الحج أجمل أحلام العمر

الحج أمن وأمان للنفوس، وهو أكبر عملية تحشيد بشري في العالم، ويحسب للمملكة قدرتها الفائقة في إدارتها بنظام وتنظيم دقيق لا يتوفر لسواها، وذلك من فضل الله الذي يعين قيادتها وعناصرها المعنية بتسيير أعمال الحج في الأيام المعدودات بمهارة وكفاءة عالية.

ليس في العالم كله من يتعامل مع نحو خمسة ملايين شخص في لحظة واحدة على مدى عدة أيام تبدأ من لحظة الوصول عبر المطارات والموانئ البرية والبحرية، وحتى المغادرة كما يحدث في المملكة، ذلك اختبار سنوي تنجح فيه المملكة قيادة وشعبا بدرجة التميز التي تبهر العالم.

كل أولئك الذين يأتون من كل فج عميق وتهفو أرواحهم لبلوغ الديار والمشاعر المقدسة لا يصنعون اضطرابا يؤذي مشاعر بعضهم، أو يسعون لتحويل اتجاهات الحشود بكل طاقتها الإيمانية إلى محفل ذي أهداف سياسية غير التي قدموا منها، ومن يفكر في ذلك فإنه ولا شك يفكر في إنتاج الضرر بإخوته، إذ لا مبرر لأي انحراف عن السنن والفرائض التي يقوم عليها الحج وإن اختلفت المذاهب، فالتوجه النهائي لله والقبلة الواحدة ولا يمكن استغلال تلك الأيام الحرم للدوس على طرف لحاج صبر العمر كله في بلوغ المشاعر ليجد متربصا بفكر نشاز يسوق له في هذه الأيام المباركة.

الحج لا يحتمل إلا الطمأنينة والانصراف بالذوات لله وحده، بعيدا عن الدنيا ومتاعبها وأفكارها وهواجسها.. إنه استراحة يستغلها الحاج ليصفو إلى نفسه ويخلو مع الله يستدرك ويغتسل من ذنوب السنوات لا أن يحيق مكرا سيئا أو يبطن نيات للصياح بشعارات وترهات دنيوية تعكر صفو الحجاج وتذهب بطمأنينتهم.

إنها فرصة يهبها الله لمن يسبغ عليهم الفضل بأداء الركن الخامس الذي تتطلع إليه الأفئدة في مشارق الأرض ومغاربها، وينبغي أن يؤدى في أفضل الأجواء راحة وسكينة، وقد فعلت المملكة وسعها لأجل ذلك وينبغي أن يواكب الآخرون هذه الجهود بالتقدير الذي يعزز راحة الحجاج ويمنحهم أجمل أحلام العمر.

بقلم: سكينة المشيخص

واقرأ معنا هنا: في موسم الحج.. عباداتنا عادات

أضف تعليق

error: