إعتلال الشبكية الناتج عن مرض السكري

شبكية العين ، مرضى السكري ، اعتلالات العيون ، قطرة العين

ما هي شبكية العين؟

أجاب الدكتور “عبد الحميد صلاح” أخصائي طب وجراحة العيون بقوله: الشبكية هي طبقة رقيقة جدًا لا تتعدى في سُمكها سُمك ورقة الكتاب، وهي موجودة في الجزء الداخلي للعين، وتتكون من خلايا وألياف عصبية ومستقبلات ضوئية، ووظيفتها الرئيسية هي إستقبال الأشعة الضوئية الداخلة إلى العين وتحويلها إلى نبضات عصبية تنتقل عبر العصب البصري إلى مراكز الدماغ العليا لتتشكل الصورة النهائية التي نراها.

ماذا يؤثر السكري على شبكية العين؟

السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على كافة أجزاء الجسم وعلى العين عامةً ومنها الشبكية بشكل خاص، ويرجع ذلك إلى أنه يؤثر على الأوعية الدموية الدقيقة، وشبكية العين تحتوي على عدد كبير من أوعية الدم الدقيقة وبالتالي يؤثر فيها السكري بتأثيره على هذه الأوعية، وطبقًا لآخر الإحصائيات تنتشر الإصابة بالسكري بين 415 مليون إنسان حول العالم، وثُلث هذا العدد مصاب بإعتلال الشبكية الناتج عن السكري، وهي نسبة ليست بالقليلة أبدًا.

وتابع “د. عبد الحميد”: وبشيء من التفصيل نذكر أن إعتلال الشبكية السكري هو نتاج لتسرب السوائل الموجودة على الشبكية وتسرب الدماء من الأوعية الدموية إلى مركز الرؤية، مما يؤدي إلى ضعف النظر، وقد تتطور الحالة إلى إنفصال الشبكية والإصابة بالعمى إذا تسببت الترسبات في حدوث تليف لأنسجة العين والشبكية.

وأكثر العوامل التي تزيد من خطورة السكري على شبكية العين ما يأتي:
• طول فترة الإصابة بالسكري، حيث أشارت الدراسات إلى حتمية الإصابة بتليف الشبكية بعد 20 عام من الإصابة بالسكري من النوع الأول، وكذلك تحدث الإصابة بتليف الشبكية عند 60% من مرضى السكري من النوع الثاني بعد نفس المدة الزمنية تقريبًا.
• عدم إنتظام السكري أو عدم السيطرة عليه، فكلما ضُبطت نسب السكري عند الحدود الآمنة كلما تأخر إعتلال الشبكية، والعكس صحيح كذلك.
التدخين.
• إرتفاع ضغط الدم أو إرتفاع الكوليسترول في الدم.
• إرتفاع وزن الجسم.

وبشكل عام يتوجب على مريض السكري متابعة زيارة طبيب العيون حتى وإن لم تظهر أعراض إعتلال الشبكية للكشف المبكر إن حدثت الإصابة وتفاديًا للمضاعفات.

كيف يُعالج إعتلال الشبكية الناتج عن السكري؟

أشار “د. عبد الحميد” إلى أن أول خطوات علاج إعتلال الشبكية السكري هي السيطرة على السكري عند المعدلات الطبيعية قدر الإمكان، وبعد ذلك يبدأ طبيب العيون في وضع البرنامج العلاجي بحسب حالة الشبكية وتقييم الحالة الصحية للمريض، وقد يشتمل هذا البرنامج على تقنية علاجية واحدة وقد يجمع بين أكثر من تقنية،

ومن أشهر الأمثلة على هذه التقنيات العلاجية ما يأتي:
• العلاج بالتخثير الضوئي عبر الليزر، وفيه يتم حرق مناطق معينة من الشبكية للمحافظة عليها لفترات زمنية أطول لعدم تأثر النظر، وتطورت تقنيات الليزر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وظهرت تقنية (ميكروبالس ليزر) وفيها تقل أضرار الليزر على الشبكية، كما أنها تُحرز نتائج علاجية ممتازة. وهذا الإجراء العلاجي لا يستغرق سوى 10 دقائق وقد تزيد إذا كان تسليط الليزر على مركز الشبكية.
• حقن العين بمواد خاصة بعد التخدير الموضعي، وشهدت هذه التقنية العلاجية تطورًا كبيرًا وأصبح لدينا مواد تمتد فاعليتها داخل العين لأكثر من ستة أشهر.

وإهمال العلاج في المراحل الأولى قد لا ينفعه أيًا من التقنيات العلاجية السابقة خصوصًا إذا تطورت الحالة إلى نزيف الشبكية المزمن أو تليف الشبكية الكامل أو الإنفصال الشبكي، ويتحول العلاج مع هذه الحالات إلى التدخل الجراحي الذي يتم فيه قص السائل الزجاجي وإرجاع الشبكية لمكانها، وهي إجراءات جراحية معقدة وخطيرة وقد تكون غير ناجعة أو مفيدة.

واختتم “د. عبد الحميد” قائلًا: وقد يؤدي إعتلال الشبكية السكري إلى إرتفاع ضغط العين (الجلوكوما) أو ظهور المياه البيضاء بالعين وعتامة العدسة.

أضف تعليق

error: