العنف ضد المرأة والطفل: أسبابه وكيفية التعامل معه

تمت الكتابة بواسطة:

العنف ضد المرأة , العنف ضد الطفل

هناك حالات كثيرة من العنف المجتمعي ضد المرأة الطفل وهي ليست بالحالات الفردية وإنما هي ظاهرة مجتمعية منتشرة في هذه الآونة في مجتمعنا نتيجة العديد من الأسباب أهمها هي عدم الاهتمام المجتمعي بتدريس المواد التي تمنع أو تحد من مثل هذه الظواهر المجتمعية الخطيرة مثل تعليم طرق التربية الصحيحة وتعليم كيفية إدارة الذات والغضب وماهية العلاقة بين الزوج وزوجته.

ما مدى وجود العنف ضد المرأة في مجتمعنا؟

يرى الدكتور يزن عبد ” استشاري تربوي وأسري ” أنه عندما نرى امرأة فقدت عينها نتيجة عنف زوجها ضدها وتترجاه أن يترك لها عين واحدة حتى ترى بها أولادها ليظل هذا الوضع السيء قائم ضدها أكثر من 13 سنة فإننا نكون قد وصلنا للهاوية لأن هذا الأمر أصبح ظاهرة تتمثل في العنف الأسري الشديد ضد المرأة أو ضد الطفل حيث نسمع كل يوم بحادثة تهز الشارع الأردني آخرها قبل ساعات عندما اختلف زوج مع زوجته ليقوم الزوج بطعنها في يدها ورجليها وقبلها أم تضرب رضيعها لتنتقم من زوجها وتفاصيل أخرى لحوادث لا يقبلها الشيطان نفسه كالتي سمعنا عنها عن الطفل الذي ضُرب من معلمه من أكثر من يوم لنرى جسم الطفل به علامات هذه الإهانة والضرب وهذا ما نراه فقط في الإعلام لكن الحقيقة تعتبر أفظع وأوجع بكثير مما نراه موجوداً.

لذلك يمكننا القول بأن العنف يعتبر ظاهرة موجودة بنسبة كبيرة في المجتمع الأردني في هذه الآونة.

ما هو الحكم القضائي في جرائم العنف الأسري؟

هناك مادة رقم 355 والتي تخص الجريمة التي تسبب عاهة لتعطي المجرم من 3 إلى 10 سنوات سجن وهذا نعتبره قليل جداً مقارنة بما أحدثه ذلك الرجل الذي اقتلع عين زوجته أمام ابنتها الطفلة، ومن ثم فإن هذا الزوج لم يشوه الزوجة فقط وإنما شوه عائلة بأكملها وربما المجتمع بأسره – وفق ما ذكره الدكتور يزن عبده.

تابع ” عبده “: يمكننا تخيل أطفال الجيران بعد هذه الحادثة المؤلمة التي هزت أرجاء المملكة الأردنية بأسرها وهم ينظرون إلى أبناء هذا الزوج الفظ، لذلك فإننا نؤكد أن سجن الزوج لمدة تصل إلى 10 سنوات يعتبر غير كافي على الإطلاق وإنما ما نريده هو ما تمثله مقولة العين بالعين والسن بالسن.

يجدر الإشارة إلى أننا لا يوجد لدينا عقوبات صارمة في قوانينا تخص هذا العنف الأسري الشديد مما يساعد في إسقاط الحق الشخصي للمجني عليه مثلما رأينا في هذه الحالة التي فقدت فيها المرأة أغلى ما تملكه وهو العين.

ماذا يُنصح للمرأة التي تتعرض للعنف الأسري؟

إننا إزاء كارثة مجتمعية يلام فيها الجميع سواء الجاني أو المجني عليه فيما يتعلق بالعنف الأسري كما أننا نلوم إخوة هذه السيدة التي تعرضت للعنف اللفظي والجسدي حين يقبلون هذه العنف على أختهم ويرون أنه من الطبيعي أن يسب الرجل زوجته أو أن يضربها لأن السكوت عن أبسط حقوق المرأة حين تتعرض للعنف اللفظي من زوجها ولو لمرة واحدة يزيد من تفاقم وتكرار المشكلة مرة أخرى قد تصل إلى عاهات أو القتل في نهاية المطاف.

لذلك فإن المنظومة المجتمعية برمتها تعتبر عنيفة مثلما نرى في المدرسة والبيت والكنسية والحارة والمسجد وفي الملعب إلخ إلخ..

على الجانب الآخر، يجب أن يتدارك الزوجين حل لمشكلتهما الزوجية بعيداً عن العنف الأسري الذي يطال المرأة والطفل بشكل خاص دون أن نترك تفكيرنا بالمنطق ونساق عبر عواطفنا التي تزيد من حدة المشاكل بين الزوجة وزوجها الذي نعتبره إنسان أقرب لسلوك الحيوان حال اعتياده على العنف اللفظي والجسدي لعائلته سواء على الزوجة أو الأبناء.

كيف نتعامل مع أطفالنا حال تعرضهم للعنف الجسدي؟

أردف الدكتور ” يزن عبده “: يجب على الأطفال الذين يروا مشاهد العنف الأسري متجسدة على أمهم من أبيهم أن يدخلوا مرحلة إرشاد وعلاج نفسي وسلوكي مع ضرورة وجود دعم مجتمعي لهؤلاء الأطفال الذين إن شعروا بنظرة سيئة من زميل أو زميلة لهم فإن هناك زيادة خطورة للأمر في ذلك الحين حيث يشعر هؤلاء الأبناء بالخوف والقلق الدائم نتيجة هذا الفعل أو السلوك الذي رآه الطفل من أبيه كما أنه قد يصير سلوك العنف هو السائد في نفسيته وفكره ليمارسه بعد ذلك على غيره.

لذلك لا يجب علينا ترك أبنائنا يسمعون ويتابعون الأخبار المتعلقة بالعنف الأسري اللفظي والجسدي سواء منا أو من الإعلام.

ما هي أسباب العنف ضد المرأة والطفل؟

على الصعيد الإنساني فإننا قد فقدنا إنسانيتنا حين يصل بنا الأمر لاقتلاع أعين زوجاتنا وذلك لأننا نعيش الحياة بقشورها ونعيش الكماليات وننسى الأساسيات في هذه الحياة دون أن ندخل في لب ذواتنا.

على سبيل المثال، لا يوجد لدينا دورات كافية لتوعية الزوجين أو العروسين المقبلين على الزواج بأهمية ذلك العقد والميثاق الذي بُرم بينهما وأنه لابد لكليهما أن يحفظه ويتعامل معه بصورة سليمة طوال الحياة.

إلى جانب ذلك، يجب أن يكون لدينا إدارة جيدة للغضب لأننا حين نغضب فإننا نفكر فقط في كيفية زيادة هذا الغضب في أنفسنا ثم نقوم بالندم بعد ذلك على مثل هذه الأفعال والخطأ بشكل أساسي يقع من الأسرة ثم المدرسة ثم من الجامعات التي لم تهتم بكثير من الأمور التعليمية كضبط الذات وإدارة الغضب والتربية وكيفية إقامة علاقة زوجية سليمة بين الزوج وزوجته، لذلك ينصح البعض بعدم الإنجاب بعد الزواج مباشرةً حتى لا نظلم أبنائنا معنا بعد ذلك.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: