النمو العاطفي والاجتماعي للطفل

النمو العاطفي والاجتماعي للطفل , Social emotional development

النمو الاجتماعي والعاطفي الصحي يُشكل الأُسس والركائز لتعزيز جميع المجالات الأخرى لتطور الطفل النمائي. وبناء عليه يتعلم الأطفال التفكير والمنطق والتواصل والركض والتسلق والاعتناء بأنفسهم واللعب في سياق التفاعل الاجتماعي مع والديهم أو الأقران.

يتقدم نمو الأطفال في سياق مستمر، مُتأثرًا بميول الطفل البيولوجية والجينية، وخبراته الحياتية وحصيلة التفاعل بين هذه العوامل.

دومًا تجارب الحياة طالما كانت متجدرة -العلاقات العاطفية الاجتماعية- ومن ثم فإن الأطفال الذين ينشؤون في بيئات داعمة ويمكن التنبؤ بها وفقًا لتنظيم وجدول معين يعده الأبوين، وفيه مرونة وتعاطف وبعيدًا عن العشوائية عادة يكونون مستعدين بشكل أفضل لعلاقات صحية ومثمرة.

تعتبر أول ١٨ شهر من حياة الطفل فترة هامة جدًا، حيث أن المناطق المختصة بالمهارات العاطفية والاجتماعية في المخ تنمو وتتطور بشكل سريع، تفوق في ذلك مناطق المهارات اللغوية والإدراكية، فتتشكل التجارب الاجتماعية وخبرات الطفل المتمركزة حول نمط تعلقه بوالديه ومدى شعوره بالأمن، وينشأ لدى الطفل ميوعًا معين لتنظيم عواطفه وكيفية إدارة الضغوط التي تمر بها، والتي قد تستمر لبقية حياته.

لذا، فإن الطفل الذي ينشأ في بيئة مستقرة عاطفيًا ويستجيب والديه لاحتياجات عندما يبكي لأنه مُتَّسِخ أو جائِع أو لأنه يبحث عن حضن أمه أو أبيه ويجد من يساعده في تنظيم عواطفه عند الغضب أو الفرح أو الدهشة أو غيرها من أنواع العواطف؛ عادة يكون مرِن حينما تمر به ضغوط حياتية لاحقًا في حياته ويستطيع تجاوز التغير الذي يمر به بدون نتائج عكسية تُذكَر.

لذا، لابد أن يضع الوالدين والمعلمين والمربي هذه المتغيرات والعوامل في حسبانهم حينما يتعاملون مع الأطفال في مختلف المراحل العمرية، سواء في مرحلة الطفولة المبكرة أو في منتصف مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة.

فنوعيَّة وجودة التعامل والعلاقات والتواصل مع الأطفال له أثر يمتد لسنوات على تطورهم العاطفي والاجتماعي.

ويمكنني أن أختم هذه الفقرة بأن الطفل الذي ينمو في منزل فيه أبوين مهتمين برعاية أطفالهم في مكان آمِن فيه إدارة جيدة لوقت الطفل، بحيث يكون فيه لعب ومرح ونوم منظم ورعاية صحية جيدة ومصادر جيدة للتعلم تتناسب مع عمره ويوجد بيئة تُمكِّن الطفل من رؤية أقرانه واللعب والتفاعل معهم؛ توفير هذه العوامل هي بداية ناجِحة للطفل، بحيث يكون سليم؛ وبالتالي بالِغ متوازِن اجتماعيًا وعاطفيًا مُستقبلا، ومما يزيد من فرص نجاحه في الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top