نصائح قيّمة .. تعلمي كيف تكوني صديقة أولادك

صديقة, أولادك, Good Boy, صورة

التربية مهمة من أشق المهمات التي يتولاها الأمهات والآباء، لأنها مهمة صنع جيل وإعداده اعدادًا جيدًا ليستطيع مواكبة الحياة، والتعامل مع ما بها من صراعات وضغوط والتمسك بكل المبادئ والقيم الأخلاقية الطيبة رغم ما تفرضه علينا من تنازلات، والتربية الصحيحة أيضًا تعني صناعة ضمير وترسيخ وازع أخلاقي وديني قوي لا ينهار أمام أي ظروف.

وإن كانت التربية بصفة عامة مهمة شاقة فهي في عصرنا أشد مشقة لأنه لم يعد الوالدين والمدرسة فقط هما العوامل المؤثرة في التربية بل هناك عدة عوامل ربما تكون أقوى وأشد تأثيرًا، مثل وسائل الإعلام وسائل التواصل والانفتاح الرهيب على العالم، لأجل ذلك سوف نطرح اليوم كيفية تكوين علاقة صداقة بين الأم أو الأب والأبناء ومدى أهمية ذلك لتنشئةٍ سويةٍ نفسيًا وتربويًا.

أهمية أن تكوني صديقة أولادك

الوالدان يمثلان بالنسبة للأبناء رمز السلطة والتحكم والدكتاتورية، والقدرة على العقاب، من ثم فمن الصعوبة بمكان أن تجد الأبناء يطلعون آبائهم وأمهاتهم على تفاصيل عالمهم الخاص، أو مشكلاتهم اليومية أو المواقف الحساسة التي يتعرضون لها في الشارع أو المدرسة أو مع الأصدقاء، فيلجئون إلى اتخاذ الأصدقاء والأخلاء من أصحابهم وأقرانهم، يأتمنونهم على أسرارهم ودواخل نفوسهم، ويطلبون نصحهم ويستعينون بهم في مواجهة الأزمات واللحظات الحرجة متناسين أنهم مثلهم بالضبط لا يملكون من خبرة الحياة إلا كما يملكون، ولا يتمتعون بالحكمة أو البصيرة التي تكفي للتحرك في الاتجاه الصحيح أو القريب من الصحيح، ومن هنا تأتي الخطورة.

ويمكن تحديد أهمية وجود صداقة بين الأبناء ووالديهم فيما يلي:

  • يصبح الوالدين على دراية بما يحدث في حياة أبناءهم وما يطرأ على أفكارهم وقيمهم وخبراتهم من مستجدات.
  • تصبح هناك مساحة للمشاركة في التعامل مع المشكلات التي تواجه الأبناء.
  • يستطيع الوالدان التدخل في الوقت المناسب حين يتطلب الأمر التدخل.
  • تكون هناك فرصة لتوجيه الأبناء ونصحهم ونقل الخبرات والتجارب الحياتية لهم بشكل غير مباشر.
  • يشعر الأبناء بالأمان والحماية وأنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة.
  • يغني الأبناء عن اللجوء إلى من ليس لهم خبرة والاستعانة بمن ليسوا أهل ثقة، ويحميهم من الانجراف في صداقة السوء التي نعرف جميعًا مخاطرها والكوارث التي يمكن أن تترتب عليها.

خطوات يمكن أن تقومي بها لتصبحي صديقة أولادك

بداية ليعلم كل أم وكل أب أن تكوين علاقة من الحب والأريحية والصداقة بينهم وبين الأبناء يبدأ من الصغر ومن المراحل الأولى للطفولة، ويصبح أصعب كلما كان متأخرًا، ولكنه على كل حال ليس مستحيلًا، فأيّاً كانت المرحلة العمرية لأبنائك يمكنك القيام بالخطوات التالية لكسب صداقتهم:

  • ابدئي بالتحدث لهم في بعض خصوصياتك ومشاكلك، واطلبي آرائهم ومشاركتهم.
  • أشعريهم أنك تخصيهم بأسرارك واطلبي منهم أن لا يبوحو لأي شخص آخر بما تحكيه لهم.
  • شاركيهم هوياتهم ومرحهم والألعاب المفضلة لهم.
  • انزلي إلى مرحلتهم العمرية وحاولي أن تزيلي المسافات التي بينك وبينهم، وتخلى عن توجيهات الأم وأوامرها التي لا تنتهي.
  • تحلي بالمرح والصبر والحكمة ولا تكوني عصبية ولا عنيفة في تعاملك معهم.
  • عبّري لهم عن حبك واغمريهم بحنانك حتى يصبحوا على يقين أن لا أحد في العالم يحبهم مثلك.
  • حين يأتيك أحدهم ليطلعك على خطأ اقترفه أو مشكلة وقع فيها فاحذري ان تكوني عنيفة أو تبادري بعقابه، بل تحلى بالهدء وتناقشي معه وابحثي معه عن حل للخروج من المشكلة ولا تلوميه ولا تنتقديه.
  • كوني أمينة على أسرارهم ولا تطلعي عليها غيرك.
  • صاحبي أصحابهم واخرجي معهم وتعاملي معهم بحب وحنان، حتى تصبح لديك الصلاحية لتشاركي في اختيارهم وتحذريهم من أصدقاء السوء وتشجعيهم على مصاحبة الطيبين والصالحين، وكل هذا بلا عنف ولا تسلط.
  • شاركيهم تفاصيل تجاربهم الخاصة في الحب ومشاعر المراهقة، لأن تلك التجارب تحديدًا هي التي تكسر كل الحواجز وتقوي أواصر الثقة المتبادلة والحب.
  • لا تتطفلي عليهم ولا تفرضي رغبتك في معرفة خصوصياته بالسؤال الملح أو المراقبة الممقوتة، بل اتركي كل ذلك يأتي بدافع الحب وبكامل ارادتهم وحريتهم.
  • شاركيهم في اتخاذ القرارات التي تخص الأسرة ككل مثل شراء شيء جديد أو القيام برحلة او بدء مشروع أو غير ذلك مما ينعكس على جميع أفراد الأسرة.

أضف تعليق

error: