الظرف المحتوم!

مع أن العنوان يبدو كأسماء مسلسلاتنا الخليجية «القدر المحتوم.. القلب القوي… إلخ» إلا أن عليك أن تتجاوز ذلك لما يهمنا أدناه.

فعند صباحاتك الباكرة التي يملؤها النعاس وبعد أن ترتدي ثوبك كيفما اتفق متجها لدوامك، متحسبا لزحمة تستقبلك بحفاوة ككل يوم.. يستقبلك قبل أن تفتح باب شقتك الـ «ثلاث غرف وصالة» ظرف «زحلقه» أحدهم من تحت الباب، تقول وأنت تتثاءب: يا حبي لكم يا شركة «الكهرب» أكيد مرسلين لي ظرف فيه تعويض عشان انقطاع أمس، كما يحدث في الدول المتقدمة، لا وكتابنا كل يوم كاتبين عن هالشركة الحنونة ويمارسون ركلها نقدا وشرشحة.. فعلا اللي ما يعرفك يا صديقتي لا يمكن أن يثمنك.

تقترب من الظرف المنمق، وأنت تحادث نفسك: لا.. الظاهر أنه أحد بنوكنا رحم عجزي وراتبي الذي يطير معظمه، فاجتمع مجلس إدارته بخصوص: إسقاط فوائد القروض التي أسهمت في تفليس المواطن المسكين أدناه.

أتعلم؟ ربما كان ظرفا أرسله أحد اللصوص وقد دس بداخله قائمة بالأشياء التي ينبغي لي أن أوفرها قبل أن يأتي لسرقة شقتي مذيلة بـ: الأخ العزيز سبق ونبهتك أن «اللابتوب» الذي سرقته يحتاج إلى «فرمتة» ها أنا أعيده لك، كان عليك أن تنبهني لهذا قبلا، حفاظا على الوقت.. مع تحيات صديقك اللص: س. ص!

لا.. لصوصنا لا يفعلون هذا عادة، فهم لا يحترموننا أصلا، ولو كان الأمر بيدهم لسرقوا حتى أعضاءنا.. إذن ربما كانت دعوة لحضور مسرحية لا «يزلق» الممثلون فيها كثيرا أو لا «يستهبلون» ليضحك الجمهور!

تسلم أمرك لله ولأقدارك البهية وتفتحها وتقرأ: أنت.. تم رفع إيجار الشقة التي ترمح فيها ثلاثة آلاف ريال.

ربما ستسأل وأنت تفجّ عينيك الجميلتين بصوت عال: ليه!

سأجيبك: فقط لأني جشع ولا ربع قانون يحد من ذلك.. وبس!

بقلم: فيصل العامر

أضف تعليق

error: