ما هي أسباب وعلاج مرض هشاشة العظام

صورة , الهيكل العظمي , هشاشة العظام
هشاشة العظام

ما هو الهيكل العظمي، وما تكوينه؟

وعن هشاشة العظام وتكوين الهيكل العظمي: قال “د. أحمد قمحاوي” يتكون جسم الإنسان من 200 عظمة تقريبًا، يُكوّنون مُجتمعين الهيكل العظمي الكامل لجسم الإنسان. ويعتبر الهيكل العظمي المسئول عن قدرة الإنسان على الحركة، والمساعد الرئيسي للعضلات في القيام بالأنشطة اليومية المعتادة كالمشي والجري… إلخ، كما يُعد الهيكل العظمي المسئول الأول عن الحفاظ على شكل الإنسان المستقيم القائم.

ما المقصود بهشاشة العظام؟
الهشاشة هي حدوث ترقق وضعف في الهيكل والنظام الداخلي للعظمة، بحيث تصبح إطار خارجي دائري فقط وتفقد كثافتها، وبهذا التعريف تصبح الهشاشة مختلفة كليًا عن نقص الكالسيوم في العظام.

ما هو تأثير هشاشة العظام، وما أسبابها؟

وتابع “د. قمحاوي” حال حدوث هشاشة العظام تؤدي إلى تشوهات بالعظم. وأسبابها متعددة ومنها:
الأسباب الطبيعية: حيث تحدث الهشاشة مع تقدم العمر، وعند النساء تبدأ من إنقطاع الطمث، أيضًا أصحاب البنية الجسمانية الضعيفة مُعرضين للإصابة بهشاشة العظام.
الأسباب غير الطبيعية: مثل بعض الأدوية المضطريين لإستخدامها للحالات صاحبة الأمراض المناعية مثل الكورتيزون والعلاجات الكيماوية والإشعاعية، والتدخين، ونقص فيتامين د والكالسيوم، عدم ممارسة أي نشاط رياضي.

يعتقد الغالبية من الناس أن هشاشة العظام تبدأ من بعد عمر الستين، وهذا إعتقاد خاطيء، حيث أن مرض الهشاشة من الممكن أن يصيب الفرد من سن الخامسة والثلاثين، بل وقد يبدأ من الطفولة حال عدم الإهتمام بالتغذية الصحية للطفل.

ما الفرق بين كتلة العظم وهشاشة العظام؟

كتلة العظام وكثافتها هي الدليل الملموس على الإصابة بمرض هشاشة العظام، ففي حالة إنخفاض كتلة العظام وكثافتها يعني هذا الإصابة بالهشاشة. أما نقص المعادن والكالسيوم في العظام فهو مرض آخر له طرق علاجية أخرى.

ليس كل ضعف يعتبر هشاشة، خاصة الضعف الناتج عن الكسر. لكن يعتبر مرض هشاشة العظام مرض صامت، ويعتبر أول عَرض له حدوث كسر.

أثبتت العديد من الدراسات أن مرض الهشاشة مرض جيني وراثي قد ينتقل بين أفراد العائلة صاحبة التاريخ المرضي مع مرض الهشاشة.

في الغالب كل إنسان مُعرض للإصابة بالهشاشة في أي مرحلة من مراحل العمر، خاصة أولئك الذين لا يتجهون للفحص الطبي للعظام بعد سن الستين، فهؤلاء قد يصابون بمرض الهشاشة بدرجاته المختلفة.

يوجد جهاز طبي يقيس درجات هشاشة العظام ويعطي نتائج محددة وواضحة جدًا، إلا أنه لا يُستخدم عشوائيًا أو لكل الحالات المرضية للعظام، فتُعطى الأولوية للأشخاص الذين يتوافر عندهم سبب أو أكثر من أسباب الإصابة.

أثبتت الدراسات ذلك، وفي سن أصغر من الرجال، حيث أن حال إنقطاع الطمث يحدث نقص في هرمون الإثروجين، وهو الهرمون المسئول عن كثافة وكتلة وتوازن العظام. كما يُصاب الرجال أيضًا حال نقص هرمون التثيورون، وعادة يحدث ذلك النقص في مراحل متأخرة من العمر. لذلك السيدات أكثر عُرضة وفي سن أصغر للإصابة بالمرض.

ما الخطورة في الإصابة بالهشاشة؟

تتمثل خطورة المرض في كونه مرض صامت، ولا تُحدد الإصابة به إلا بعد وقوع كسر. تكمن خطورة هذا الكسر في أنه إما أن يكون في العمود الفقري أو في مفصل الحوض. والإصابة بكسر في مفصل الحوض خاصة لمن هم فوق الستين مقدمة لوفاة المصاب في خلال عام من وقوع الكسر على الأرجح. وتكمن خطورة الهشاشة الكسور الناتجة عنه في العبء المادي حيث يحتاج المصابون إلى رعاية طويلة الأجل ومُكلفة مادية.

درجات مرض هشاشة العظام

أردف “د. قمحاوي” طبقًا لأجهزة القياس لا تُقسم الهشاشة لمستويات أو درجات، ولكن حال الفحص يوجد مؤشر يُطلق عليه الـ (T) فإذا كان المؤشر أكثر من (- 2.5) تعتبر الحالة مصابة بالهشاشة، وإذا كان أقل من ذلك تعتبر الحالة مصابة بالليونة والنقص في كثافة العظام وهي بدايات الهشاشة، وكل مرحلة من هذه المراحل لها برنامج علاجي خاص. وبجانب درجة مؤشر القياس، تُعد منطقة الإصابة في الجسم كفقرات الظهر أو الساعدين أو مفصل الحوض من مُحددات البرنامج العلاجي.

لا يمكن القول بأن كل آلام أسفل الضهر دليل على الهشاشة، فقد تكون هذه الآلام ميكانيكية ناتجة عن وضع خاطيء للجسم أو الوزن الزائد أو حمل أوزان ثقيلة أو نقص للكالسيوم وفيتامين د أو وجود إنزلاق غضروفي، وبالتالي ليست كل آلام أسفل الظهر عَرض لمرض هشاشة العظام أو دليل عليه.

ما هي الأدوية التي تسبب هشاشة العظام؟

الكورتيزون، والعلاج الكيميائي والإشعاعي من المسببات للهشاشة، لذلك يُنصح المرضى المعالجون بهذه الأدوية بمتابعة أطباء الروماتيزم والغدد الصماء لقياس الهشاشة.

يوجد العديد من الأنواع الدوائية المسببة للهشاشة، غير أن مرض السكري وأمراض الكبد في حد ذاته أحد أسباب ترقيق وتقليل كثافة العظام وبالتالي الإصابة بالهشاشة.

كيف يكون العلاج حال الكشف المبكر عن وجود الهشاشة في مراحلها الأولية؟
أوضح “د. قمحاوي” ليس شرطًا أن يكون البرنامج العلاجي معتمد على الأدوية، ففي حالات الدرجات البسيطة من هشاشة العظام يكون البرنامج العلاجي هو التعرض للشمس وممارسة تمارين رياضية تناسب الحالة الصحية من حيث الأمراض الأخرى خاصة أمراض القلب ولا تتعارض معها.

أما من ناحية العلاج الدوائي للهشاشة فهو يقسم إلى صنفين حسب التأثير:
الصنف الأول يقلل معدل فقدان العظم والحفاظ على كثافته، والصنف الثاني وهي الأدوية المنوط بها استعادة بناء العظام. وقد يكون الشكل الدوائي أقراص تُأخذ عن طريق الفم أو حقن من خلال الوريد أو تحت الجلد. ويحدد الأصناف الدوائية الطبيب المعالج تبعًا لظروف كل حالة على حدة، بجانب النصائح الغذائية والصحية المرتبطة باستعادة قوة العظام كشرب الحليب والإبتعاد عن التدخين والكحوليات وتناول الأغذية الصحية الكفيلة بتوفير العناصر الغذائية التي يحتاج لها الجسم. فالعظام ليست كالسيوم فقط، بل هي نسيج حي يحتوي أيضًا على البروتين والفيتامينات وغيرها من العناصر.

هل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة تساهم في الإصابة بهشاشة العظام؟
تعمل المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والقهوة والشاي على منع ترسيب الكالسيوم في الجسم، فهي تعمل على إدرار البول بكميات كبيرة مما يمنع إمتصاص الكالسيوم. وينطبق منع إمتصاص الكالسيوم أيضًا على الأشخاص الذين يعانون من نقص كبير في فيتامين د، حيث أنه يساعد على ترسيب وإمتصاص الكالسيوم، وقلته أو ضعفه بالجسم يُسهم في عدم الترسيب للكالسيوم والعُرضة للإصابة بمرض الهشاشة.

الأطعمة والممارسات التي تساعد على منع الإصابة بمرض هشاشة العظام:
الحليب ومشتقاته غنية بالكالسيوم وبعض فيتامين د.
الأسماك وبخاصة سمك السردين لسهولة تناوله بالهيكل العظمي الخاص به.
التعرض للشمس فترات كافية، ويُقصد بالشمس هنا الشمس الغير حارقة وفي غير أوقات درجات الحرارة المرتفعة كشمس الصباح الخفيفة.
ومن الممكن أن نضيف إلى جانب هذه الأطعمة أنواع من الأدوية الغنية بفيتامين د، ومنها ما يُتناول أسبوعيًا أو شهريًا، بشرط أن يتم ذلك تحت إشراف طبيب متخصص.

هل الإستفادة من الكالسيوم الموجود بالحليب تتوقف بعد عمر 18 عام؟
هذا الكلام غير صحيح، من المعلوم أن التكوين الجسماني وبنية الهيكل العظمي تبدأ من الصغر، فكلما كانت التغذية سليمة وصحية، ووجود مخزون مناسب من العناصر كالكالسيوم يساعد في قوة البنيان، إلا أن جسم الإنسان دائمًا في حالة تجدد وإستفادة من العناصر الغذائية حتى بعد توقف النمو.

ما دور الأم في التأسيس لصحة عظام طفلها؟

الواجب على كل أم أن تعرف أن التغذية الصحية والمتوازنة للطفل منذ اليوم الأول شيء ضروري ومهم، ففي مرحلة الرضاعة لا يحتوي حليب الأم على فيتامين د، لذلك ينصح الأطباء دائمًا بأنواع من الأدوية المناسبة للرضع والتي تحتوي على فيتامين د لتحسين صحة بنيان الهيكل العظمي وتقويته.
وعند بلوغ سن المشي يجب على الأم حث الابن على اللعب والإشتراك في الأنشطة الحركية حيث يساعد ذلك على تقوية العظام.
التعرض للشمس مهم جدًا للأطفال، فبعض الأمهات يخافن على أطفالهن من التعرض للشمس وتجعل كل لعبه وممارساته الرياضية داخل أماكن مغلقة وهذا ضار وغير صحي لصحة وقوة البنيان العظمي للطفل.
التنوع الغذائي الصحي للحصول على كافة العناصر الغذائية المفيدة للجسم مثل الكالسيوم والبروتينات والفيتامينات…. إلخ يساعد على تقوية العظام، فالعظام ليست كالسيوم فقط بل هي نسيج حي يحتاج في بنيانه لكل العناصر الغذائية.
علاج الأمراض التي يُسبب الإصابة بها الإصابة بمرض هشاشة العظام، مثل مرض حساسية القمح والذي من أعراضه الإسهال المتواصل عند الطفل، حيث أن هذه الحساسية تسبب إلتهابات بالأمعاء الأمر الذي ينتج عنه تقليل إمتصاص العناصر الغذائية ومنها الكالسيوم وفيتامين د وبالتالي التعرض للإصابة بهشاشة العظام.

كيف لكبار السن تفادي الإصابة بالهشاشة؟

ممارسة التمارين الحركية للكبار كالمشي مهمة لتفادي الإصابة بشرط ألا تكون ذات تأثير سلبي على الجسم كله خاصة في حالة المصابين بأمراض قلبية. التعرض للشمس الصباحية الصحية مفيد جدًا لكبار السن ويُقلل نسب الإصابة. استشارة أطباء الروماتيزم لقياس درجة الهشاشة حال العلاج بأدوية الكورتيزون أو العلاجات الكيميائية والإشعاعية.
علاج أصل الأمراض المسببة للهشاشة يقلل من فرصة الإصابة به، مثل الأمراض المناعية ومنها الروماتيود والذئبة الحمراء، فعلاج أصل هذه الأمراض يجنب كبار السن فرص الإصابة بالهشاشة.

هل الحصول على الكالسيوم وفيتامين د من خلال المستحضرات الدوائية مفيد؟
لابد أن يتم الأمر تحت إشراف طبيب مختص، فالبعض يتناول هذه الأدوية بكميات كبيرة نوعًا ما مُعتقدًا أن هذا مفيد، إلا أنه في الحقيقة قد يكون له تأثير سلبي. فيتامين د هو عبارة عن فيتامين دهني، ومعنى هذا أنه يترسب في جسم الإنسان، لذا يجب أن يتم الأمر تحت إشراف طبيب مختص والمتابعة بالتحاليل الدورية كل ثلاث أو ستة أشهر، لأن الزيادة للفيتامين في الجسم تؤدي إلى مشكلات أخرى. أما الكالسيوم لا ينطبق عليه هذا الكلام نظرًا لأن الزائد عن حاجة الجسم منه يتم تصريفه عن طريق البول أو بشكل آخر.
من هنا كان إشراف الطبيب خاصة مع الفيتامينات الدهنية أمر جاد وخطير ومهم، والإلتزام بتعليماته ضروري وواجب.

هل آلام الفقرات وإلتهاب أوتار اليد والإجهاض سبب في الإصابة بالهشاشة؟
بصورة عامة وجود أوجاع وآلام في الظهر يقلل من حركة المريض وعدم ممارسة الرياضة وبالتالي فهو عُرضة للإصابة بمرض الهشاشة، أما إلتهاب الأوتار لا يمكن أن يكون سبب مباشر لهشاشة العظام، فهو يحدث نتيجة الإستخدام الزائد للطرف أو نتيجة لإصابة ما باليد وله طرق علاجية مختلفة. والإجهاض ليس سببًا مباشرًا أيضًا، ولكن يمكن أن نعتبر الحمل والرضاعة سبب للتعرض للإصابة بالهشاشة، نظرًا لأنهما يؤثران في إنتقال كميات كبيرة من الكالسيوم والمعادن من جسم الأم إلى الجنين والطفل، مما يجعلها تتعرض لنقص في كثافة العظام وكتلتها، لذا وجب تعويضها بالأغذية والمكملات الدوائية.

ما النصائح الواجب إتباعها للمحافظة على العظام؟

الإهتمام بالتغذية منذ اليوم الأول للطفل وحتى آخر العمر، بحيث تكون تغذية متوازنة وصحية والإبتعاد عن الوجبات السريعة والمياة الغازية نهائيًا.
ممارسة الرياضة للفئات العمرية كلها، كلٌ حسب الحالة الصحية وما يناسبها وبخاصة لكبار السن.
علاج الأمراض المناعية، لأنها تُؤثر بالتبعية على العظام لأنها تمنع إمتصاص العناصر الغذائية والمعادن المطلوبة.
علاج أمراض الكلى والكبد، لأنها تساعد على فقد كميات كبيرة من الكالسيوم مع البول، وبالتالي تؤدي إلى الهشاشة المبكرة.
تجنب التدخين والكحوليات.

أضف تعليق

error: