القاضية جودي.. محكمة من طراز فريد!

حصل البرنامج الأمريكي «القاضية جودي» على أعلى نسبة مشاهدة في أمريكا للعام الماضي بعد تراجع أوبرا ببرنامجها «أوبرا شو» إلى المرتبة الثانية ربما للمرة الأولى. يذكر أن جودي شندلين هي قاضية مهمتها فض النزاعات خصوصا الأسرية، وقد بدأ البرنامج عام 1996 بفكرته القائمة على تصوير المحاكمات والقضايا التي تدور داخل المحكمة التي ترأسها القاضية جودي، حيث تستقبل الشكاوى وتستجوب الأطراف المتخاصمين وتحاول فض النزاعات بينهم بطريقتها المتعجرفة والقاسية.

ولكن على غير المعتاد، يعتبر هذا البرنامج الأكثر متابعة نظرا لتصنيفه على أنه كوميديا واقعية! والكوميديا تكمن حقيقة في نوعية القضايا المرفوعة؛ لأن لكل مواطن أمريكي الحق في أن يرفع قضية على أي شخص مهما كان حجم القضية تافها. فقد ينهال عليك الضحك وأنت تشاهد الرجل يشكو من جاره لأنه يطلق كلبه على حديقتهم بقصد إزعاجهم، أو تلك التي تزعم أن إحداهن جعلت أبناءها يكسرون زجاج نافذتهم بالكرة عمدا، وغير ذلك الكثير!

إلا أن أكثر قضية فاقت سابقاتها تفاهة هي تلك الزوجة التي جاءت لترفع قضية على زوجها الذي يستمر في عناده بقصد إغاظتها، لكونها دائما ما تأمره بعصر معجون الأسنان من طرف الأنبوب الأسفل فيما يعصره من الأعلى فيثير غضبها! وكانت المفاجأة حين حكمت القاضية جودي بعد الاستماع للطرفين لصالح الزوجة ومعاقبة الزوج!

دعني أفسح المجال لعقلك كي يتخيل ما قد يحصل لو أقدمت إحداهن على رفع مثل هذه الشكوى في محاكمنا! ولماذا نتحدث عن معضلة معجون الأسنان وأمامنا آلاف القضايا الجدية والمستعصية المؤجلة، والتي يرجع سبب تأخرها لنقص عدد القضاة، بحيث تقول الإحصاءات إنه يوجد قاض واحد لكل 32000 مواطن، بينما دول أخرى أقل إمكانات لديها قاض لكل 3000 مواطن!

ومن المبشر أن الحكومة أعلنت قبل أعوام عن دعمها لتطوير القضاء بسبعة مليارات ريال إلا أن التطبيق لم يصل إلى المستوى المطلوب حتى الآن، بل اقتصر في أغلبه على إنشاء محاكم عليا للقضاء العام والإداري وتغيير أسماء بعض المحاكم.

بقلم: دينا الصاعدي

أضف تعليق

error: