أنت و”العيال”.. في رمضان!

أنت و"العيال".. في رمضان!

هل تتذكرين آخر رمضان قضيته مع أسرتك قبل أن تتزوجي وترزقي بأطفال يملئون عليك حياتك.. هل تذكرين كيف كان؟! حيث كنت تشعرين بخفة في الحركة، وتخفف من المسئولية فاليوم تصلي بهذا المسجد، وغدا تصلي مع صديقاتك في مسجد آخر.. تشاركين في إعداد طعام الإفطار ومسئولية المنزل دون أن تحمل مسئولية النتائج.. ففي كل الأحوال هناك الأم التي تحمل على عاتقها كل شيء وفي رضا وسعادة.

جاء دورك الآن لتتحملي هذا العبء أيضا بكل رضا وسعادة؛ فقد أصبحت زوجة وأم وربة منزل وربما تعملين أيضا.. هدفنا في السطور التالية هو التركيز على كيفية استغلال كونك “أما” كي تزيدي من عبادتك في رمضان، فقد تكون لديك الفرصة لتضاعفي من أجرك؛ فبدلاً من ممارسة العبادات لك وحدك فإنك ستقومين بتعليم وترشيد صغارك الذين يقلدونك في كل شيء، وهكذا يزيد أجرك ويتضاعف.

وإليك بعض النصائح التي قد تسهل عليك هذا الأمر..

في البداية..

  • من المهم أن تعرفي أنك تقومين بالنقش داخل أدمغة أطفالك، وأنك ترسخين داخلهم كل المشاعر والتعليمات والنصائح التي توجهيهم لها بقصد أو دون قصد من خلال مراقبتهم إياك، لذا أحسنى التصرف إلى أقصى حد.
  • عبري بصوت عال ومحبب بكل ما تقومين به؛ كأن تشرحي لهم ماذا تفعلين الآن.. سأصلي لأن الصلاة تعني كذا وكذا.. سنقرأ القرآن لأن القرآن هو كلام الله، وهكذا.
  • لا تهملي غذاء أطفالك في رمضان، ولا تبالغي فيه فتنفقي فيه كثير من الوقت.. فقط وفري لهم من وجبة السحور كي تفطريهم منها، وحضري لهم بعض الأشياء البسيطة ليأكلوها حتي يحين وقت الإفطار.
  • لا تنساقي وراء الوجبات الترفيهية والدرامية التي يعرضها التلفاز بكثافة خلال الشهر الفضيل، وأخبري أطفالك أن هذا يتعارض مع الغرض من الشهر الكريم، ومن الممكن أن تختاري لهم وسيلة تسلية مفيدة أخرى تعرفين أنهم يحبونها.
  • إذا شعرت بضيق الوقت لا تتخلصي من أطفالك بدفعهم لمشاهدة التلفاز، لأن ذلك يضر أكثر مما ينفع.. اجعلي الأولوية في وقتك لأولادك وأشركيهم فيما تقومين به.

بالمناسبة.. هنا تجد: رمضان.. العيد.. المدارس.. دليلك الاقتصادي للمواسم المتزامنة

ارسمي “رمضان” بذاكرتهم

  • يجب أن يشعر أطفالك بالبهجة والفرحة الخاصة بالشهر الكريم، وقد يلمحوا ذلك على سبيل المثال من تزيينك للبيت واختيار مكان مفضل لوضع “الفانوس”، ودعواك الدائمة “اللهم بلغنا رمضان”.
  • اجعلي أطفالك يستشعرون عظمة رمضان من خلال ما تقومين به من عبادات، كقيامك بالتهليل والتكبير والتسبيح بصوت عال، مع الإكثار من سماع القرآن ليسمعه أولادك معك.
  • حدثي أولادك —أثناء قيامك بالعمل داخل المنزل— بما قد يفهمونه عن معنى الصوم ومعنى شهر رمضان،  وأبواب الجنة المفتوحة، ورضا الله علينا وحبه لنا عندما نصوم.
  • أشعريهم بفرحة الإفطار وأهمية الدعاء قبل وأثناء الإفطار، أدعي بصوت عال ليعرفوا أن هذا وقت الدعاء وأنه وقت إجابة.
  • علمي طفلك معنى الجود والكرم  في رمضان، وأن يدخر من مصروفه لذلك، وخذيه ليعطي المحتاجين بنفسه، حتى يشعر بما فعله وحتى تغمره السعادة، على أن تشرحي له لماذا نعطي، وما فائدة ذلك.

وهنا تقرأ: 5 أفكار رمضانية لاستغلال الشهر الفضيل بشكل أمثل

غرس القيم

  • اتصلي بكل أقاربك بحيث يكون أطفالك بجوارك، وكل مرة أطلبي منهم أن يقولوا ” كل سنة وحضرتك طيب” لكل شخص تهنئيه بالشهر.
  • في أول يوم من رمضان ارسلي طفلك بطبق خضار أو أي صنف مما أعددته للإفطار إلى جيرانك، وأكدي عليه أن يقول لهم “كل عام وأنتم بخير”، وبهذا تضربين عصفورين بحجر فقد علمتيه كيف يعطي ويهتم بجيرانه ووفرت على نفسك جزء من الوقت لتستفيدي منه في شيء آخر.
  • الأطفال يستطيعون حفظ القرآن في أي وقت خاصة في الصغر؛ فلماذا لا تنتهزي فرصة الشهر الكريم وتقومي بتحفيظهم وتحفظي معهم ما تيسر من القرآن الكريم.
  • من المهم المداومة على العبادات والقيم التي تريدين تعويد صغارك عليها كالصلاة في وقتها، وقراءة القرآن والأذكار والصلاة في المسجد، وكذلك الأخلاق والسلوكيات مثل العفو والتسامح وعدم التشاجر أو التلفظ بألفاظ سيئة.
  • أوجدي وقتا للعبادة المشتركة (قراءة القرآن — سماع درس لشيخ مفضل) لكل الأسرة الأب والأم والأولاد حتى يشعر الأطفال بالحميمية والقرب من والديهم ومن الله في نفس الوقت.
  • جهزي كل يوم قبل الإفطار طبق أو كيس تمر وأعطه لطفلك ليذهب مع والده لتوزيعه في المسجد، ليتعلم بذلك كيفية كسب الثواب.
  • لا تكتفي باصطحاب صغارك إلى التسوق، بل اصحبيهم معك إلى زيارة مريض، أو قريب أو جار واخبريهم عن عظيم الأجر في ذلك، وأن يحتسبوا الأجر فيها.

هذه أيضًا: ١٠ أفكار صدقات يومية في شهر رمضان.. تكلفة بسيطة وأجور عظيمة

توفيرا للوقت

  • رمضان فرصة عظيمة لتحبيب الأطفال في المسجد، خذيهم ومعك والدهم إن أمكن ذلك لصلاة التروايح. وفي حال تعذر ذلك:
  • قومي أنت وجيرانك ممن تعرفيهم جيدا بتبادل الأدوار مع الصغار، بحيث يتجمع الأطفال يوميًا في منزل إحداكن لترعاهم، وتتمكن باقي الأمهات من الذهاب لصلاة التروايح في المسجد القريب حتى لا تغيب عن الأطفال، فربما يحدث شيء يستدعي حضورها الفوري.
  • لا تنسي أثناء تسليمك أطفالك لإحدى الأمهات أن تمديها بالألعاب والغذاء الذي يفضله الأبناء حتى لا يزعجوها كثيرا.
  • لا مانع من أن تتفقي مع صديقاتك على الذهاب إلى المسجد للصلاة مصطحبين الأطفال، على أن يكون بالمسجد مساحة خاصة للأطفال أو مساحة خضراء حوله — وهناك تتبادلون الأدوار، فمثلا ستجلس إحدى الأمهات بالأطفال جميعا في حال تصلي الباقيات، وفي الركعتين التاليتين تجلس أخرى لرعاية الأطفال وتصلي الأولى وهكذا بحيث يتمتع الجميع بصلاة الجماعة في المسجد وباقي الركعات تصلى فرادى أو مع بعضكن البعض، وهكذا سيتمتع الأطفال كثيرا ولا تشعر الأمهات بالقلق عليهم لأنها تعلم أنهم بجوارها.

بالنسبة للأم الجالسة مع الأطفال في المنزل فهناك طرق كثيرة للاستفادة من هذا الحشد من الأطفال بلعب لعبة خاصة بالقيم مثلا ولنسميها “لعبة القيم” وتهتم في كل مرة بزرع قيمة معينة في الأطفال، أو أن تعلمهم شيء جديد خاص بالعبادات..

  • كأن نتجمع في دائرة ونقرأ القرآن.
  • أو نحكي قصة من قصص الأنبياء ونستعين بالصور الجذابة في ذلك.
  • كأن نقوم بتلوين بعض الصور التي تحث على مساعدة الضعيف، أو اللطف بالصغير، أو مراعاة الحيوانات. أو زيارة الجيران.
  • من الممكن أن نعلمهم صلاة التروايح، بأن نجهز لكل منهم مصحف صغير، ونجعلهم يقفون في صف واحد وتقف الأم وتصلي بهم، ولا تطيل عليهم، ثم تشرح لهم أهمية ما فعلوه وجزاء ذلك عند الله ﷻ.

بقلم: ليلى حلاوة

أضف تعليق

error: