إرحل أيها الفاسد الفاشل

لـ«التاجر الجشع» الذي ما عاد همه سوى تحري«زيادة راتب» أو «أمر ملك» أو «تغير سلم» أو «موسم شراء» حتى يمارس جشعه على الوجه المطلوب حين يبادر لتغيير «تسعيرة» بضاعته في ظرف ربع يوم، ثم يخرج بلباس النساك على الملأ ليبرر ما ارتكبه من جشع، مرة بذريعة زيادة أسعار المواد الخام وأخرى بذريعة ارتفاع أجور الأيدي العاملة وثالثة دون ذريعة تذكر ورابعة تحت بند و«من نهاني»؟!

لـ«المسؤول» الذي يعشق البيروقراطية ولم يتجاوب عقله مع «عهد الكمبيوتر» و«ضغطة الزر» ووحدات «الميلي ثانية» ولم يستوعب مخه «عصر السرعة» و«زمن الإنجاز» و«وقت الأرقام القياسية»، لذلك الذي لا يزال يتعامل مع رفوف «الأرشفة» والملفات الخضراء وتواقيع «نحن هنا»، لذلك الذي لا يحسن سوى ترديد «راجعنا بكرة» و«المعاملة تأخذ مجراها النظامي» ذلك المجرى الذي يحتاج في العادة إلى عملية إنعاش عاجلة حتى لا تصاب المعاملة بالشلل!

للـ «معلم» الذي لا يعي من أدواره غير توقيع الحضور ثم الإشراف على طابور الصباح ثم حضور الحصص دون مادة علمية ثم انتظار الحصة السابعة ما بين تملل وتضجر ثم ملء المجالس الخاصة والعامة بروايات المستوى الهزيل للطلاب ثم إلقاء اللوم كاملا على البيت الذي لم يشرح ولم يتابع ولم يراجع لطالبه البليد!

لـ«الطبيب» الذي يتعامل مع «شرايين الدم» بالكيفية ذاتها التي يتعامل بها مع «مواسير» السباكة، لذلك الذي يخلع الأخلاق ومبادئ المهنة عند الباب قبل الدخول إلى العيادة، للطبيب الذي يسره منظر غرفة الانتظار وهي مكتظة حتى الآخر، لذلك الذي يتعامل مع حالة المريض تحت مبدأ «ما فيه إلا العافية»!

لـ«العمالة» التي هبطت إلى أرض المطار هنا وهي لا تتقن أي حرفة على الإطلاق، لتلك التي وجدت سوقنا المحلية هو المكان المناسب للتدريب، لتلك التي تستطيع أن تحول عملية إصلاح تليفزيون صغير إلى حريق هائل تتناقل خبره وسائل الإعلام!

بقلم: ماجد بن رائف

وهنا نقرأ سويًا: عزيزي التاجر «غير المحترم»

أيضًا؛ هنا: رجاء.. لا تلوموا الشباب!

أضف تعليق

error: