القلق والتوتر عند الإنسان وكيفية التخلص منه

القلق والتوتر

صار التوتر جزء من حياتنا اليومية في وقتنا الحالي، كل واحد منا بالتأكيد يعيش القلق والتوتر الذي يختلف تأثيره على الإنسان من شخص لآخر، ولكن هل فكرت في يوم كيف يغير التوتر والضغط العصبي وظائفك الفسيولوجية؟ وكيف يمكنه التأثير سلباً على صحتك؟

يُعد القلق والتوتر هي مشكلة العصر بالنسبة للعديد من الناس نظراً لانتشاره بصورة واسعة مسبباً العديد من المشكلات النفسية والجسدي، كما قد يضطر المصاب بالقلق أن يعيش في حالة توتر في جميع مجالات حياته.

التفسير البيولوجي للقلق والتوتر

تقول الدكتورة رهف كبيسي “خبيرة تنمية بشرية ومدربة صحة نفسية” أن الشعور بالقلق والتوتر هو شعور طبيعي نتيجة أفكار معينة نفكر بها وتؤثر علينا، لذلك لا يجب علينا الخوف من هذا الشعور الطبيعي أو الاستحياء منه لأنه شعور منتشر في جميع أنحاء العالم.

يُعد القلق هو نتيجة طبيعية يتعرض لها الإنسان نتيجة عدة عوامل من بينها:

  • وجود أفكار معينة سلبية تؤثر على الإنسان وتجعله يعيش حالة من القلق والتوتر الدائم من خلال وجود حوار داخلي للإنسان يجعله يرى نفسه فاشلاً طوال الوقت في أعين الناس، ولا يرى نفسه قادراً على النجاح تحت أي ظرف من الظروف.
  • وجود مشاعر الخوف أو العصبية التي تزيد من حالة القلق والتوتر عند الإنسان.
  • وجود أعراض بدنية أو جسدية كالتعرق والأرق والتعب وسرعة دقات القلب والغثيان وصعوبة التركيز التي تزيد من حدة القلق والتوتر عند الإنسان.
  • تغير السلوك، حيث أن الشخص القلق لا يمكنه الحديث كثيراً مع من حوله، كما أنه يظل منطوياً على نفسه، ويشعر دوماً بالذنب نتيجة هذه الشعور العصبي الذي ينتابه في معاملته للناس.

كيف يمكن للشعور بالقلق أن يتحول إلى مرض؟

يمكن للشعور بالقلق أن يتحول إلى مرض عندما يزيد عن حده الطبيعي عند الإنسان، لذلك هناك عدة أنواع أو عدة مستويات من القلق بجانب القلق العام وهي:

  • القلق المنخفض.
  • القلق المتوسط.
  • القلق الزائد عن الحد.

تابعت “رهف”: لا يمكننا التمييز بين هذه الأنواع من القلق إلا بعدما نستشير الطبيب المختص الذي يحدد درجة القلق ويصف لنا كيفية التعامل معها.

إلى جانب ذلك، هناك بعض الفحوصات التي تُجرى للشخص الذي يعاني من القلق والتوتر الزائد، من بين هذه الفحوصات:

  • الفحص الجسدي.
  • الفحص المعنوي أو النفسي.

أما عن الفحص الجسدي فيتمثل في الكشف عن الأمراض المزمنة أو المميتة التي تسبب القلق، بينما الفحص النفسي يتمثل في سؤال الشخص المصاب بالقلق عدة أسئلة لمعرفة ماهية البواعث التي تتسبب في هذا الشعور بالقلق والتوتر الشديد، وهناك بعض الدلالات أو الإشارات التي أقرتها الجمعية الأمريكية لكيفية التشخيص الدقيق لمصابي التوتر والقلق، من بينها مدة التعرض لهذا القلق سواء لستة أشهر أو أكثر أو أقل من ذلك.

نوبات القلق

هناك نوبات تسمى بنوبات الهلع وهي تحدث نتيجة لدرجات القلق التي تصيبنا، وهذه النوبات تتسبب في زيادة عدد ضربات القلب نتيجة أفكار سلبية مخيفة نفكر فيها، كما أن النساء هم من يتعرضن لهذه النوبات بدرجة أكبر من الرجال بسبب التقلبات الهرمونية أو الأفكار التي يضعونها في رأسهم، فضلاً عن أن الأشخاص العاطفيين أكثر من اللازم هم الأكثر عُرضةً لهذه النوبات حين يفكرون بعاطفتهم أكثر من عقلهم، وهذا يضعهم في حالة نفسية سلبية مما يؤثر عليهم في الإصابة بالهلع.

عند التعرض لنوبة الهلع فيمكن أن يصاب الإنسان بالإغماء والهلوسة، لذلك من الضروري معالجة هذه الحالة في أبكر وقت ممكن.

على الجانب الآخر، تعتبر نسبة الرجال المصابين بالقلق أو بالهلع العام أكبر من نسبة النساء لأنهم يعانون من ضغوطات ومسئوليات أكبر في الحياة، بينما يزيد عدد النساء المصابين بنوبات الهلع عن الرجال.

كيف للطفل أن يعاني من نوبات للقلق، ولماذا؟

إن مسئولية الطفل لا تعتبر كبيرة مقارنةً بالرجال أو بالكبار، ولكن على الرغم من ذلك للأطفال الكثير من المسئوليات التي يمكن أن تسبب لهم نوبة من القلق الشديد مثل مسئولية الدراسة، ومسئولية الضغط عليهم من جانب الأهل للتفوق دراسياً.

يجدر الإشارة إلى أن الأهل هم في الأساس غالباً ما يكونوا هم السبب الرئيسي لشعور أطفالهم بالقلق والتوتر الزائد لأنهم يطلبون منهم التفوق الدراسي تحت أي ظرف وفي كل الأنشطة، وهذا يتسبب في توتر الطفل، لذلك لا يجب على الأهل أن يضعوا كل هذا الضغط على الطفل حتى لا يتعرض إلى نوبات القلق.

هناك بعض الأطفال الذين يعضون على أسنانهم وأظافرهم نتيجة حالة القلق والتوتر التي تنتابهم، وهذه احدى الدلالات على حالة القلق أو التوتر عند بعض الأطفال، كما أن الانطواء أو الاستحياء وعدم الثقة بالنفس هو أحد أعراض التوتر عند الأطفال.

علاج التوتر أو القلق الزائد

عند تعرض الشخص لحالة التوتر أو القلق فيمكنه:

  • المتابعة مع طبيب مختص أو أخصائي صحة نفسية للعلاج.
  • أخذ بعض الأدوية العلاجية.
  • الاهتمام بالعلاج الطبيعي عن طريق ممارسة بعض الأنشطة الرياضية والبدنية مرتين أو ثلاثة في الأسبوع لمدة ٤٠ دقيقة للتمرين الواحد.
  • تغيير طريقة الأكل والاهتمام بتناول الأغذية الصحية.
  • الاعتماد على حمية صحية متوازنة، مع تناول الأسماك والخضروات والفواكه، والأغذية الغنية بالمغنيسيوم.
  • إجراء تمارين اليوجا والتأمل للتحكم الجيد في أفكارنا، وهذه التمارين يجب أن تستمر كل يوم لمدة ٣٠ دقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top