أحدث الطرق لعلاج أورام الثدي

صورة , أورام الثدي , صحة المرأة
أورام الثدي

لماذا تتزايد نسب الإصابة بأورام الثدي بين السيدات المصريات؟

ينتشر أورام الثدي بين المصريات بنسبة تقارب الـ 34% من إجمالي السيدات، إلا أن نسبة الشفاء منه في السنوات الأخيرة وصلت إلى 98%.

ونشير إلى أن المنظمات الصحية العالمية حددت مائة نوع من أنواع السرطانات التي يمكن أن تُصيب الإنسان، ربع هذا الرقم أي 25 نوع من السرطانات يُصيبوا الثدي، لذا ترتفع نسب الإصابة به عالميًا.

ويمكننا القول أن أورام الثدي مثل الشعر الأبيض، بمعنى أنه كلما تقدمت المرأة في العمر كلما زادت إحتمالية إصابتها بأورام الثدي، فهو من الأمراض المرتبطة إلى حد ما بالعمر، وهذا لا ينفي إمكانية الإصابة به عند الفئات العمرية الأصغر ولكنها من الحالات النادرة نوعًا ما.

عَلامَ يعتمد علاج أورام الثدي؟

قال “د. أحمد” أستاذ الأورام بالقصر العيني. إلى أن علاج أورام الثدي يتم عبر برنامج متكامل يحتوي على عناصر علاجية عدة، والوصول إلى هذه النسب المرتفعة من الشفاء يتطلب وضع البرنامج الذي يتضمن أفضل العناصر العلاجية لحالة المريضة، وللتعرف على هذه العناصر العلاجية نذكرها في الآتي:
• العلاج الجراحي.
• العلاج الإشعاعي.
• العلاج الهرموني.
• العلاج الكيميائي.
• العلاج الموجه.

كل هذه العناصر العلاجية يتم مزجها في برنامج علاجي متكامل لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية هي:
• الوصول إلى أعلى نسبة شفاء للحالة المرضية.
• تقليل الأعراض الجانبية إلى الحدود الدنيا.
• عدم فقدان المريضة لجمالها الأنثوي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن القاعدة الطبية تقول أن أفضل علاج للمريض هو العلاج الخاص والحصري لحالته المرضية.

ما هي الخطوات التشخيصية الأولى لمرض أورام الثدي؟

عادةً ما تتوجه المريضة إلى العيادة الطبية بشكوى من وجود كتلة غريبة في الثدي، وعلى أثر هذه الشكوى يبدأ الطبيب في إتخاذ الخطوات التشخيصية والتي تبدأ عادة بالفحص السريري، ثم يتبعه بعض الفحوصات الدقيقة مثل الرنين المغناطيسي والميموجرام.

وبناء على المعطيات التي تشير إليها هذه الفحوصات بتأكيد ورم في الثدي، يبدأ الطبيب في أخذ عينات من هذا الورم لفحصها مختبريًا للتأكد من نوعه، ومنذ لحظة تأكيد نوع الورم يبدأ الطبيب في وضع البرنامج العلاجي الخاص بهذه الحالة المرضية.

لماذا لا تتشابه البرامج العلاجية لأورام الثدي بين الحالات؟

أكد “د. أحمد” على أنه لكل مرحلة عمرية علاجها الخاص، فعلاج أورام الثدي لمريضة في عمر أقل من الـ 45 عام يختلف بشكل ملحوظ عن علاج مريضة أكبر من عمر الـ 45. وأبرز الإختلافات العلاجية المرتبطة بالفئة العمرية هي اختلاف أنواع العلاجات الهرمونية والأدوية الكيميائية التي تُعالج بها مريضة السرطان الأقل من 45 عام عن الأكبر من 45 عام.

فالمريضات في أعمار أقل من 45 عام تُوصف لهن العلاجات الهرمونية التي تتناسب مع المبايض النشطة، أما الأكبر من 45 فتوصف لهن الهرمونات التي تتناسب مع المبايض المتوقفة عن العمل والنشاط.

بل إن نشاط الورم نفسه وأسلوب إنتشاره يختلف باختلاف الفئة العمرية للمريضة.

ذلك يمكن اعتبار كل هذه العوامل من محددات طريقة وبرنامج العلاج والتي بالضرورة ستختلف من مريضة إلى أخرى.

هل تزيد فرص الشفاء كلما كانت المريضة أصغر سنًا؟

لا يمكن التعويل على سن المريضة كعامل محدد وحيد لتحقيق نسبة الشفاء المطلوبة، حيث تتضافر عدة عوامل مع بعضها لتحديد نوع المرض، والذي يدخل بدوره مع عوامل أخرى في العمل كمؤثرات في تعزيز فرص الشفاء، ومن العوامل المحددة لنوع المرض ما يلي:
• الفئة العمرية للمريضة.
• نوع الورم.
• مستقبلات الهرمونات في الخلايا.
• درجة شدة المرض.
• حجم الورم.
• معدل إصابة الغدد الليمفاوية.

كل تلك العوامل تتيح للفريق الطبي تصنيف المرض إلى نوع واحد من خمسة أنواع معروفة لأورام الثدي، وفور أن يتحدد نوع المرض يبدأ في التداخل مع عوامل أخرى يمكن من خلالها توقع نسبة الشفاء، هذه العوامل المحددة لنسبة الشفاء نذكرها في الآتي:
• نوع المرض.
• سن المريضة.
• درجة إنتشار الورم.
• تزامن إصابة المريضة بأمراض أخرى مزمنة بجانب أورام الثدي.

متى يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي لإستئصال الورم؟

أوضح “د. أحمد” أن إستئصال الورم جراحيًا جزء لا يتجزأ من علاج الأورام الغير منتشرة، وتوقيت الإستئصال يلعب دور مهم في الشفاء، فقد تُعالج المريضة بالعلاجات الكيميائية أو الهرمونية أولًا ثم يتم الإستئصال أو العكس، وهذه الخطوة العلاجية تحديدًا تختلف من مريضة إلى أخرى حسب مجموعة كبيرة من المحددات والعوامل التي تتوافر في الحالة المرضية.
والإستئصال يتنوع إلى نوعين هما:
• الإستئصال الجزئي مع الحفاظ على الثدي.
• الإستئصال الكامل بإزالة الثدي ثم اللجوء إلى الجراحات التجميلية مستقبلًا.

ونكرر أن كل هذه الطرق العلاجية وأساليبها تختلف بين المريضات باختلاف طبيعة الحالة المرضية، واختيارات الطبيب تتمحور دائمًا حول تحقيق الثلاثة أهداف المذكورة سابقًا، وإن اختلفت الاختيارات العلاجية وتوقيتاتها من مريضة لأخرى.

ما الهدف الطبي من العلاجات الخمس المستخدمة في برامج علاج سرطانات الثدي؟

العلاج الجراحي والإشعاعي يُستخدمان للسيطرة الموضعية (أي في الثدي) على إنتشار المرض، أما العلاج الهرموني والكيميائي والموجه للسيطرة على إنتشار الورم في باقي أجزاء الجسم مستقبلًا.

متى يتم تأخير الإستئصال الجراحي؟

إذا قُدر حجم الورم بـ 5 أو 6 سم وعليه الإستئصال الجزئي سيودي إلى تشوه الثدي بما يعيق تحقيق الهدف الثالث من أهداف علاج السرطان وهو المحافظة على جمال المرأة الأنثوي، ومع مثل هذه الحالات يتم البدء بالعلاج الكيميائي أو الهرموني لتصغير حجم الورم إلى 2 سم، ثم الدخول متأخرًا لإستئصاله جراحيًا ومن ثَم المحافظة على وجود الثدي.

متى يتم تفضيل إستخدام العلاج الإشعاعي عن الكيميائي؟

في الغالب ما يُستخدم العلاجين مع بعضهما، وبشكل عام يُستخدم العلاج الإشعاعي عند تزايد إحتمالية عودة الإصابة بالسرطان في نفس المنطقة الثديية في المستقبل، ويتم توقع عودة الإصابة عبر مجموعة من العناصر هي:
• كبر حجم الورم.
• إختراق الورم للطبقات العميقة من الجلد.
• تغلغل الورم في العضلات.
• زيادة عدد الخلايا الليمفاوية.

فكلها من العناصر التي تشير إلى وجود خلايا متناثرة، يسهل معها إستعادة الورم لنشاطه في نفس المكان في المستقبل مما يستلزم العلاج بالإشعاع، كذلك في حالات الإستئصال الجزئي للثدي يتبعه بالضرورة تطهير باقي الثدي بالإشعاع.

لماذا تُركز البرامج العلاجية لأورام الثدي على العنصر الجمالي للمرأة؟

أوضح “د. أحمد” أنه قبل 25 عامًا كان العلاج الأوحد لأورام الثدي هو إستئصال الثدي بالكامل دون أدنى مراعاة للحالة النفسية التي يتركها إزالة الثدي على المريضة، إلى أن جاء أحد الأطباء الإيطاليين وقرر أن يُعالج السرطان دون إخلال بالطبيعة الأنثوية لجسم المرأة، وبمرور الوقت أكدت الأبحاث العلمية والتجارب العملية على أن نسب الشفاء متماثلة تقريبًا مع الإستئصال الجزئي والكلي، وبالتالي اُختير الإستئصال الجزئي للثدي لأنه مُحقِق للهدفين العلاجي والجمالي.

ما المقصود بالعلاج الموجه؟

العلاج الموجه من ضمن العناصر العلاجية لبرامج علاج أورام الثدي، ويستخدم حال وجود قابلية للخلايا بتوافر بعض البروتينات الخاصة فيها، ويأتي في صورة أقراص أو حقن مضادة لبروتين معين يتواجد في الورم، هذا البروتين مسئول عن زيادة نشاط الورم فيأتي هذا النوع من العلاج للعمل على تثبيط هذا البروتين وبالتالي خمول الورم، إلا أن هذا النوع من البروتينات لا تتواجد في كل أنواع الأورام وبالتالي يستلزم الأمر فحص أولي لبروتينات الورم قبل القرار بإستخدام هذا العنصر العلاجي.

وللعلم تعتبر نسبة مرضى أورام الثدي اللاتي يعالجن بالعلاج الموجه من أقل النسب بين مرضى الأورام الأخرى حيث لا تتجاوز نسبتهم 20% من إجمالي المصابات بأورام الثدي وهن اللاتي تحتوي الأورام عندهن على هذا النوع من البروتينات الواجب مقاومتها بالعلاج الموجه.

هل من طرق وقائية تتبعها الفتاة في الصغر لتفادي الإصابة بأورام الثدي عند الكبر؟

قد تكون من أهم طرق الوقاية زيادة درجة الوعي الصحي عن أورام الثدي عند الفتيات منذ مرحلة البلوغ، مع تدريب الفتيات على الملاحظة الدورية للثدي والقيام بالفحص الذاتي.

وإضافة إلى الوعي يمكن للفتيات الإلتزام بتوصيات منظمة الصحة العالمية الخاصة بأورام الثدي من حيث تجنب السمنة والتدخين وممارسة النشاط الرياضي، فكلها من التوصيات التي تقلل فرص الإصابة بالمرض ولكن لا تمنع الإصابة بالكامل.

هل يمكن الوقاية من أورام الثدي بعمل فحوصات هرمونية دورية للفتيات؟

بالمفهوم العام للفحوصات الهرمونية لا يوجد فحص هرموني يمكن أن يُتوقع من خلاله الإصابة بالمرض في المستقبل، وكذلك لا تفيد الفحوصات الهرمونية في تفادي الإصابة.

إذا ما وجدت السيدة كتلة متجمعة في ثديها، ماذا عليها أن تفعل في خطوات إجرائية عملية؟

ما إن ظهرت كتلة في الثدي على المرأة التوجه إلى الطبيب مباشرة وغالبًا ما تلجأ السيدات إلى أخصائي الجراحة العامة أو أخصائيين الأورام، مع ضرورة العلم أن غالبية التكتلات التى تظهر في ثدي الأنثى ليست أورام سرطانية، كذلك الكتل المتجمعة في الثدي غالبًا ما تكون غير مؤلمة في البدايات.

في الخطوة الثانية سيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الكاشفة للثدي، ويفضل أن تُستخدم الموجات الصوتية مع المريضات الأقل من 40 عام، وإستخدام صور الأشعة مع المريضات الأكبر من 40 عام لتغير تركيبة وطبيعة الثدي.

من خلال نتائج الفحص تُحدد صفات الورم من حيث كونه سرطانيًا أم حميدًا، وهي الخطوة الثالثة في مراحل التشخيص. وإذا ما كانت نسبة الورم مرتفعة تطلب الأمر إجبارًا أخذ عينة من الورم للفحص المخبري وهي الخطوة الرابعة. وعند التيقن الكامل بوجود ورم سرطاني يبدأ الطبيب في وضع البرنامج العلاجي الخاص بالحالة المرضية التي بين يديه والتي لن تتشابه بالضرورة مع حالة مرضية أخرى.

أضف تعليق

error: