بناء مسجد أمام أنقاض مبنى التجارة العالمي في ذكرى أحداث الـ11 من سبتمبر

تحدث عمدة نيويورك ضمن برنامج جون ستيورت الشهير عن رأيه في الضجة التي أثيرت حول بناء مسجد أمام أنقاض مبنى التجارة العالمي ذكر فيه أن المسجد لا يشكل سوى مساحة أرض يمارس فيها أشخاص حقهم في ما يريدون أن يمارسوه، وأن مدينة مثل نيويورك هي مدينة الاختلافات التي احتضنت العديد من المهاجرين، وهي قابلة لأن تحتضن العديد من المتناقضات حتى ولو تعارض ذلك مع قناعتنا الشخصية. وأضاف أنه يدعم فكرة إقامة المسجد ولا يرى فيها استفزازا لمشاعر الشعب الأمريكي. وعلى الضفة الأخرى يخرج القس المتطرف في آرائه «تيري جونز» ويهدد بحرق المصاحف ما لم يمنع أحدهم إقامة المسجد أو نقله إلى مكان آخر، بعيدا عن المكان الذي تقام فيه ذكرى أحداث الـ11 من سبتمبر لتدمير مبنى التجارة العالمي.

الحدث الثاني أخذ مساحة أكبر من الجدل الأول لدى الشعب الأمريكي، في حين أن البعض منهم لم يكن لديه موقف واضح أصلا تجاه بناء مسجد قرب أنقاض مبنى التجارة العالمي أو في مكان آخر، وأن هذا الأمر حق كفله الدستور الأمريكي القائم على حرية كل فرد في اعتناق وممارسة الدين الذي يريده. إلا أن الغالبية منهم كانت تتبنى موقفا واضحا وصريحا تجاه الحدث الثاني وتعتبره عملا متطرفا، ومجنونا!

أول هؤلاء هم ابنة هذا القس المتطرف «إيما جونز» حيث اعتبرت أباها رجلا مجنونا، وقامت على الفور بإرسال رسالة له تحاول أن تثنيه عن القيام بمثل هذا الفعل، وتمنت أن يعود إلى رشده، ولمحت في حديثها حسب تعبيرنا «شكله كبر وخرّف».

وسبقها في ذلك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعمدة نيويورك ومجلس المدينة بالكامل وغيرهم من الإعلاميين، وكل يوم تطالعنا الأخبار بأخبار قسيس من هنا وهناك يخطب في الناس ليوضح ويزيل اللبس عن فهمهم الخاطئ عن الإسلام. هذا الجدل أو الصراع رغم حساسيته كونه قائما على الدين إلا أنه اتسم بالسلمية فلم تصاحبه أعمال عنف أو حرق أو تكسير أو فوضى أو تفجيرات أو قطع رقاب الناس في الشوارع وأمام الكاميرات، بل كان جدلا كلاميا لم يتعد منابر الإعلام أو المظاهرات السلمية المنظمة، فالمدينة «بل الدولة» التي لديها هذه القدرة على استيعاب التعددية في الآراء والأديان هي فعلا قادرة في الوقت نفسه على حمايتهم جميعا!

بقلم: سعود البشر

وبالمقترحات أيضًا تجد..

أضف تعليق

error: