تصنيع التبغ في السعودية يسير باتجاه «لندعم المواطن بالتحذير»

من الطبيعي لو خيرت شركات تصنيع التبغ «الدخان» بين وضع عبارات التحذير الصحية التي على علب السجائر وبين تركها دون تدوين هذا التحذير فإنها سترغب في عدم التدوين، وذلك لأسباب تسويقية.

العبارات التي تريد الجهات الحكومية في البلاد وضعها للتحذير من مادة «السكرين» المحلية قوبلت بالرفض من موردي السلع الغذائية، والسبب أيضا عائد إلى أن هذه العبارات تؤثر في تسويق البضائع الاستهلاكية الغذائية، فيما هيئة الغذاء والدواء متمسكة بشدة بموقفها الساعي إلى وضع هذه العبارات التحذيرية، منطلقة من الضرر الذي ينتج من هذه المادة على الصحة.

التاجر سواء كان يعمل في استيراد وبيع المواد الغذائية أو غيرها أول المدركين لخطورة عبارات التحذير؛ فالبيع في جزء كبير منه يعتمد على التسويق، ولأن التسويق لدينا في السابق وحاليا لا توجد له ضوابط كان كثيرا ما يعمد إلى ادعاء أشياء في السلع تخالف الحقيقة؛ فكثير من البضائع خاصة الغذائية كان يكتب عليها، وحتى الآن هي طبيعية، فيما هي مليئة بالألوان والمواد الصناعية، وبعضها قد لا يوجد فيها أي منتج طبيعي، والسبب في مثل هذه المغالطات التي تصل إلى حد خداع المستهلك أنه لا توجد جهة رقابية غذائية، كما أنه لم تكن لدينا جمعية لحماية المستهلك.

الآن بعد ظهور جهات رقابية أصبحت هناك رقابة تريح المستهلك قليلا، مع التشديد على أن هيئة مثل هيئة الغذاء والدواء في حاجة إلى مزيد من الدعم؛ وذلك لأنها أهم هيئة في البلاد، وهي بوابة الرقابة الأولى على ما يأكله أو يستشفي به الإنسان في هذه البلاد، والخلاف الدائر مع التجار المستوردين يحتاج إلى أن تهب جهات حكومية أخرى لحسمه لصالح المواطن، وألا يترك الموضوع معلقا بين هيئة الغذاء والتجار، وكأنها لعبة عض أصابع.

بقلم: منيف الصفوقي

وبهذه المناسبة؛ أعدوك لتقرأ: هل للتدخين علاقة بآلام الظهر؟

أضف تعليق

error: