أهمية حب الإنسان للآخر

أهمية حب الإنسان , حب الإنسان للآخر

لقد خلقنا في تلك الحياة لنقضي رحلة من الصراعات والمتاعب، ونمر بسلسلة من الاختبارات، وقد تجود علينا الحياة ببعض الأفراح ولكن نظل دائما بحاجة إلى وجود من يشاركنا تلك الرحلة بحلوها ومرها، ويهون علينا مشقاتها ولا أحد يستطيع القيام بتلك المهمة إلا من يملك الحب، لنفسه ولغيره وللحياة بأسرها.

لأجل ذلك وأكثر سوف يكون حديثنا في هذا المقام منصبًا على أهمية حب الإنسان لأخيه الإنسان، وكيف يعين الحب الإنسان في مسيرته وساعده في رحلته الطويلة القصيرة في تلك الحياة.

الحب هو الدافع للاستمرار

الحب بكل معانيه وصوره هو ما يدفعنا للعمل والانتاج والاستمتاع بالحياة، حب الحياة أو حب من يحيطون بنا، من الأهل والأصحاب ورفاق الدرب، هو ما يمنح الحياة قيمة ويجعلها غالية في نظرنا، ومن ثم يولد في داخلنا الدافع للاستمرار برغم ما قد نواجه من التحديات والصعوبات ولحظات الإحباط والفشل.

الحب هو القوة التي تعيننا على تحمل الصعاب

الحب عامل في غاية الأهمية في قدرة الإنسان على تحمل الصعاب ومواجهة المِحن، وتجاوزها والمرور منها بسلام، فحين نمر بأزمة أو وجع ونجد بالقرب منا قلبًا محبًا صادقًا يتقاسم معنا الألم ويشعر بنا ويساندنا، نستطيع تجاوز تلك المحنة، بينما لو نضب نبع الحب في حياتنا فلن نقوى أبدًا على التحمل وستكسرنا الصعاب، ويشق علينا الاستمرار.

الحب هو سر القدرة على التسامح بين الناس

كلنا في هذه الحياة يتعرض لبعض الظلم والقسوة، قد نظلم أو نُظلم، أو نخطئ في حق غيرنا، أو نسيئ الفهم أو نسيئ التصرف، ونكتشف بعد فترة أننا كنا على خطأ فنطلب السماح والعفو ونلتمس العذر والمغفرة، وهنا تبرز أهمية الحب ويتضح دوره فلولا الحب لما استطعنا أن نسامح من يسيئ إلينا، ولا نغفر لمن يقسو علينا، ولولاه ما أمكن للعلاقات الإنسانية المختلفة في طبيعتها وقوتها أن تلتأم بعد شرخها، فالحب هو سر من أسرار المغفرة ودافع من دوافع العفو، بالحب ننسى أو نتناسى ما يسببه لنا الآخرون من المتاعب ونستطيع أن نكمل المسيرة برغم قسوة هذا العالم.

الحب هو سر تقبل الآخر والقدرة على التعايش

خلقنا الله عز وجل مختلفين ومتباينين في صفاتنا ومزايانا وعيوبنا، واقتضت حكمته أن نعيش معًا في مجتمعات تضم اختلافاتنا، نعيش مع من يخالفنا في الرأي أو الرؤيا أو المعتقد، ونعيش مع من تختلف وجهة نظرهم تمامًا عنا، وتتعارض مبادئه مع مبادئنا، وقد يكون هذا حالنا مع أقرب الناس إلينا وأغلاهم منزلة لدينا، ولولا وجود الحب لما أمكن أن نتقبل كل هذه الاختلافات ونعيش ونتعايش معها.

بالحب فقط يستطيع الأشخاص المختلفون في آرائهم ورؤاهم ووجهات نظرهم أن يجدو نقطة التقاء أو نقطة تقاطع تمكنهم من تفهم بعضهم البعض، وبالحب يمكن لوجهات النظر المتباعدة أن تقترب وللشخصيات المتنافرة أن تلتق.

الحب يخلق المرونة اللازمة لتقبل الأخر والتعايش السوي معه، وتفهم اختلافه واحترامه.

وأخيرًا

يمكننا القول أن حب الإنسان لأخيه الإنسان هو الضمان الوحيد لكي تسعهم أرض واحدة، وتظلهم سماء واحدة في سلام وأمان، وهو ما يخلق التراحم ويمس شغاف القلوب فيجعلها ترى وتشعر بمعاناة الآخرين، ويحملها على البذل والعطاء والتعاون والتضحية إذا لزم الأمر، وهو نفسه ما يمكن الإنسان من تضميد جراح غيره والتخفيف من آلامه ومعاناته، فالحب باختصار هو وجه الحياة الباسم الذي يعيننا على تحمل عبوسها وتقطيبها، فبدون الحب لا يكون الإنسان إنسانًا، ولا تكون الحياة حياة.

أضف تعليق

error: