رحلة الإسراء ومكانة الحبيب ﷺ فيها

خطبة الجمعة القادمة, رحلة الإسراء , الحبيب ﷺ

بيَّن موقع أوقاف أونلاين الخاص بوزارة الأوقاف المصرية أن موضوع خطبة الجمعة القادمة إن شاء الله تعالى سيكون بعنوان: رحلة الإسراء ومكانة الحبيب ﷺ فيها.

ويدور الحديثُ معكُم الآن حول أحداث رحلة الإسراء والمعراج وأن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل من مكة إلى القدس الشريف، وصلى بالأنبياء إماما في صلاة ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن يصعد إلى السماء السابعة.

دروس وعِبر من رحلة الإسراء والمعراج

سيد الأنبياء

وهذا يوحي إلينا بدرس، وهو أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنبياء، وهو خير المرسلين، وأن دينه الإسلام ليس بدعًا من الأديان، وان هذه إشارة إلى أن كل هؤلاء الأنبياء كأنهم نبيٌ واحد، ديانتهم واحدة.

وهذا ما يشير إليه سيدنا النبي صلي وسلم في حديثه حين يقول “الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى” .. الحديث.

فكُل هؤلاء الأنبياء إنما هُم رسالة واحدة، وديانة واحدة. قال تعالى “إن الدين عند الله الإسلام”.

وهذه الأمة هي خير الأمم، لأن الحبيب ﷺ هو خير الأنبياء، وهو خاتم الأنبياء، وهو سيد الأنبياء، وهو إمام المرسلين.

فضل الصلاة

أيضًا من الدروس التي تستفاد من هذه الرحلة العظيم فضل الصلاة، وأن الله سبحانه وتعالى فرضها من فوق سبع سماوات، وأنها هي العبادة الوحيدة التي كلَّف الله سبحانه وتعالى بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مواجهة، عند سدرة المنتهى بعد السماء السابعة.

فضل الذكر والتسبيح

وما يستفاد من الرحلة أيضًا فضل الذكر وفضل التسبيح. وقد وردت في قصة الإسراء والمعراج أن سيدنا إبراهيم في السماء السابعة رحَّب بسيدنا رسول الله، وقال له: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، بشر أُمتك أن الجنة قيعان -أرض صالحة للزراعة- وأن غِراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

فأدركنا بذلك أن أمر الذكر والتسبيح له مكانةٌ كبيرة عند الله سبحانه وتعالى.

أنواع المعجزات

العلماء يتكلمون عن المعجزة ويقسمونها إلى ثلاثة أقسام، فهناك معجزة رسالة، ومعجزة رسول، ومعجزة أتباع الرسول.

معجزة رسالة

رُبما كانت المعجزة خالدة باقية إلى يوم القيامة، كالقُرآن الكريم. فإنه هو المعجزة الباقية التي رآها أصحاب النبي وراءها المسلمون بعده وسيراها الناس إلى يوم القيامة. فهذه معجزةُ رسالة.

معجزة رسول

وربما تكون المعجزة قد قُصِد بها الرسول، مثل رحلة الإسراء والمعراج. هذه معجزة رسول. الله سبحانه وتعالى يريد بها أن يثبت قلب الحبيب ﷺ، يريد بها أن يبين له أمارات وعلامات تدل على نصره وعلى أن دينه سيسود وأن دينه سينتصر.

يريه فيها من آيات ربه الكبرى، كما قال تعالى “لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ” ~ سورة النجم – الآية ١٨.

يرى الجنة والنار، يرى أهل الجنة، يرى المكذبون ومن كان معترض على رسالته، أو كان فاعِل للمحرمات. كُلُّ ذلك رآه صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المعجزة، وكل ذلك من قبيل تثبيت قلب الرسول ﷺ.

معجزة الأتباع

وهناك نوعٌ ثالث وهو معجزة الأتباع، التي يرسلها الله سبحانه وتعالى لأتباع الرسول المعايشين له والمعاينين لآياته.

وذلك كانشقاق القمر بين يدي رسول الله ﷺ ورأى أتباعه ذلك.

وكما نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم وشقى الجيش.

وكما كثُر الطعام في حادثة تكثير الطعام في غزوة الأحزاب، فالطعام -الذي كان ينبغي أن يكفي ثلاثة- كفى ألف إنسان.

كل هذه إنما هي معجزة للمبعوث إليهم، للقوم المحيطين بالرسول.

معجزة الإسراء والمعراج

فمعجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج إنما هي معجزةُ رسول. قصد بها تثبيت قلب الرسول، والتخفيف عنه ما عاناهُ من ألمٍ ومشقّةٍ قبل حدوث هذه الآية العُظمى التي أكرمه الله سبحانه وتعالى بها.

أضف تعليق

error: