مفاهيم وعادات مغلوطة ارتبطت بشهر رمضان

صورة , شهر رمضان , صوم رمضان , رمضان كريم

شهر رمضان شهر عظيم له خصوصيته وقدسيته التي لا ينافسه فيها شهر من الشهور، يقدسه المسلمون في كل بقاع الأرض، وينتظرونه بالشوق والترحاب، ولكن شهر رمضان شأنه شأن غيره من المقدسات التي طالتها المفاهيم الخاطئة والعادات السيئة، وربما يعود ذلك إلى الإعلام أو مصادر تشكيل الوعي الجمعي للناس من موروثات ثقافية وعادات عرفية اعتادها الناس، وهنا سيدور موضوعنا في نطاق الحديث عن شهر رمضان والمفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بالاستعداد له وقضاء أيامه، فضلًا عن أفكار الناس عن الانفاق والتكاليف الباهظة التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان، ووالله لو نطق رمضان لقال أنه بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

الإسراف في الطعام والشراب بصورة مبالغ فيها باسم رمضان

من المظاهر المؤسفة التي ارتبطت في أذهان الناس بشهر رمضان الكريم الإسراف المبالغ فيه من شراء المأكولات والحلويات متعددة الأصناف والأطعمة، بما يزيد زيادة كبيرة جدًا عن احتياجات الأسرة الحقيقية، وقد يتم التخلص من بقايا الطعام بعد فساده وعدم صلاحيته للأكل، والملفت للنظر أن هذا المنطق في الانفاق ليس حكرًا على الأغنياء والمرفهين فقط بل يتعداهم ويشمل متوسطي الدخل، الذين يكلفون أنفسهم فوق ما يطيقون لقضاء شهر رمضان بمستوى معين، وكأن الجميع نسي أو تناسى أن نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- كان معظم فطره الأسودين، التمر والماء، فينبغي أن نقتصد في الإنفاق ولا نبالغ في جمع ما لذ وطاب، فهو شهر صيام وليس شهر انتقام.

الزخم الإعلامي العجيب باسم شهر رمضان

وقر واستقر في الأوساط الإعلامية فكرة أن شهر رمضان هو شهر السهر واجتماع العائلات حول شاشات التلفاز، وأنه شهر البحث عن مسليات لقضاء نهاره وتسهيل الصوم، فراحوا يحاصرون الناس بكم غير عادي من الأعمال الفنية من مسلسلات وبرامج منها الغث وقليل منها الثمين، فتلهي تلك الموجة من التسالي الفارغة جموع المسلمين عن تلاوة القرآن والاستفادة الحقيقية من شهر رمضان المبارك في تحصيل الحسنات والأجر العظيم.

السهر طوال الليل والنوم طوال النهار بحجة صوم رمضان

بعض الناس يخادعون أنفسهم ويحرمونها من جواهر شهر رمضان، فينفقون لياليهم في السهر أمام التلفاز أو الخروج مع الأصحاب أو غيره حتى تناول السحور ثم موعد الفجر، ثم يحتالون على الصيام فيقضون نهارهم في نوم عميق وربما استيقظوا قبل المغرب بقليل، وهذا لعمرى إهدار لكل مقاصد الشهر الكريم من الصيام والقيام وغيره من صالح الأعمال، وتيسير على النفس بصورة مخلة بقيمة العبادات نفسها، فيجب أن يعلم هؤلاء أنه على قدر المشقة يكون الأجر، فلا يستو القائم مع النائم، ولا المجاهد في عمله مع المتكاسل الخامل.

العصبية وحدة الطبع وتبريرها الدائم بالصيام

بعض الناس يضيق زرعا بالصوم ويشق عليه، ولكنه يفعله على مضض وتنعكس تلك الحقيقة على كل أفعاله وأقواله وانفعالاته، فتراه غضوبًا طول الوقت، حاد الطبع، عصبي وكلما خاطبه أحدهم ثار وانفعل وخرج عن شعوره وهو يظن أنه معذور في ذلك بالصيام، وهذا خطأ تمامًا فمن لم يستطع أداء فريضة الصيام عل الوجه الذي افترضت عليه، فلا حاجة لأحد بصيامه.

ربط حرمة الشهر الكريم بنهار رمضان دون ليله

من المعتقدات الغريبة أن يظن البعض أن النميمة والكذب ومشاهدة بعض الأشياء الإباحية، أو حتى الشتائم أو السخرية من الناس أو غيره من السلوكيات التي ترفضها الشريعة وتحرمها طوال العام وتتأكد حرمتها في شهر رمضان أن تلك الحرمة مرتبطة بنهار رمضان فقط، فيؤجلون الغيبة والنميمة والمتعة الغير مباحة لما بعد الفطر.

اهتمام النساء بقضاء النهار في إعداد الطعام

رائع أن تهتم الأم أو الزوجة بأسرتها وتحرص على إعداد أشهى الأطعمة لهم، لكن الأمر السيئ في تلك الجزئية أن تقضي الأم جل يومها في المطبخ وتستنزف طاقتها في إعداد الطعام وتبالغ في ذلك بما يفوت عليها فرصة الذكر وتلاوة القرآن كما تضعف قواها ويسبب لها الإرهاق فلا تستطيع استثمار ليلها في القيام ولا التلاوة ولا غيره من أوجه الخير، فنصيحة لكل أم وربة منزل لا تبالغي في إعداد متاع زائل وتنسين نصيبك من الأجر العظيم في رمضان.

وأخيرًا: يجدر بنا أن نصحح مفاهيمنا الخاطئة وعاداتنا السيئة في رمضان، فتلك المفاهيم تجعلنا نخسر الكثير والكثير من الأجر.

أضف تعليق

error: