العقل السليم في الجسم السليم وأهمية الرياضة والغذاء والتقليل من استخدام الأدوية

تمت الكتابة بواسطة:

العقل السليم في الجسم السليم, أهمية الرياضة

حينما نسمع أو نقرأ عِبارَة: العقل السليم في الجسم السليم؛ لا بُدّ أن نعلم حينها حقاً إن قوة العقل لا حدود لها وملكاته لا يعوقها شيء، وصحيح أن كثير من العلماء والبارعين الذين قدموا للبشرية خدمات جليلة يبقى فضلها ما بقيت الحياة، لم يتمتعوا بلياقة بدنية كبيرة، ولم يرد من أخبارهم ما يؤكد أنهم كان يمتلكون أجساماً رياضية أو عضلات مفتولة، ولكن..!

تظل هذه الحالات استثنائية لا يقاس عليها، وتظل هناك علاقة وطيدة بين سلامة الجسد وسلامة وظائفه وبين سلامة العقل وقدرته على الإدراك والاستيعاب والتحليل والإنتاج وتوقد ذكائه وغيره من العمليات العقلية والذهنية المتنوعة ما بين عمليات التعلم المختلفة ومهارات التطبيق.

وهنا سوف ينصب حديثنا في هذا المقال حول العلاقة بين سلامة الجسد وصحته وقوة العقل وسلامته وإلى أي مدى هي بالغة الأهمية ووطيدة الصلة، فتابعوا مقالنا.

كيف تتأثر سلامة العقل بأي خلل ينتاب الجسم؟

الانسان يتكون من جسم وعقل وروح، وهي مكونات مترابطة تمثل كيان الإنسان وحياته، فلا حياة للجسد بدون العقل ولا الروح، ولا تستقيم حياة العقل والروح دون أن يستوعبهما جسد سليم معافى.

ولو أردنا أن نعرف كيف يتأثر العقل سلباً بحدوث خلل للجسم فإننا سنجد الكثير من الأمثلة التي تؤكد تلك الحقيقة، فلو تتبعنا أي مشكلة تصيب الجسد فسنجدها تؤثر على كفاءته وقيامه بوظائفه الحيوية، ومن ثم تنخفض طاقته وقدرته على العمل بكفاءة فيحدث تشويش للعقل وتشتيت لتركيزه وقد يحدث شلل في قدرته على الابداع وكلها أمور تشير إلى ضعف العقل وتراجع سلامته.

فمثلاً لو أخذنا مثالاً عابرا وسريعاً كارتفاع درجة حرارة الجسم، فإن ارتفاع الحرارة والذي يعد مؤشراً لحدوث خلل ينتج عنه تحفيز لإنتاج المضادات الحيوية و تحفيز لكرات الدم البيضاء لمعالجة الخلل والذي يصحبه فقد في سوائل الجسم، وارتفاع في الكورتيزون وتوجيه طاقة الجسم وطاقة المخ للتعامل مع الخلل الحادث، ويستمر الجسم في حالة استنفار وحشد لكل آليات الدفاع عن الجسم فينصرف عن أداء الكثير من الوظائف، فلا ينتبه الإنسان لرغبة الأكل أو الشرب، ويركز طاقته على القيام بالوظائف التي تكفل له استمرار الحياة فقط والخروج من المشكلة الراهنة، ومن ثم فأثناء تلبثه بتلك الحالة فإنه لا يستطيع القيام بعملية التفكير أو الدراسة أو التحليل التي تتطلب درجة عالية من التركيز والصفاء الذهني والتي لا تتوفر في حالة الطوارئ.

العقل السليم في الجسم السليم

ومن ثم يمكننا القول أن علاقة الجسد بالعقل علاقة تكاملية وتفاعلية قوية فقوة العقل تتناسب طردياً مع ما يقع على الجسد من مؤثرات وما يحدث له من مستجدات سواء كانت إيجابية أو سلبية، وقد أثبتت الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض جسدية مزمنة أو مستعصية تتأثر قواهم العقلية ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية واضطرابات الذاكرة وضعف التركيز وغيره.

كما أثبتت أن أصحاب الأجساد السليمة والذين يتمتعون بحالة جيدة من الصحة العامة ومن اللياقة البدنية يتمتعون بقدرات عقلية أفضل من غيرهم، ولعل هذه العلاقة تبرز بوضوح لدى الأطفال في مراحل التعليم الأولى، حيث نجد علاقة ملحوظة بين سلامة وقوة أجسادهم وبين تفوقهم الدراسي وقدرتهم على الاستيعاب بصورة جيدة.

أسرار سلامة الجسم والعقل معاً

هناك الكثير من الأسرار والملاحظات والممارسات التي نمارسها تجاه أجسامنا فيترتب عليها شعوراً قوياً بالصحة والقوة وتجدد الطاقة والحيوية والتي تترجم إلى قدرات إبداعية متميزة أو قدرة على الإنجاز وتحقيق التقدم على كافة المستويات.

صحيح أننا لا نستطيع حصرها أو الإلمام بها ولكن يمكننا ذكر أهمها؛ ولعل أهمها ما يلي:

الاهتمام بالغذاء الصحي

وهذه العبارة هي عنوان عريض وشامل يندرج تحته عدد لا نهائي من الملاحظات، لعل من أشهرها الحرص على تناول الغذاء المتكامل والمتوازن وإعطاء الجسم ما يحتاج إليه من العناصر الهامة من الفيتامينات والمعادن والأملاح التي تمكنه من القيام بأداء وظائفه الحيوية بكفاءة.

كذلك الحرص على انتقاء الأغذية الطبيعية الخالية من الهرمونات والمواد الكيميائية التي تدخل في عملية الزراعة، والبعد عن الوجبات السريعة غير الآمنة، أو الأغذية المحفوظة التي لا تخلو من المواد الكيميائية الضارة، والعودة إلى تناول الخضروات والفواكه الطازجة النظيفة والأطعمة المعدة في المنزل.

بالإضافة إلى ذلك فإنه من الضروري تناول الماء والمشروبات الصحية بكثرة والبعد عن المشروبات الضارة والتقليل قدر المستطاع من تناول السكر الذي يتسبب في الكثير من الأضرار، وتناول كل ما من شأنه أن يقوي المناعة ويحفز الجسم على التعافي ومقاومة العوامل الخارجية الضارة.

ممارسة الرياضة

أما ممارسة الرياضة المناسبة لطبيعة الجسم والعمر والظروف الصحية بانتظام ووعي فإنه أمر غاية في الأهمية، وسر من أسرار التمتع بحياة صحية رائعة.

فممارسة الرياضة تكفل لصاحبها حياة مليئة بالصحة والحيوية والنشاط، فهي تعني التمتع بجسم صحي معافي من مشاكل السمنة التي لا تعد، وأقل عرضة لأمراض القلب، وأكثر قدرة على الحركة والتنقل وممارسة الحياة بأسلوب ممتع وطيب، مما يعني امتلاك ذاكرة قوية وتركيز عالي وصفاء ذهني كبير يمكن الانسان من فهم ما حوله وتحليله واتخاذ القرارات المناسبة، والسير في رحلة الاستكشاف والتعلم إلى أبعد الحدود الممكنة.

التقليل من استخدام الأدوية

الأدوية الكيمائية لا تخلو من الأثار الجانبية السيئة على الجسم، والتي يظهر تأثيرها على المدى البعيد؛ ومن ثم فمن علامات الوعي الصحي العودة إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية وتحسين العادات والسلوكيات اليومية قدر الإمكان، وعدم اللجوء إلى الأدوية إلا في أضيق الحدود.

الخلاصة

نتمنى أن نكون قد نجحنا في فهم ما تعنيه العبارة الشهيرة “العقل السليم في الجسم السليم” مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.

لكن هذا لا يعني أنك بذلك أصبحت مُلِمًا بكل جوانب الحياة الصحية؛ فنحن نوصيك بشِدَّة بالقراءة أكثر عن كثب في كل ما يُفيدك صحيًا وحياتيًا.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: