ما هو الإرتداد المريئي غير التقليدي

صورة , قرحة المعدة , الإرتداد المريئي
قرحة المعدة

ما الفرق بين الإرتداد المريئي التقليدي والغير تقليدي؟

قال “د. فراس زريقات” استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد. الإرتداد المريئي بشكل عام من الأمراض التي تنتشر بين الناس بمعدلات مخيفة، فالغالبية يعاني من الحرقة والحموضة، وهو ما يؤثر على جودة الحياة وممارسة الأنشطة اليومية الطبيعية، كما أن له مضاعفات صحية خطيرة متمثلة في زيادة فرص الإصابة بأورام الحنجرة والمريئ والمعدة وكذلك التقرحات والنزيف.

ويدل مصطلح الإرتداد المريئ على وجود تحرك لمكونات المعدة في عكس الإتجاه الطبيعي، فبدلاً من أن تتحرك مكونات المعدة في مسارها الطبيعي للأمعاء وهكذا، ترتد هذه المكونات عكس الإتجاه إلى المريئ والبلعوم والفم.

والمقصود بمكونات المعدة هنا هو سائلها الحامض، والقلوي (المادة الصفراء)، وإنزيم البيبسين المسئول عن هضم البروتينات بالمعدة، وحتى الطعام نفسه والبكتيريا الموجودة بالمعدة.

وأضاف “د. زريقات” وإرتداد هذه المكونات في الإتجاه المعاكس يتم بطريقتين، هما:
إرتداد بركاني وهو ما يتسبب في ظهور الحرقة والحموضة، وهذا النوع من الإرتداد المريئي يسهل تشخيصه.

إرتداد على هيئة رذاذ أو بخار حتى يصل إلى الحنجرة، ومن ثَم يصيب الحنجرة والقصبات الهوائية والجيوب الأنفية تبعاً لكونه بخار أو رذاذ يسهل تحركه، وهذا هو الغير تقليدي، لأنه ينتج عنه أعراض غريبة في أماكن أخرى غير مسارات الجهاز الهضمي وأعضاءه، ولذلك يُسمى الإرتداد المريئي الصامت، حيث لا يصاحبه الحموضة والحرقة، ولكن يُكتشف عند ظهور أعراض مرضية في منطقة الرقبة وما يعلوها دون سبب طبي لخلل واضح في هذه المنطقة، فيكون السبب الوحيد هنا هو إرتداد مريئي صامت وصل إلى ما ذكر من أعضاء وأثر عليها سلباً.

ما أهم الأمراض والأعراض الغريبة التي يسببها الإرتداد المريئي الغير تقليدي؟

بشكل عام لا يمكن حصرها، ولكن إذا ما اشتكى المريض من إنسداد الأنف بعد تناول الطعام تحديداً، فهنا إنذار على أن الخلل ليس في الأنف أو الجهاز التنفسي، ولكن الإنسداد ناتج عن إرتداد مريئي غير تقليدي على هيئة بخار أو رذاذ.

وتابع “د. فراس” وكذلك الحال مع السعال المزمن، حيث أثبتت الدراسات أن ثلث المصابين بالسعال المزمن يعانون من الإرتداد المريئي الغير تقليدي، لذلك نجد أن هؤلاء المرضى يتناولون كل أدوية الحساسية والسعال ولا يحرزون نتائج علاجية، لأن السبب المباشر الذي لابد وأن يُعالج هو الإرتداد المريئي الغير تقليدي.

أضِف إلى ذلك إلتهابات اللوزتين والحنجرة والحلق وبحة الصوت ودوام النحنحة وبلع اللُعاب بالضغط والعنف وآلام الصدر، فإذا ما أمعنا النظر نجد أنها مشكلات تجعل المرضى تتجه إلى العلاج الخاص بالعضو نفسه كالأذن أو الأنف أو الحلق، ولكن بعد طوفان من تناول العلاجات التقليدية لا يحدث الشفاء، لأن السبب الأساسي هو الإرتداد المريئي، فهي أمراض وأعراض طبيعية، ولكنها توصف بالغرابة مع الإرتداد، لكون لا أحد يتوقع أنه السبب المباشر فيها.

كيف يُعالَج الإرتداد المريئي الغير تقليدي؟

كما بيَّنا إذا ما لم تفيد العلاجات المعتادة للأمراض المذكورة لابد من التفكير في أن السبب هو الإرتداد المريئي، وعلاج الإرتداد المريئي بشكل عام – التقليدي وغيره – يعتمد على تحسين النمط الحياتي المتمثل في:
عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة وتبكير وجبة العشاء بحيث يفصل بينها وبين النوم ما لا يقل عن ثلاثة ساعات.
تجنب الحمضيات والمياه الغازية.
الإلتزام بالغذاء الصحي والمتوازن.

واختتم “د. فراس” ومع المراحل الأخطر من الإرتداد المريئي يتم اللجوء إلى العمليات الجراحية المتعلقة بخياطة الفتق في الحجاب الحاجز أو تحسين كفاءة صمام المعدة، وبالنسبة للأدوية فعادة ما تتركز في أدوية المعدة التي تقوم بعمل طبقة عازلة تمنع صعود إفرازات المعدة إلى المريئ.

أضف تعليق

error: