اضطرابات الإدراك البصري عند الأطفال .. التشخيص والعلاج

تمت الكتابة بواسطة:

اضطرابات الإدراك البصري , صورة

تُعد العين من النعم التي أنعم الله بها علينا والتي يجب علينا الحفاظ عليها ولكن علينا إدراك أن العين قد تتأثر ببعض العمليات التي تتم داخل الدماغ ومن ثم يتأثر مدى وضوح الرؤية عندنا وذلك نتيجة ما يُسمى باضطرابات الإدراك البصري الذي عادةً ما يصيب الأطفال الصغار، لذلك يجب علينا إجراء الفحوصات الدورية للعين بصفة مستمرة.

ما هي اضطرابات الإدراك البصري؟

تقول الدكتورة وعد أبو زريق “أخصائية العلاج الوظيفي”، يختلف مسمى الإدراك البصري عن حدة البصر الذي يعني مدى وضوح رؤية الشخص بينما الإدراك البصري نعني به عملية تتم داخل الدماغ وليس العين التي تستقبل المعلومات فقط من البيئة التي حولنا وتبعث رسائل للمنطقة الخلفية للدماغ وهي المنطقة المسئولة عن التحليل البصري وفي هذه المنطقة يتم استقبال المعلومات ومعالجتها حتى يكون الشخص قادر على فهم تفاصيل المشهد الذي قام برؤيته، ومن ثم يمكن أن يكون هنالك خلل في أي مرحلة من مراحل الانتقال أو التسجيل أو المعالجة وهنا نكون إزاء خلل في الإدراك البصري عند الشخص على الرغم من أن قوة البصر قد تكون لديه 6/6 ولكن بالتحليل البصري يكون الشخص غير قادر على تحليل تفاصيل المشهد الذي يراه وهذا له أهمية كبرى عند ممارسة الحياة اليومية خاصة عند الأطفال – بناءً على رؤية الأخصائية.

على الجانب الآخر، يمكن للأهل ملاحظة تلك السلوكيات أو الاضطرابات عند الطفل خاصة في المشاكل والصعوبات الأكاديمية مثل القراءة والكتابة في المدرسة ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد حيث أنه في الحياة اليومية للطفل والأعمار الصغيرة بشكل خاص قد لا تستوعب المفاهيم المكانية أو الاتجاهات سواء يميناً أو يساراً أو فوق أو تحت إلخ إلخ.. كما أن بعض الأطفال لا يدركون المسافة بشكل دقيق في حياتهم ومن ثم يكونوا أكثر عُرضة للحوادث وقد نلاحظ صعوبة عند الطفل عندما يلعب ألعاب التركيب لوجود اضطرابات بصرية لديه خاصة من عمر 3 إلى 5 سنوات.

هل يعتبر خلل الإدراك البصري هو الدسليكسيا؟

يُعد خلل الإدراك البصري سمة يمكن أن تكون موجودة مع الدسليكسيا أو اضطرابات أخرى كما أن التطور البصري مرتبط كثيراً بالتطور الحركي ومن ثم نرى الكثير من الأولاد المتأخرين حركياً متأخرين بصرياً أيضاً.

أضافت ” وعد “: بشكل عام يمكن للاضطراب البصري التأثير على التحصيل الأكاديمي للطفل لأن الطفل لا يفهم حينئذ موقع جسده في البيئة من حوله بشكل صحيح ومن ثم قد يكون هنالك احتمال أن يتعرض الطفل لبعض الصعوبات الأكاديمية التي نراهاً واضحة في القراءة والكتابة بمعنى أن الطفل قد يخلط بين أحرف معينة متشابهة إلى حد ما وفي الكتابة قد يكتب الطفل بخط كبير أو صغير ويقوم بتقريب أو إبعاد الأحرف والكلمات التي يقوم بكتابتها لأنه غير مدرك جيداً المسافة بين الكلمات.

كيف يمكن تشخيص وعلاج اضطرابات الإدراك البصري للطفل؟

تمر مرحلة الإدراك البصري بأكثر من مرحلة أولها هو العين وهنا يأتي دور طبيب العيون الذي يقوم بفحص الطفل للتأكد من سلامة عينيه، وفي حالة وجود مشكلة في النطر وتم لبس النظارة ثم استمرت المشكلة بعد ذلك عند الطفل فإنه لابد من عمل تقييم للإدراك البصري عن طريق المعالج الوظيفي أو أخصائي علم النفس التربوي.

أما عن علاج اضطرابات الإدراك الوظيفي فإن أخصائي العلاج الوظيفي يعمل على مبدأ المرونة العصبية وهذا مبدأ يعتمد على أن الدماغ قادر على التغيير طالما أن الشخص على قيد الحياة ويتحرك في البيئة المحيطة به وهنا يصمم المعالج جلسات علاجية للطفل والتي تحفز المناطق المسئولة عن التحليل البصري، لذلك نقوم بعمل تمارين معينة للطفل وهذه التمارين تكون موجهة للمنطقة الخلفية للدماغ المسئولة عن التحليل البصري وتكون عادةً مبنية على اللعب للأعمار الصغيرة حتى نضمن مرونة هذه المنطقة في جسم الطفل.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: