أهداف استخدام الحاسوب في التعليم

أهداف استخدام الحاسوب في التعليم

كُلنا نعلم أن جهاز الكمبيوتر (الحاسب الآلي – الحاسوب – Computer) بدأ يغزو العديدَ من مجالات الحياة مع بداية القرن الحادي والعشرين، ويُعدُّ التعليمُ من أهم المجالات التي دخلتها تقنيةُ الكمبيوتر وتوغلت فيها، فقد استفاد كافة أطراف العملية التعليمية من الكمبيوتر، سواء الطالب أو المُعلم أو أولياء الأمور أو الجامعة وصولاً للدولة.

حيثُ ساهم الحاسوب في تخفيف عبء العملية التعليمية عن كل الأطراف، وذلك لاحتوائه علي مساحة تخزينية جبارة، تستطيع تخزين مئات الأبحاث والدروس والمقالات العلمية والطبية بالصوت والصورة، مما يُساهم في تحسين جودة العملية التعليمية، وإنشاء أجيال جديدة تعتمد علي الفهم والإدراك دون الحفظ والتلقين، وتختلفُ أسعارُ أجهزة الكمبيوتر لتناسبَ كلَّ فئات المجتمع مما يتيح لجميع الفئات الوصولَ لمصادر المعلومات الموثوقة بكل أريحية وسهولة.

مميزات الحاسوب بالنسبة للطالب

الطالب هو أكثر من استفاد من وجود الكمبيوتر في العملية التعليمية، فمن خِلاله، يستطيع الطالب البحث عن مصادر المعلومات الموثوقة والاقتباس منها باطمئنان، ويستطيع تنزيلَ الكتب القَيِّمة بطريقةٍ مجانيةٍ دون الحاجة للذهاب والسفر للحصول علي الكتب ودفع الأموال الطائلة، ويستطيع رؤيةَ مقاطعَ مرئيةٍ وصوتيةٍ تُسهل له من عملية استيعاب المعلومة، دون الحاجة إلي حشو المعلومات والحفظ دون الفهم.

فمن خلال الحاسوب يستطيع البحثَ عن  كل التفاصيل، فمن خلال نقرة واحدة ومن خلال محرك البحث “جوجل”، يستطيع البحثَ عن آلاف المقالات العلمية كي يستفيدَ منها، وينهلَ من بحر العلم كما يشاء، كما تم استحداث منظومة تعليمية تُسمي “التعليم عن بُعد”، فمنها يستطيع الطالبُ المذاكرةَ عن بعد من خلال الكمبيوتر دون الحاجة إلى بذل مجهودٍ بدنيٍّ للذهاب إلي المدرسة.

كما أنَّهُ يستطيع عقدَ الامتحانات النهائية من خلال الكمبيوتر أيضًا، ففي المرحلة الابتدائية، يتعلم الطالب أساسيات التعامل مع الكمبيوتر وكيفية فتح وغلق الكمبيوتر، والتعرف علي أسماء برامجه، حتي تأتيَ المرحلة الجامعية، يكون ملزَمًا بالتعامل باحترافية مع الكمبيوتر وخاصة برامج الأوفيس (Microsoft Office)، والتي سوف تساعدُه في عمل الأبحاث وعمل الواجبات الجامعية كما ينبغي.

ولقد أثبتت الدراسات أن الطالبَ الذي يستخدمُ الكمبيوتر والتقنيات الحديثة في التعليم يكون أكثر قدرةً علي الفهم واستيعاب المادة العلمية داخل عقله، مما يساعده في المستقبل على أن يكونَ عنصرًا مبدعًا في مجاله ومفيدًا للمجتمع.

مميزات الحاسوب بالنسبة للمُعلِّم

استفاد المُعلم كثيرًا من وجود جهاز الكمبيوتر، فعندما يذهب إلي المدرسة، وبدلاً من استخدام السبورة القديمة وأقلام الكتابة التي تُسبب حساسية جلدية، وبدلاً من بذل مجهود بدني كبير في الكتابة.

بدلاً من هذا كله، ومن خلال الكمبيوتر والشاشة الذكية (Smart Board)، يستطيع عرض المواضيع التعليمية والمقاطع المرئية، واستلام حل الواجبات من الطلاب، مما سيوفر عليه مجهودًا بدنيًّا كبيرًا مثل حمل الكتب وتصحيح الأوراق باليد، وسوف يساهم في جعل المعلم يبذل أقصي مجهود له في العملية التعليمية.

مميزات الحاسوب بالنسبة لأولياء الأمور

بالتأكيد، جهاز الكمبيوتر يساعد أولياء الأمور، فبدلاً من شراء عشرات الكتب والكراسات لأبنائهم كل عام بالإضافة للأقلام والأحبار لكل ولد من أبنائهم، يستطيعون شراءَ جهاز كمبيوتر واحد لكل أبنائهم وتوفير ثمن تلك الكرّاسات والكتب والأقلام، بل ويستطيعون متابعة المستوي التعليمي لأبنائهم من خلال جهاز الكمبيوتر.

فالمدارس والجامعات تجعل لكل طالب من طلابها ملف منفصل يحتوي علي نتائج اختباراته، ويُتيح لولي الأمر التواصل مع المُعلم حول مستوى الطالب ومناقشة العوائق التي تمنعه من التفوق التعليمي، والحرص علي مساعدة الطالب في التَغلب عليها لضمان تفوقه.

مميزات الحاسوب بالنسبة للمدارس والجامعات

ومن خلال الكمبيوتر، تستطيع المدارس والجامعات توفير ثمن الكتب التي تتم طباعتُها كل عام بمبالغ طائلة، فمنها من يضيع، ومنها من يتم طباعته بجودة رديئة وخط سيِّئ، يستطيعون استبدال كل ذلك بتحويل المادة التعليمية إلي ملف إلكتروني علي جهاز الحاسوب يستطيع الطالب الوصول إليه بكل سهولة وفي كل الأوقات.

فكلما اعتمدت الجامعات علي التقنيات الحديثة والكمبيوتر، كلما زاد تقدمُ تصنيفِها، وساهمت في زيادة جودة المحتوى العلمي.

مميزات الحاسوب بالنسبة للدولة

تستطيع الدولة مراقبةَ سير العملية التعليمية بكل سهولة من خلال جهاز الحاسوب، فيوجد إحصائيات لعدد الطلاب الموجودين في كل المراحل التعليمية وتوزيع الطلاب في أماكن الدولة المختلفة، ومراقبة الحالة المادية للمُعلم، ووجود إحصائيات لعدد المدارس والجامعات.

ومن هذا كله، تستطيع الدولة تحديد عوامل النقص في العملية التعليمية، فتستطيع إنشاء مدارس جديدة وجامعات جديدة في المناطق التي تواجه ندرةً في عدد المدارس والجامعات، ويستطيعون تحديد الدخل المناسب للمعلم، مما سوف يساهم في زيادة راتبه ومن ثم زيادة عطائه.

عيوب الحاسوب في العملية التعليمية

بالرغم من الفوائد الهائلة للكمبيوتر في العملية التعليمية، إلا أنه يوجد به العديد من العيوب التي قد يُساء استخدامُها، فالكمبيوتر أصاب الطلاب بالكسل والخمول الشديد، فأصبحوا يحبون الجلوسَ في المنزل دون الذهاب للجامعات، وأصبحوا يحبون التعليمَ عن بُعد، وهذا قد يساهم في تقليل جودة التجارب العملية، فيجب علي الطلاب الذهابُ إلي المدارس والجامعات والمشاركة العملية بأيديهم في التجارب العملية وعدم الاكتفاء بالنظر فقط، وهذا ما لا يوفره الحاسوب.

كما أنه قد تحدث مشاكل تقنية أثناء استخدام الحاسوب تعوق العملية التعليمية، فأثناء عقد الامتحانات علي الإنترنت، قد يحدث انقطاعٌ مفاجئٌ في شبكة الإنترنت مما يُعرض الطالبَ للرسوب في الامتحان الإلكتروني، وهناك عيبٌ آخر، استبدال الورقة والقلم بلوحة المفاتيح يساهم في تقليل مهارة الكتابة لدى الطلاب، فأصبحوا يعتمدون علي التصحيح الإلكتروني للأخطاء دون استخدام عقلهم وهذا أمر سلبي.

كما أنَّ استخدامَ الحاسوب والتقنية الإلكترونية سيساهم في زيادة معدلات الغش بين الطلاب أثناء الامتحانات، وهناك بعض الطلاب والمدارس الذين لا تتوافر لديهم الإمكانات المادية للحصول علي الكمبيوتر واستخدام تقنية التعليم عن بعد، فيستخدمون وسائلَ التعليم التقليدية.

التعليم والكمبيوتر في زمن الأوبئة

في ظل الظروف الحالية ووباء كورونا العالمي، يظهر لنا أنَّ الكمبيوترَ ميزةٌ كبيرةٌ، فهو يُتيح للطلاب والمعلمين ميزة التعليم عن بعد وعقد الامتحانات عن بعد دون الحاجة للذهاب للمدارس والجامعات والتعرض لخطر الإصابة بالأمراض.

وهذا حلَّ مشكلةً كبيرةً جدًّا كانت من الممكن أن تكونَ عبئًا كبيرًا في حالة عدم وجود جهاز الكمبيوتر.

المراجِع: TheasianschoolUkessaysItstillworks

أضف تعليق

error: