مقال عن سميرة موسى

سميرة موسى

كانت الدكتورة سميرة موسى عالمة مصرية بارزة، كما كانت المصرية الوحيدة التي تم السماح لها بالوصول إلى المختبرات السرية في الولايات المتحدة كباحثة نووية رائدة، وفي عام ١٩٣٩، حصلت سميرة موسى على درجة البكالوريوس في علم الأحياء مع مرتبة الشرف الأولى.

قال احدى اساتذتها في جامعة بيدفورد في تقريره العلمي لجامعة القاهرة إن التجارب العلمية لسميرة موسى قد تغير وجه الإنسانية، وكانت عالمة نووية مصرية حاصلة على دكتوراه في الإشعاع الذري وعملت على جعل الاستخدام الطبي للتكنولوجيا النووية في متناول الجميع، كما نظمت مؤتمر الطاقة الذرية من أجل السلام ورعت دعوة لعقد مؤتمر دولي تحت شعار “الذرة من أجل السلام“.

نشأتها وتعليمها

ولدت سميرة موسى في مصر بمحافظة الغربية عام ١٩١٧، وتوفيت والدتها بسبب السرطان، ثم انتقلت مع والدها إلى القاهرة واستثمر أمواله في فندق صغير في منطقة الحسين، وبعد إصرار والدها على تعليمها، التحقت سميرة موسى بمدرسة قصر الشوق الابتدائية، وهي واحدة من أقدم المدارس في القاهرة، وبعد أن أكملت تعليمها الابتدائي، التحقت بمدرسة بنات الأشراف التي أسستها وأدارتها الناشطة السياسية الشهيرة نبوية موسى.

على الرغم من حقيقة أن سميرة موسى حصلت على درجات عالية في تعليمها الثانوي، وكان بإمكانها الالتحاق بكلية الهندسة، فقد أصرت على الالتحاق بكلية العلوم في جامعة القاهرة، وفي عام ١٩٣٩، حصلت سميرة موسى على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في الأشعة بعد البحث في آثار الأشعة السينية على المواد المختلفة، ثم أصبحت أول أستاذ مساعد في نفس الكلية وأول امرأة تشغل وظيفة جامعية وقد كان الدكتور مصطفي مشرفة عميد الكلية آنذاك، وقد كان أو مصري يتولى عمادة كلية العلوم، وهو الذي ساعد علي تعيينها في الجامعة.

البحث النووي

نظمت سميرة موسي مؤتمر دولي تحت شعار “الذرة من أجل السلام”، حيث تمت دعوة العديد من العلماء البارزين، كما قدم المؤتمر عددًا من التوصيات لتشكيل لجنة للحماية من المخاطر النووية، وخلال بحثها المكثّف، توصلت إلى معادلة تاريخية من شأنها أن تساعد في كسر ذرات المعادن الرخيصة مثل النحاس، وبالإضافة إلى ذلك، فقد تطوعت سميرة موسى أيضًا للمساعدة في علاج مرضى السرطان في مستشفيات مختلفة خاصة وأن والدتها قد خاضت معركة شرسة ضد هذا المرض.

زيارتها للولايات المتحدة

حصلت سميرة موسى على منحة دراسية من برنامج فولبرايت الذري للتعرف على مرافق البحث الحديثة في جامعة كاليفورنيا، واعترافًا بموهبتها البارزة وتقديرًا لمعرفتها العميقة وخبرتها، سُمح لها بزيارة المنشآت النووية الأمريكية السرية، وقد أثارت زيارتها جدلاً حادًا في الأوساط الأكاديمية والعلمية الأمريكية، حيث كانت سميرة أول “أجنبي” يصل إلى مثل هذه المرافق، كما أنها قد رفضت عدة عروض تطلبت منها أن تعيش في الولايات المتحدة وأن تمنح الجنسية الأمريكية قائلة “مصر، وطني العزيز، تنتظرني”، وفضلت العودة إلى وطنها لمتابعة حلمها في تسخير الطاقة الذرية من أجل السلام ورفاهية البشرية جمعاء.

الجوائز التي حصلت عليها

تقديراً لجهودها، مُنحت العديد من الجوائز، وكان من بينها:

  • في عام ١٩٥٣ تم تكريمها من قبل الجيش المصري.
  • في عام ١٩٨١ حصلت على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من قبل الرئيس الراحل أنور السادات.
  • تم تسمية مختبر بكلية العلوم ومدرسة في قريتها باسمها.
  • في عام ١٩٩٨، أثناء الاحتفال بيوم المرأة المصرية، تقرر إقامة عزاء ثقافي في مكان ولادتها يحمل اسمه.
  • وتقديرًا لجهودها، تم نشر كتاب يغطي حياتها ومساهماتها العلمية.

وفاتها

في ٥ أغسطس ١٩٥٢، بعد زيارتها لأمريكا، كانت تنوي العودة إلى المنزل، لكنها دعيت في رحلة، وفي الطريق، سقطت السيارة من ارتفاع ٤٠ قدمًا، مما أدى إلى مقتلها على الفور.

المراجع: Ncw.gov , Sis.gov

أضف تعليق

error: