الإخوان المسلمون الجدد

يبرع أحد مثقفينا السياسيين، عبر مقالاته العديدة، في تسويق النموذج التركي للحياة السياسية الإسلامية لقرائه، وبخاصة لمن أسماهم «الإخوان المسلمون الجدد». إذ يقف منهم موقف «المرشد» أو «الناصح» لهم في وضعهم الراهن وبخاصة في مصر، فهو يدلهم إلى التحولات التي يجب أن تطرأ عليهم فكرا وممارسة لكي يستطيعوا الوصول إلى أول سلطة يشكلها الشارع المصري، مثلا، بعد نزع مبارك. إنها السلطة التي استحقوها اتكاء على «معاناتهم» الطويلة منذ بداية الثمانينيات وحتى الآن، كما يقول. وهم، أي الإخوان المسلمون الجدد، ينتهجون «الإسلام المعتدل» «ولست أعرف معناه فكريا».. أي أنهم، كما يقول، ليسوا جهاديين ولا هم سلفيين، بل هم التطور الناضج لما نظر له في عصر النهضة «إذا هل نستثني منهم الثوار الليبيين؟»..

لكن شيخنا السياسي لا يكتفي بإعطائهم هذا البعد ال«أصيل» و«الحداثي» في الوقت نفسه، بل ويقدم لهم مثالا يحتذونه في لفتة تحيل إلى أن الذهنية الدينية لم تزل تحتاج إلى بطل ذكوري يحتذى به للوصول إلى النجاح، هو«في هذه الحالة» أخوهم الرئيس أردوجان.. إذ دعاهم إلى إطاعته والأخذ بتوجيهاته، فهو الذي قاد تركيا إلى «اعتدال إسلامي» لافت تعيشه الآن.

إن ما كتبته أعلاه، يوضع خلفية لكي أقول: إن أول سمة لخروج الشباب العربي وانتفاضته، أنه خروج غير مؤدلج، لا في الطريقة ولا المضمون.. قد نختلف في درجات إيجابية هذه السمة أو سلبياتها، لكنها تبقى سمة لها البروز الأعلى، وهي رأس الرمح ضد كل محاولة لتجيير هذا الخروج أو ركوبه. هذه السمة نجحت في أن تضع معادلة بسيطة للسلطة، هي أن شرعيتها مرتبطة بمدى تحقيقها لإنسانية الإنسان والتزامها بهذا، لا العكس، وليست مرتبطة بأي خيوط علوية أو تاريخية.

بهذه العدة أسأل شيخنا السياسي: ما مدى، يا ترى، إنسانية تركيا سياسيا في تعاملها مع القضية الفلسطينية؟ في إدارة علاقاتها ومصالحها مع أمريكا وإسرائيل وأوروبا، مقابل سياسات تلك الدول في العالم العربي؟

أنا مع أن يبتكر العرب درسهم الجديد للعالم، لا أن يعيدوا، لا أن يتذكروا، لا أن ينتظروا.. إنها مرحلة ضد الذاكرة.

بقلم: أحمد العلي

واقرأ هنا: ثورة خبز أمريكي

ويمكنك أيضًا الاطلاع على مقترح آخر؛ بعنوان: فصل الموت!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top