أسباب الطلاق التي قد تحصل قبل وبعد الزواج

سوف نتكلم اليوم عن شيء من أسباب الطلاق. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق؟ هناك أسباب قبل الزواج، وهناك أسباب بعد الزواج، وهناك أسباب من الزوج، وهناك أسباب من الزوجة، وهناك أسباب من أهل الزوجين، وهناك أسباب خارجة من أهل الزوجين من الأقارب والأصدقاء وغيرهم.

ولكننا سنركز هاهُنا على أهم الأسباب التي يحصل بها الطلاق.

أسباب الطلاق

أسباب ما قبل الزواج قد تؤدي للطلاق

التقصير في السؤال عن الخاطب

بداية تكون من تقصير الوالدين أو من له ولاية على المرأة في السؤال عن الخاطِب. فلا يسأل عنه ولا يبالي، ويأخذه بظاهر قوله. ويغره الثناء والمدح من البعض. فيقوم ويسلمه ابنته التي هي فلذة من فلذات كبده.

فالسؤال عن الزوج قبل الخِطبة وقبل عقد النكاح أمر مهم. ولذلك؛ تعرِفون قصة فاطِمة بنت قيس -رضي الله عنها- لما جاءت إلى النبي ﷺ. وقالت: يا رسول الله إن أبا جهم ومعاوية قد خطباني؛ فأيهما تريدني أن أنكح؟ تسأل قبل أن تتزوج. فقال النبي ﷺ -مرشدا وموجها وناصحا- «أما أبو جهم، فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد».

ولمزيد توضيح؛ فقيل أن أبا الجهل: شديد على النساء. وقيل إنه صاحب سفر فلا يقر في بيته. وهذا لا تتأتّى معه رغبة الزوجة. فالمرأة تريد رجل قريبا منها. وهذا لا يحصل لها بكثرة سفره وذهابه وإيابه.

ثم أرشدها ووجهها للزواج من أسامة بن زيد. وهكذا يكون حال الولي مع ابنته، أو مع أخته، أو مع من ولّاه الله ﷻ رقبتها من النساء.

قال لها ﷺ «انكحي أسامة بن زيد. فنكحته، فجعل الله تعالى فيه خيرا كثيرا، واغتبطت به». لأنها استجابت للنبي ﷺ وأخذت بتوجيهه.

فهكذا الأب؛ إذا تقدم الرجل إلى ابنته وسأل عنه، ووجد حاله لا يسر. يخبرها بحاله، ويقول هذا لا ينفع.

فلماذا من البداية يقصر الأب في السؤال عن عن الرجل؟ اجعله ينتظر شهرين أو ثلاثة شهور، اسأل عنه وتأكد وارقب أحواله، ثم أسلمه هذه الدرة المصونة العفيفة الكريمة لتعيش حياة مستقرة وهنيئة.

وأما التعجل، وكأنها بضاعة كاسدة تريد أن تتخلص منها، فهذه والله مصيبة.

الاختلاف الاجتماعي بين الشاب والفتاة

كذلك من الأسباب التي تفضي إلى الطلاق الاختلاف الاجتماعي بين الزوج والزوجة. فالاختلاف الاجتماعي قد يكون سببا عظيما من أسباب الفِراق بين المرء وزوجه.

فلما -مثلا- تكون البنت ذات ثراء كبير. وزوجها بسيط الحال؛ فتنظر إليه بعين النقص والدناءة، وترى أنه لا يكرمها ولا يقوم بحقها، وأنه مقصر في حقها. فتبدأ تدخل المشاكل والخلافات بين الزوج وزوجه.

فحري بالولي أن ينظر إلى الفوارق الاجتماعية بين المرء وبين ابنته وحالها. حتى بعض النساء الآن تجدها مثلا دكتورة أو -العكس- بعض الرجال يكون دكتور وامرأته عامية؛ يزدريها وينتقصها.

هذا بالطبع لا ينطبق على الجميع، فقد نرى دكتورًا أو مهندسًا متزوجًا من امرأة عامية أو العكس، وحياتهم هنيئة. لكن القصد أن الفوارق الاجتماعية لها أثر كبير في وقوع الطلاق.

كتمان عيوب الخاطب أو المخطوبة

كذلك من الأسباب التي قد نجدها قبل الزواج وتتسبب في الطلاق؛ هي كذب بعض الناس في تبيين حالة المرأة المتقدم إليها. فتجد الرجل يتقدم إلى عائلة طيبة من خِيرة الناس، ولكن ابنتهم سيئة الأخلاق أو غير صالحة في دينها، أو أنها مريضة في جسدها؛ ولا يبينون له ذلك، ويكتمون هذا العيب.

والعكس من ذلك؛ الرجل قد يكون فيه أمراض، أو يكون فيه عيب في دينه، أو في أخلاقه. فيخفي ذلك ولي أمره. ولا يبينه لمن تقدم إليهم. فينخدع هؤلاء بهؤلاء، وينخدع أولئك بأولئك؛ ويحصل خلاف ما أُريد من الزواج. الدخول في متاهات المشاكل والنهاية بالأمر إلى الطلاق.

فالصدق منجاة، وتبيين الحال من البداية أمر مهم، وفي غاية الأهمية لسلامة الطرفين.

وهناك آيات وأحاديث عن الطلاق قد أفردنا فيها الإحصاد فيمكنكم الرجوع إليها.

أسباب الطلاق التي قد تحدث بعد الزواج

نظر الرجال إلى نساء أجمل من زوجته

وهناك أمور تقع بعد الزواج من الزوج أو الزوجة قد تسبب الطلاق. بعضًا من الأمور التي تقع من الزوج. وهذا أمر مهم وانتشر في الآونة الأخيرة. وهي نظر الرجال إلى النساء في الشاشات، وفي وسائل التواصل المتعددة. فينظر الرجل إلى امرأة هي أجمل من امرأته.

تغيرت النظرة إلى زوجته؛ امرأته عمرها أربعين وينظر إلى شابة عمرها عشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة. أو امرأته عمرها خمسين.. يبدأ ينظر بعين النقص إلى هذه المرأة.

فالواجب على الرجل أن يغُض بصره عن هذه المحرمات. ويحذر المسلم الوقوع في هذه الأمور. هذه من أعظم الأسباب التي تجلب الطلاق.

البعد عن الله ﷻ

وكذلك من أعظم الأسباب التي تهدم البيوت هي البعد عن الله ﷻ. فهو من أعظم الأمور التي تهدم البيت. سواء كان البعد من قِبل الزوج أو من قِبل الزوجة.

ولذلك؛ فالنبي ﷺ لما حثنا على الزواج. قال -في صحيح البخاري– «فاظفر بذات الدين» لأنها قُرّة العين.

من هي ذات الدين؟ الذي إذا غبت عنها حفظتك، وإذا حضرت عندها أسعدتك؛ هذه قرة العين، ذات الدين.

«فاظفر بذات الدين» لماذا؟ لأن الجمال سيزول وينتهي وينمحي؛ وربما يأتيها أمر من الأمور أو شيء من الأمور الذي يغير معالم وجهها وحسنها وجمالها؛ فيبقى لك ودها وكرامتها وعفتها وسترها وأخلاقها. هذا هو الكنز الحقيقي.

المؤثرات الخارجية

كذلك؛ من الأمور المهمة والتي تهدم بيت الزوجية، هي الأمور الخارجية والمؤثرات الخارجية. وهي اليوم كثيرة: منها وسائل التواصل، منها رفقاء السوء.

بعض النساء اليوم تُطَلق من زوجها بسبب رفيقتها، فتحثها على فراق زوجها من أدنى مشكلة. وبعض النساء -هداهن الله- من أول مشكلة تحصل لها بينها وبين زوجها تفزع إلى صديقتها، وتبدأ تحكي، فتبدأ تعطيها من والنصائح التي فيها نوع من العجلة والتسرع. فتبدأ هذه الفتاة تتهرب من زوجها إلى أن يتم الانفصال أو الطلاق.

فإذا حصلت المشكلة؛ فالواجب على المرأة أن تخبر من تعرفه بحِكمةٍ من أهلها. تذهب إلى والدها أو والدتها إن كانوا أصحاب حِكمة.

ولذلك قال النبي ﷺ «والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها».

فالتأثر بالأمور الخارجية شيء فظيع، فنجد المرأة تذهب إلى بيت خالتها وعمتها وصديقتها فترى -مثلا- حسنا في ملبسهم وفي طريقة تهيئة طعامهم.

عقول بعض النساء صعبة، تنظر إلى الرجل وإلى حاله ووضعه. ثم تلزمه بإلزامات هو لا يستطيعها.

هذه فقط بعض أسباب الطلاق والانفصال والعياذ بالله. لكِن هناك الكثير المتعدد الذي يحتاج إلى مقالات ومقالات.

وعمومًا؛ فالعجلة في الطلاق أمر مبغوض عند الله ﷻ.

ولذلك يقول أهل العلم في حكم الطلاق -من حيث أصله-: أنه مكروه، ولكنه قد يباح لأسباب متعددة. بل في بعض الأحيان يجب الطلاق.

فإذا اختلف دين الزوج عن زوجته، ما لم تكن المرأة كتابية. فإذا كفر الزوج بعد الزواج فإن المرأة -وهي مسلمة- تطلق منه.

أحكامٌ معلومة في كتب الفقه يعرفها من يعرفها، ومن أراد التزود فيرجع إليها. ولكن الأسباب كثيرة ومتعددة. وهذه رأينها أنها من أهم الأسباب التي يجب على العاقل العناية بها وتجنبها حفاظا على بيته. وهناك أسباب كثيرة والمقام لا يدرك؛ لعل الله ﷻ أن يهيئ لنا وقتا آخر نتكلم في مثل الموضوع.

أضف تعليق

error: