التفكير الجامد والتفكير المتطور

مقال حول التفكير الجامد والتفكير المتطور

الدراسة الأكاديمية تؤهل الشخص إلى أعلى الدرجات، ويحصل من خلالها على أكبر الشهادات، ومع ذلك يمكن للشخص أن يعاني من محدودية التفكير، وقصر النظر، والشهادة العلمية لا تعني أبداً تطور الشخص في التفكير، ولكن تطور التفكير يتم اكتسابه من الخبرات والتجارب الحياتية في جميع مجالات الحياة، ومحاولة تعلم أشياء جديد وتنمية المهارات.

الفرق بين الشخص ذو التفكير الجامد والشخص ذو التفكير المتطور

يقول الأستاذ محمد الخالدي، مستشار وخبير في تطوير المهارات، أن من أعظم الدراسات وأقدمها هي القبعات الستة للتفكير، وهذه الدراسة تصنف أي نوع من التفكير يستخدمه الشخص في الوقت الحالي، فمثلا القبعة البيضاء تعبر عن الشخص الذي يهتم بالحقائق فقط بعيداً عن العاطفة، وهو شخص يهتم كثيراً بالوقت.

والقُبّعة الحمراء تعبر عن الشخص الذي يتحكم في عاطفته، وقراراته، واندفاعاته، ويتحكم حتى في مستقبله، وهناك القبعة السوداء، وهي القبعة السلبية، والقبعة الخضراء هي قبعة الإبداع، والقبعة الزرقاء هي قبعة القيادة، والقبعة الصفراء هي قبعة الإيجابية، ولذلك يجب ارتداء القبعة المناسبة للموقف من تلك القبعات، حتى لا تحدث مشاكل كثيرة في حياة الإنسان.

أسباب الجمود في التفكير بالرغم من الحصول على التعليم العالي

يؤكد الأستاذ محمد الخالدي على أن الشهادة لا تدل أبداً على وعي الشخص في أمور الحياة، فمثلا دراسة الدكتوراه هو مبحث دقيق جداً في تخصص دقيق، وإذا كان الشخص يدرس الدكتوراه فهذا لا يعني أنه على علم بجميع مجالات الطب، وأكبر مطوّر ومدرب ذاتي في العالم لم يحصل على شهادة الماجيستير ولا البكالوريوس.

فأهم نقطة هي التعليم الذاتي وليس لها علاقة بالشهادة الدراسية، فالعقل يتغذى على الأفكار، وعند التحدث مع شخص تستطيع أن تدرك ما يتغذى به عقله سواء كانت أفكار إيجابية، أو سلبية، أو غير ذلك، وهذه الأفكار هي التي تؤثر على تصرفات الشخص.

النجاح لا يرتبط أبداً بالشهادات العلمية التي يحصل عليها الشخص، ولكنه يرتبط بالخبرات والتجارب التي يحصل عليها في جميع مجالات حياته.

نصائح لتطوير مستوى التفكير

الأشخاص الذين يفكرون دائماً في المستقبل، هم الأشخاص الذين يتطورون، والأشخاص الذين يركزون على الماضي، هم الأشخاص الذين لا يتطورون أبداً، وأول مدخل لتطوير التفكير هو سؤال النفس أين أنا الآن؟ وإلى أين أنا متجه؟، وهذا السؤال مرتبط بخمس أشياء مختلفة وهي:

  • الصحة: كيف حال صحتي في الوقت الحالي؟ وهل أحتاج لتحسين التغذية، أو ممارسة الرياضة؟
  • الأسرة: أين أنا الآن من أسرتي؟ وهل أعطي الأسرة حقوقها أم لا؟
  • الدين: أين أنا الآن من ديني؟ وهل علاقتي بربي جيدة وأؤدي حقوق ربي؟
  • التعليم: أين أنا الآن علمياً؟ وهل أقرأ كتب تطوير الذات؟
  • المال: أين أنا الآن مالياً؟ وهل أحتاج لتنظيم المال وتحسين الميزانية؟
  • الصحة النفسية: هل اهتم بصحتي النفسية جيداً أم لا؟

وختم الاستاذ محمد حديثه قائلاً أنه من الواجب على كل إنسان تسجيل هذه النقاط والتركيز عليها والبدء في تطبيقها من حيث الأهم ثم الانتقال إلى الأقل أهمية بالتدريج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top