أسباب وطرق علاج مرض السكري

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , مرض السكري , نسبة السكر
مرض السكري

ما المقصود بمصطلح “ما قبل مرض السكر” الذي يظهر في تحاليل الدم؟

قال “د. خالد الحديدي” أستاذ السكر والغدد الصماء بكلية الطب جامعة بني سويف وعضو اللجنة القومية للسكر. تظهر الإصابة بمرض السكري في تحاليل الدم في صورة أرقام لها دلالات صحية، وهذه التحاليل تتم في ثلاثة صور أساسية هي:

تحليل السكر العشوائي (التراكمي): وأهم الأرقام هنا هما رقمي 5.7 و6.5، فأي تحليل يُعطي أرقام تحت 5.7 يثبت أن الشخص طبيعي
ومعافى تماماً من المرض، وأي تحليل يُعطي أرقام أكبر من 6.5 يثبت الإصابة بمرض السكري، وأي تحليل يُعطي أرقام بين هذين الرقمين يشير إلى أن الحالة المرضية في مرحلة ما قبل الإصابة، أي أنها على وشك الإصابة وهو ما يتبعه ضرورة اتخاذ الاحتياطات الطبية الكافية للوقاية من مرض السكري.

تحليل السكر في وضع الصيام لمدة 8 ساعات: فإذا أشرت نتائج التحاليل إلى أقل من الرقم 100 فهذا دليل على أنه شخص طبيعي، أما إذا أشارت إلى أرقام أكبر من 126 فهي دلالة على أنه مريض سكر، أما إذا أشار التحليل إلى أرقام بين 100 و126 فتعتبر الحالة على وشك الإصابة الكاملة بالسكري، أي أنها في مرحلة ما قبل مرض السكر.

تحليل السكر عقب تناول الطعام بساعتين: فالرقمين الأساسيين هنا هما 140 و200، حيث إن الأرقام فوق الـ 200 يشير إلى أن الإنسان مريض سكر، وتحت الـ 140 إنسان طبيعي، وما بينهما مؤشر على دخول الإنسان مرحلة ما قبل الإصابة.

وأضاف “د. الحديدي” قائلاً: وتأتي أهمية الإشارة إلى دخول مرحلة ما قبل السكر في أنها مؤشر على ضرورة اتباع الاشتراطات الصحية والطبية لتفادي الإصابة الحقيقية بالمرض، لأنه كلما اقترب رقم التحليل من الحد الفاصل للإصابة بالسكر تزيد احتمالية الإصابة، فمع التحليل التراكمي – مثلاً – إذا ما أشار التحليل إلى رقم ما بين 5.7 و6 فإن فرص الإصابة بالسكر تزيد بنسبة 25%، أما إذا أشار التحليل إلى الرقم 6 وما بعده فإن فرصة الإصابة تزيد بمعدل 50%، وهذا دليل على ضرورة الانتباه وتوخي الحذر لتفادي الإصابة.

متى يتوجب تحليل السكر للتعرف على المرحلة الصحية مع المرض؟

توجد مجموعة من الفئات التي يلزمها إجراء الفحوصات الدموية لمعرفة مرحلتهم المرضية فيما يتعلق بالسكر، أي أنها الفئات المجبرة على تحليل السكر للكشف المبكر عن دخولها في مرحلة ما قبل السكر وبالتالي اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وأهم تلك الفئات:
• أصحاب الأوزان الكبيرة.
• أصحاب التاريخ العائلي مع مرض السكري.
• ظهور مؤشرات صعوبة عمل الإنسولين في الجسم وأهمها اسمرار منطقة ما خلف الرقبة.
• مرضى ضغط الدم.
• مرضى ارتفاع الدهون بالدم.
• السيدات اللاتي أصبن بالسكر أثناء الحمل.
• السيدات المصابات بتكيس المبايض.

وتابع “د. خالد” قائلاً: فكل تلك الفئات مؤهلة جداً للإصابة بالسكر، ولذلك يفيدهم جداً تحليل السكر للكشف المبكر عن احتمالات الإصابة فور الدخول في مرحلة ما قبل السكر، فإن هذا يقي هؤلاء الناس من مرض السكري ومضاعفاته الصحية الخطيرة التي قد تصل إلى الفشل الكُلوي وأمراض القلب التي تحتاج إلى تركيب الدعامات… إلخ، فكلها مضاعفات صحية تؤثر على جودة الحياة، كما أن تكلفة علاجها باهظة على المريض وعلى ميزانيات الدول كذلك.

إذا ما اكتشف الفرد دخوله في مرحلة ما قبل السكر كيف له أن يتفادى الإصابة بالمرض؟

منذ العام 2000 والعالم كله مهتم بإجراء الندوات والأبحاث والدراسات العلمية لوضع أُسس تفادي الإصابة الفعلية بالسكر بعد الدخول إلى مرحلة ما قبل السكر، وأبرز ما أسفرت عنه كل تلك الجهود دراسة علمية موسعة شملت أكثر من 3000 إنسان أشارت التحاليل إلى دخولهم مرحلة ما قبل السكر، وفي هذه الدراسة تم تقسيم المرضى إلى ثلاثة مجموعات هي:
• المجموعة الأولى تُركت على حالتها ولم يُتخذ معها أي إجراء طبي ولم تتبع أية نصائح.
• المجموعة الثانية طُلب منها ممارسة الرياضة والاعتماد على الغذاء الصحي والمتوازن.
• المجموعة الثالثة وُصف لها أحد أدوية مرض السكر المعروفة باسم “الميتفورمين” والتي تساعد في الحفاظ على ثبات مستوى السكر في الدم.

وجاءت نتائج الدراسة بالحد من الإصابة بمرض السكر بواقع 60% عند المجموعة الثانية التي أُلزمت بممارسة الرياضة وتعديل النمط الغذائي، بينما المجموعة الثالثة التي اعتمدت في الوقاية من المرض على الدواء لم ينجح الحد من الإصابة إلا مع 30% فقط منها، أما المجموعة الأولى فأصيبت بالسكر وفق معدلات الإصابة الطبيعية.

وأردف “د. خالد” ونستخلص من النتائج السابقة أن إنقاص الوزن بمعدل 7% فقط من أهم طرق الوقاية من المرض، كما أن الإنتظام في ممارسة الرياضة بمعدل 30 دقيقة لخمسة أيام في الأسبوع سيمنع الإصابة بالسكر تماماً مهما اقتربت أرقام التحاليل من أرقام الإصابة المعروفة علمياً.

هل تناول عقار الميتفورمين في مرحلة ما قبل السكر يتسبب في الإصابة بانخفاض مستواه؟

عقار الميتفورمين هو الأكثر استخداماً في الأبحاث العلمية المعتبرة كمانع من الإصابة بمرض السكر، لذلك ليس من المستغرب شيوع وصفه لحالات تكيس المبايض وخلل عمل الإنسولين حتى مع عدم الإصابة بالسكري، يُضاف إلى ذلك مميزاته الأخرى المتمثلة في رخص ثمنه وتواجده في الصيدليات بصفة مستمرة، لكن كل هذا لا ينفي ضرورة الإستشارة الطبية قبل تناوله، ففي النهاية هو صنف دوائي كيميائي لا يصح تناوله بدون وصفة طبية، لأن المفيد من الدواء مع شرائح معينة من المرضى قد يسبب مضاعفات أو خلل ما مع شرائح أخرى، كما أنه بالنظر إلى نتائج الدراسة المذكورة آنفاً نجد أن دوره في الوقاية من السكر أقل بكثير من تعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة، لذلك فهما الأولى بالتنفيذ من مجرد الاكتفاء بتناول العقار.

هل يمكن الجزم بأن تعديل النمط الحياتي بديل نهائي لتناول الأدوية عند مرضى السكري؟

البرامج العلاجية لمرضى السكري تحتوي على مجموعة عناصر هي تعديل النظام الغذائي والمجهود البدني والأدوية، وعليه قد يحتاج مريض لكل العناصر، وقد يكفي مريض آخر عنصر واحد فقط أو اثنين من تلك العناصر، لذلك لا يمكن الرد على هذا السؤال بقول قاطع، لأن طبيعة كل حالة مرضية هي المتحكمة في تفصيل البرنامج العلاجي المناسب.

هل فئة ما قبل السكر مُعرضة للمضاعفات الصحية مثل المرضى الفعليين؟

اختتم “د. خالد” حديثه بالتأكيد على أنه أثبتت الدراسات أن التغيرات الصحية التي تحدث في الكُلى على سبيل المثال بدأت قبل ظهور الإصابة بالسكر بنحو 5 سنوات على الأقل، أي أن اكتشاف الإصابة بالسكر لا تعني بدأ ظهور المضاعفات الصحية على الأعضاء الأخرى، وبناءً على هذه النتيجة العلمية نجد أن فئة ما قبل السكر لابد وأن تعاني من بدء بعض المضاعفات الصحية وأهمها تغيرات في الشريان التاجي أو في شبكية العين، لذلك يتأكد ضرورة الإلتزام بطرق الوقاية منذ التأكد من الدخول في مرحلة ما قبل السكر، وكذلك ضرورة متابعة وظائف الأعضاء الأخرى.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: