الاستشفاع بالله ﷻ على خلقه – وحكم الاستشفاع بالنبي ﷺ

الاستشفاع بالله ﷻ على خلقه – وحكم الاستشفاع بالنبي ﷺ

المراد بالاستشفاع بالله على خلقه

المراد به اتخاذ الله ﷻ واسطة يشفع للشخص عند أحد من الخلق، عند طلب شيء منه.

وحكمه محرم فهو نقص للتوحيد، ودليل ذلك حديث جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: أتى رسول الله ﷺ أعرابي فقال: يا رسول الله جُهدت الأنفس، وضاعت العيال، ونهكت الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسقِ الله لنا فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله ﷺ «ويحك أتدري ما تقول» وسبح رسول الله ﷺ، فما زال يُسبح حتى عُرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال «ويحك إنه لا يُستشفع بالله على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك، ويحك أتدرين ما الله؟! إن عرشه على سماواته لهكذا»، وقال «بأصابعهِ مثل القبة عليه، وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب».

الحكمة من النهي عن الاستشفاع بالله على خلقه

نُهي عنه لأسباب منها:

  • ما فيه من إساءة الأدب مع الله ﷻ، فإن الله ﷻ عظيم لا يجوز أن يُتخذ واسطة عند الخلق، والله أجل وأكبر من أن يطلب من الخلق.
  • إن رتبة المتوسل به غالباً ما تكون دون رتبه المتوسل إليه، والله ﷻ الأعظم، كما أن فيه ترك تعظيم الله -جل وعلا-، والتنقص لمقام الربوبية بمساواة الله ﷻ بالمخلوقين.
  • إن الله ﷻ لا يحتاج إلى أن يشفع لأحد، إنما يشفع العاجز والله هو القادر على كل شيء.

وهذا ما دلت عليه الآية، في قوله ﷻ ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.

لدينا تساؤلات!

لماذا سبح رسول الله ﷺ لما قال الأعرابي هذا الكلام؟

التسبيح: يعني تنزيه الله ﷻ عن كل نقص وعيب، وما قاله الأعرابي فيه شيء من النقص لله ﷻ، فسبح النبي ﷺ ربه تنزيهاً له.

حكم الاستشفاع بالنبي ﷺ

يجوز طلب الشفاعة من النبي ﷺ في حياته لأن ذلك من باب طلب دعائه، وطلب الدعاء ممن ترجى إجابته من وسائل إجابة الدعاء، ولكن لا يجوز الاستشفاع به بعد موته.

لماذا لا يجوز بعد موته؟

لأنه من دعاء الأموات، وهذا نوعٌ من الشرك الأكبر كما قال ﷻ ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ | إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾.

⬛️ مُقترحات مفيدة:

أضف تعليق

error: