم حكراً على فئة معينة؟، فمثلاً في المانيا رأت الحكومة أن التعليم وحده غير كافي، وأن التلقين الذي يتم في المدارس لا ينمي مهارات التحليل، والابتكار والإبداع، وبالتالي بدأت في خلق فرص لتعليم حرف، ومهن بجانب التعليم، أما في وطننا العربي الذي يعتمد على التلقين، وإلقاء المعلومات، أصبح هناك العديد من حاملي الشهادات، ولكنهم في الأصل يمكن اعتبارهم أميين.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: