العبادة: أنواعها، أركانها.. وشروط صحتها

العبادة: أنواعها، أركانها.. وشروط صحتها

شرف عبادة الله ﷻ

قال ﷻ ﴿إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا | لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا | وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾.

العبودية لله ﷻ أعلى وأشرف مقامات العبد، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لعبوديته لربه ازداد كماله وعلت منزلته.

وكل من استكبر عن عبادة الله —جل وعلا— وعبد إلهاً آخر فقد أذل نفسه للشيطان.

العبادة

العبادة لغة: تعني التذلل والخضوع.

وشرعاً العبادة: هي اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من العبادات بأنواعها.

أنواع العبادات

العبادات ثلاثة: عبادات قولية، وباطنة وظاهرة.

  • عبادات قولية: مثل قول: “لا إله إلا الله” والدعوة إلى التوحيد، والنهى عن الشرك ووسائله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • العبادات الباطنة: مثل الاعتقاد بوحدانية الله ﷻ في ربوبيته وألوهيته، وخشيته في السر والعلن، والرضاء بقضائه، ورجاء رحمته، والخوف من عذابه.
  • العبادات الظاهرة: مثل الصلاة، والزكاة، والحج، وصلة الرحم، وحسن الخلق. ولكن لقبول العبادة يجب أن تكون صحيحة.

شروط العبادة الصحيحة

تكون العبادة صحيحة بشرطين:

  1. الشَّرط الأول: أن تكون خالصة لله ﷻ، وقد جاء ذلك في قوله ﷻ ﴿بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. والمقصود بقوله ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾: أن يكون متبعاً لسنة الرسول ﷺ، وهذا هو الشرط الثاني لقبول العبادة.
  2. الشرط الثاني: أن تكون موافقة للسنة، فقد قال ﷻ ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾.

أركان العبادة

كما يجب توفر أركان العبادة، وأركان العبادة ثلاثة: محبة الله، والخوف من الله، والرجاء من الله ﷻ.

  • المقصود بمحبة الله: هي أن تعبده مع محبته، وأن تكون محبته مقدمة على كل محبوب.
  • والخوف من الله ﷻ: أن تعبده مع الخوف منه، ومن عقابه في الدنيا والآخرة.
  • والرجاء من الله ﷻ: أن يُعبد الله ﷻ مع رجاء ما عنده من مغفرة وثواب.

فيجب أن نُخلص كل العبادات لله وحده، ونخضع له، فهو الذي خلقنا.

وجوب إخلاص العبادات لله وحده

وهذا ما جاء لأجله الرسل، وهو أن يأمروا بالتوحيد، ويحذروا من الشرك، كما في قوله ﷻ ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾.

يا له من شرف أن نكون عبيداً الله ﷻ وحده.

كل من استكبر عن عبادة الله ﷻ، واتبع هواه فعبد إلهاً آخر فقد أذل نفسه للشيطان، واتخذه إلهاً من دون الله ﷻ، وهذا باطل.

الخلاصة + المقترحات

تعلمنا العبادة لغة وشرعاً، وأنواعها: عبادات قولية، وعبادات باطنة، وعبادات ظاهرة، ومن شروط قبول العبادة أن تكون خالصة لله ﷻ، ومن أركان العبادة: محبة الله ﷻ، الخوف من الله ﷻ، الرجاء من الله ﷻ.

والآن.. إلى المقترحات:

ونلقاكم —إن شاء الله— فيما هو قادم من الدروس والموضوعات الدينية المميزة والمتميزة، والمفيدة.

أضف تعليق

error: