آداب التعامل مع الله أول مظاهر الخلق الحسن

آداب التعامل مع الله

حديثنا اليوم سينصَب حول آداب التعامل مع الله -جلَّ شأنه-. فمِن ثمرات الإيمان الخُلُق الحسن؛ هذا الذي يظهر في حركة الإنسان المؤمن بالله -عز وجل-؛ في حياته اليوميّة وفي قلبه وفي فِكره. فالإيمان ليس مجرد قضية نظرية، إنما هي قضية يظهر أثرها ظاهِرًا بيّنًا واضِحًا في حياة الإنسان، في علاقات الإنسان، في تواصل الإنسان مع الآخرين.

آداب التعامل مع الله

ولعلَّ أول مظهرٍ من مظاهر الخلق الحسن معاملتنا مع الله -عز وجل-. فالله -تبارك وتعالى- هو الذي يعاملنا بالإحسان، والذي يعاملنا بالستر والرحمة واللطف.

كم من مرةٍ نعصيه فيسترنا؟ كم من مرة ننساه ويذكرنا؟ كم من مرة يلطف بنا؟ بل إننا بألطاف الله -عز وجل- في كل ثانية وفي كل جزء من الثانية بالطائف الله -عز وجل- وبستر الله -تبارك وتعالى- لنا وبإمدادات الله -تبارك وتعالى- لنا يكلؤنا في الليل والنهار. يقول -سبحانه في سورة الأنبياء (قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ).

فمعاملة الله -تبارك وتعالى- لنا لا توصَف، لأنها معاملة الرب للمربوب، معاملة الخالق للمخلوق. فكيف تصرفنا نحن مع الله -عز وجل-؟

الذي يبادرني بالستر كيف أُبادره؟ كيف الشكر مني؟ الذي لا يقطع مدده عني وألطافه لا تنقطع عني أبدا في كل ثانية وفي كل لمحة بصر، فى نبض القلب وضخّ الدم، وفي حركة الجسد وفي حركة العين، وفي السمع وفي المشي.. في كل ثانية ألطافٌ من الله -عز وجل- تظللنا.

كيف أعامل الله؟

أول مظهر من مظاهر الخُلُق الحسن أن تُعامِل الله -تبارك وتعالى- بالشكر والإذعان والامتثال إليه، ألا يرانا حيث نهانا وألا يفقدنا حيث أمرنا -جل جلاله-.

أن نعامله بالتعظيم والتبجيل؛ فهو المستحِق لذلك.

ألا نخون الله -تبارك وتعالى-؛ واقرأ قوله -عز من قائِل- في سورة الأنفال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).

فمعاملة الله -عز وجل- بالخلق الحسن أن تكون حياتنا كلها بيعةٌ لله -تبارك وتعالى-. وفي سورة الأنعام  نقرأ (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).. اللهم لك الحمد والشكر.

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

والكلام يضيق عن بيان هذا الجانِب.. كيف أُعامِل الله -عز وجل-؟ وقد عاملني بالإحسان.. (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ).

فلذلك فليبكِ العاصي على نفسه، وفليبكِ المتجرّئ على حرمات الله -تعالى- على نفسه، في مقام الاستحياء والخجل من الله -عز وجل-.

يُحسِن إليك وأنت تُسيء، يُعطيك وأنت تعترض وتُعرِض.

يقول الله -عز وجل- في القرآن الكريم في سورة الأنعام والحج والزمر (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ). ولكن الإنسان مأمور أن يعبد الله وأن يشكر الله (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).

أضف تعليق

error: