خطبة: القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون – نَصّ مكتوب + ملف pdf

خطبة الجمعة القادمة , القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون

بشغف كبير؛ نعم، هذا هو الوصف اللائِق. حيث ينتظر الخطباء الأجِلاء خطبة الجمعة القادمة بتشوّق، والتي تأتي تحت عنوان: القرآن الكريم ومنهجه في عمارة الكون. فما رأيكم أن يكون محتوى الخطبة كاملا معنا اليوم؟ بل، وبالإضافة إلى هذا، لدينا ملف pdf يحتوي على الخطبة كاملة أيضًا، لسهولة الاطلاع عليه دون الحاجة للاتصال بالانترنت، أو طباعته على ورق لسهولة قراءته.

على أي حال؛ نحن نحاول أن نوفر لك كُل السُّبل، ولنبدأ الآن بالخطبة “نَصّ مكتوبة”..

مقدمة الخطبة

الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿هُوَ أنشأكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك عليهِ، وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسان إلى يوم الدين.

الخطبة الأولى

وبعد.. فإن القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد المعجز، من قال به صدق ومن حکم به عدل وهو الذي لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: إنا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا، ويقول ﷻ: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كبيرًا﴾، ويقول نبينا ﷺ: «إنَّ للهِ أَهْلِينَ منَ النَّاسِ» قالوا: يا رسولَ اللهِ من هم؟ قال: «هم أهل القرآن أَهْلُ اللهِ وخاصَّتُهُ»، ويقول ﷺ «خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ».

وقد عنى القرآن الكريم بعمارة الكون عناية فائقة، فقد خلق الله ﷻ الإنسان وسخر له الكون وما فيه؛ ليصلحه ويعمره، حيث يقول الحق ﷻ: وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْن وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، ويقول ﷻ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، ويقول ﷻ: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، ويقول ﷻ: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن ثَبَاتِ شَتَّى﴾.

والمتأمل في القرآن الكريم يجده مفعما بالآيات الدالة على أهمية عمارة الكون وإصلاحه وتنميته، والنهي الشديد عن إفساده وتخريبه بأي صورة من الصور، حيث يقول الحق ﷻ: ﴿هُوَ أَنشَاكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾، أي: طلب منكم إعمارها وتنميتها، ويقول ﷻ: ﴿فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ويقول ﷻ ﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾، ويقول ﷻ: ﴿وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾، ويقول ﷻ: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ الدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ﴾.

ومنهج القرآن الكريم في عمارة الكون منهج شامل لكل صور التنمية والإصلاح والإعمار، فمن ذلك أمره بالسعي في الأرض والمشي في مناكبها واستخراج كنوزها وثرواتها وما أودع الله ﷻ فيها من خيرات وأقوات حيث يقول الحق ﷻ ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضِ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِيهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.

يقول ابن كثير -رحمه الله- يذكر الله نعمته على خلقه في تسخيره لهم الأرض وتذليلها لهم، بأن جعلها قارةً ساكنةً لا تميد ولا تضطرب بما جعل فيها من الجبال وأنبع فيها من العيون، وسلك فيها من السبل وهياً فيها من المنافع ومواضع الزروع والثمار، ولهذا يجب المشي والسفر في أقطارها، والتردد في أرجائها بحثًا وسعيا في طلب الرزق.

وقد جاء الأمر بالسعي في الأرض طلبًا لعمارتها بعد الأمر بأداء العبادات، حيث يقول ﷻ في شأن صلاة الجمعة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

وكان سيدنا عِرَادُ بْنُ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِذَا صَلَى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: اللَّهُم إِنِّي أَجَبْتُ دَعْوَتَكَ، وَصَلَيْتُ فَرِيضَتَكَ وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتَنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

دعوة القرآن الكريم إلى عمارة الكون تتطلب بذل الجهد في زراعة الأرض، حيث يقول الحق ﷻ في معرض الامتنان على عباده ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضِ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾، ويقول ﷻ: ﴿فَلْيَنْظُر الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَا صَبَيْنَا الْمَاءَ صَبًا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضِ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونَا وَنَحْلًا * وَحَدَائِقَ عَلَبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ﴾.

وقد بين نبينا ﷺ فضل عمارة الكون بالزراعة، حيث يقول ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرُ أَوْ إِنْسَانَ أَوْ بَهِيمَةً، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ»، ويقول ﷺ: «إنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسُها»، كما تتطلب إتقان العمل صناعة، وحرفة ومهنة، وتتطلب مراعاة القيم والأخلاق تجارة، وبيعًا، وشراء واقتضاء وتكافلا وتراحما.

اللهم احفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين.

تحميل الخطبة بصيغة pdf

الآن؛ ولمن ينتظر الملف، فهو الآن مُتاح، يُمكنكم تحميله من هنا.

قُم بتشغيل الملف بواسطة الهاتف المحمول أو الحاسوب/الكمبيوتر، وتابع القراءة وقتما يُتاح لك ذلك.

خُطب جمعة مقترحة/مُفيـدة

لديّ بعض الخطب الرائِعة أيضًا من أجلكم؛ وهي:

أسأل الله ﷻ الحليم المتعال، لي ولكم كل التوفيق والسَّداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top