أهمية المحبة والتراحم في المجتمع

صورة , مسلم , المحبة , التراحم , أب

حث الدين الإسلامي على المحبة والتراحم والبر والتقوى، وغيرها من القيم الأخلاقية التي تساعد علي الفوز برضا الله سبحانه وتعالى، وتعتبر المحبة والتراحم من أهم المبادئ الإنسانية التي تساعد على بناء وتماسك المجتمع، كما أن المحبة صفة من صفات الله عز وجل، حيث قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، كما أن جميع الديانات السماوية تدعو إلى المحبة والتراحم؛ لأنه إذا صلح الفرد صلح المجتمع بأكمله لأن الفرد عضو من أعضاء المجتمع، والنواه الأولى التي تساعد على تقدمه.

أنواع المحبة

يوجد نوعان من المحبة، وهما:
المحبة الخاصة: تتمثل المحبة الخاصة في محبة الله سبحانه وتعالى٬ ورسول الله٬ والأنبياء، والصالحين، ومحبة المؤمنين لبعضهم أيضاً، حيث قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في حديثه الشريف: (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا).

المحبة المشتركة: يوجد نوعان من المحبة المشتركة وهما، النوع الأول هو المحبة الطبيعية٬ وتتمثل في المحبة التي تعتمد على الغرائز واللذة المؤقتة مثل محبة الجائع للطعام، ومحبة العطشان للماء، والنوع الآخر يتمثل في المحبة الإنسانية مثل محبة الآباء لأبنائهم.

أهمية المحبة والتراحم في المجتمع

تُكمن أهمية المحبة والتراحم في الآتي:
• تحقيق التضامن والترابط بين الناس، فعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال (مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم، كمثلُ الجد الواحد، إِذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالحُمِّى والسّهر).
• إتباع منهج الحق؛ لأنه بدون الرحمة والمحبة تنتشر الجرائم والبغضاء بين الناس، فالتراحم يعتبر دليلاً على قوة الإيمان، والتمسك بتعاليم الإسلام.
• إشاعة الألفة والمحبة بين الناس تجعل المجتمع بأكمله كالبنيان الواحد، وتجعله قاراً على مواجهة الصعوبات والأزمات.
• تقوية الروابط الأسرية، وبناء العلاقات على أساس من الود والتراحم بين أفراد الأسرة الواحدة مما ينعكس بالإيجاب على تطور وتقدم المجتمع.
• إيجاد مجتمع سليم مبني على أسس أخلاقية وإنسانية تساعد على الدعوة إلى السلام العالمي.
• مساعدة الأفراد على الإنتماء لمجتمعهم، والشعور بأنهم جزء لا يتجزأ من كيان المجتمع.
• الحفاظ على قوة المجتمع، وحمايته من الضعف والتفكك.
• تحقيق المنافع والمصالح لأفراد المجتمع، ودفع الضرر عنهم.
• محبة الفرد لأخيه هي السبيل الوحيد لمواجهة الأعداء ومحاربتهم، والسيطرة عليهم.
• المحبة والتراحم من أفضل القيم التي تنمي الشعور بحاجة الآخرين، والرغبة في مساعدتهم، وبالتالي القضاء على الفقر في المجتمع.
• التراحم يساعد على بناء الأسرة، والتي تعتبر النواة الأولى لبناء المجتمع.
• المحبة تساعد على التخلص من بعض الأخلاق الغير حميدة مثل الأنانية وحب الذات.
• التراحم يقتضي مصالح الناس وتحقيق النفع العام لهم، حيث قال تعالى في سورة يونس: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

مظاهر التراحم بين الناس

• قيام الوالدين بالعطف على الأبناء، وتوفير الراحة النفسية لهم، بالإضافة إلى حمايتهم من الضلال والإنحراف.
• مساعدة المحتاجين، والتعاون مع الآخرين في جميع المناسبات السعيدة والحزينة.
• إعطاء ذوي الإحتياجات الخاصة جميع حقوقهم، ومساعدتهم على الحياة الكريمة.
• التعامل مع الناس بمحبة وتراحم دون التمييز بينهم على أساس اللون أو الجنس.
• رحمة كبار السن، وإعطائهم الإهتمام المناسب لأعمارهم، ومراعاة إحتياجاتهم الجسدية.
• مساعدة الأيتام، حيث قال تعالى في سورة النساء: (وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا).
• مساعدة المرضى، والطلاب الغير قادرين على الدراسة، ومنقطعي السبيل، وأبناء الشوارع، وتوفير مطالبهم الأساسية.
قضاء حوائج الناس، وتفريج كروبهم، فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال (إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله) رواه الطبراني.
• الوقوف بجانب المظلوم، ومساعدته على أخذ حقوقه، حيث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (من مشى مع مظلوم، حتى يثبت له حقه ثبّت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام» رواه الأصبهاني.

مظاهر المحبة بين الناس

• ترابط الأفكار وتشابهها، والإتفاق على نفس الآراء تجاه الأمور المشتركة.
• وضع المحبوب في المرتبة الأولى، والرغبة في قضاء جميع الأوقات معه.
• التضحية من أجل الطرف الآخر، والوفاء بكافة الوعود معه.
• الإلتزام بالصدق مع الشخص الآخر، والإهتمام به، والشعور بالأمان وصفاء النفس أثناء مجالسته.

أضف تعليق

error: