مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان في الشعوب الإسلامية

رمضان في الشعوب الإسلامية

إن رمضان يتنزل بالخير والبركات، والتي يجب أن يبتغيها المسلم، ويعمل من أجلها، شهر رمضان يتنزل بالفضيلة والأخلاق الحميدة، والرحمة بين الناس، لذلك تستقبله الشعوب الإسلامية بمزيد من الحفاوة، وكل شعب يحتفي بالشهر الكريم على طريقته الخاصة.

ورغم أن مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الكريم قائمة، ولا تفنى في أي دولة إسلامية، ولو احتوت على القليل فقط من المسلمين، فإن تلك العادات تختلف من شعب إلى آخر، ولو بشيء صغير يميزها عن الشعب الآخر، وفي هذا المقال أعرض ما توصلت إليه من طرق بعض الشعوب الإسلامية في الاحتفاء بمقدم الشهر الكريم.

مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان في الدول العربية الإسلامية

النرويج

هي إحدى دول شمال قارة أوروبا، وتقع في أقصى الشمال، يبلغ عدد سكانها نحو: أربعة ملايين ونصف المليون نسمة، يعتنق أغلب سكانها الديانة المسيحية إلى جانب نسبة قليلة تعتنق الإسلام، وبالرغم أن نسبة المسلمين قليلة في النرويج مقارنة بأصحاب الديانة المسيحية، فإن المسلمين في النرويج يلتزمون كثيرًا بالطقوس الإسلامية، والعبادات التي نص عليها الشرع وفرضت على الأمة الإسلامية.

  • والاحتفاء بقدوم رمضان في النرويج لا يختلف كثيرًا عن رمضان في بلادنا العربية، فالمسلمون في النرويج حريصون على إحياء شعائر الشهر الكريم، فهم يدعون الكثير من المشايخ من مصر والدول العربية الإسلامية الأخرى للاحتفاء معهم بقدوم شهر رمضان، ومساعدتهم في العبادات في هذا الشهر الكريم.
  • والملاحظ في دولة النرويج أن المسلمين لا يلاقون تعصبًا من أصحاب الديانة المسيحية عند ممارستهم للطقوس الإسلامية، وعباداتهم، فهم يؤدون العبادات، والطاعات دون التعرض لهم بأذى أو أي لون من ألوان العنصرية.
  • ويحتفل المسلمون بشهر رمضان في دولة النرويج على طريقتين، الأولى: في أداء العبادات بطريقة خاصة غير معهودة في الأيام الأخرى، والثانية: في المفاخر الاجتماعية، والعادات والتقاليد، وإعداد المأكولات الرمضانية، وغيرها.
  • فأما من ناحية أداء العبادات؛ فإنهم، كما ذكرت، يؤدونها في وجود شيوخ وأئمة من مصر ومختلف البلاد العربية، لكي يساعدوهم في أداء عباداتهم، ويستفيدون من تعاليمهم، وذلك فيه خير كبير.
  • أما من الناحية الاجتماعية؛ فأهل النرويج لهم عاداتهم، والتي تتشابه مع العادات العربية كثيرًا، فهم ورثوها عن العرب، وعاداتهم تشبه عادات العرب في الاحتفاء بالشهر الكريم.
  • فالتجار المسلمين يحرصون على تقديم احتياجات الصائمين طوال الشهر، من المنتجات الرمضانية المختلفة، من الياميش، والخشاف، وغيرها من المنتجات الي لا نراها إلا في وجود شهر رمضان الكريم.

نيجيريا

  • تنقسم نيجيرا إلى مجموعة من القبائل، التي تصل إلى أكثر من ثلاثمائة وخمسين قبيلة، تتميز كل قبيلة بعادات وتقاليد تجعلها مختلفة عن القبيلة الاخرى في الاحتفاء بشهر رمضان الفضيل.
  • ومع مجيئ الليلة الأولى من رمضان، يخرج الأطفال إلى الشارع محتفين بمقدم الشهر الكريم، مرددين الأغاني والأناشيد الرمضانية التي ورثوها عن أجدادهم، والتي تسمى عندهم “تاشيه”، ويشهد المجتمع النيجيري بالمظاهر والعادات والتقاليد التي لا تختلف كثيرًا عن عاداتنا في الاحتفاء بالشهر الكريم، والجميل أن تلك الاحتفالات، بالخروج إلى الشوارع وترديد الأناشيد الرمضانية والدينية، يجددها المجتمع النيجيري المسلم مرة أخرى في العشرين من شهر رمضان.
  • ومن الطقوس النيجيرية في الاحتفاء بشهر رمضان، أنهم يمرون على البيوت، حتى وإن لم يعرفوا أصحابها، ويلقون السلام على أهلها، ويشاركوهم الغناء وترديد الأناشيد الدينية الرمضانية، ويقرأون القرآن في تآلف جميل فيما بينهم.
  • والأم المسلمة النيجيرية يكون لها دور قوي في حث أطفالها على ضرورة الصوم، والالتزام بالعبادات المفروضة طلبًا لمرضاة الله وطاعته “سبحانه وتعالى.

ما رأيك أن تُلقي نظرة على: صور رمضان كريم

جزر القمر

جمهورية جزر القمر هي إحدى الدول العربية، والتي يبلغ المسلمين ٨٦٪ من تعداد سكانهم.

  • وسكان جزر القمر لهم عادات خاصة في الاحتفال بالشهر الكريم، فبمجرد أن يهل شهر رمضان، تُضاء المشاعل والمواقد، ويحملها المسلمين متجهين نحو شاطئ البحر، فتنعكس أضواء المشاعل على صفحة الماء، ويقضون الليل في الاحتفاء بالطبول حتى آذان فجر أول ليلة من ليالي رمضان الكريم.
  • ومن أغرب الأطعمة التي يحرص عليها سكان جزء القمر في رمضان، أكلة (الفتة) وهي ليست كالتي نعرفها في مصر، بل تتكون من مكونات أخرى خاصة بهم (اللحمة، الموز المقلي، الزيت).
  • ويعتادون على تناول (الأرز باللبن) في وجبة السحور.
  • وتتراوح عدد ساعات الصيام في جزر القمر على مدار السنين ما بين ١٢-١٣ ساعة في اليوم.

أوزباكستان

  • تميز الشعب الأوزبكستاني بكتمانه اعتناقه الإسلام خوفًا من الإتحاد السوفيتي، الذي أراد أن يمحي الهوية الإسلامية من الشعب الأوزبكستاني، ورغم ذلك فإن لهم عاداتهم وتقاليدهم التي لا تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا في الاحتفاء بشهر رمضان الكريم.
  • يتبادل مسلمي أوزبكستان العزائم بين الأقارب، والمعارف، خاصة في شهر رمضان. كما عُرفت الأسر الأوزبكستانية بالكرم وحسن الضيافة؛ فإذا عزمت أسرة من الأسر على قبول عزيمة أسرة أخرى، فإن الأخيرة تحرص كل الحرص على إكرام ضيوفها، بتقديم إليهم ألوان الطعام المختلفة في ولائم كبيرة، وشرب الشاي بشكل خاص.
  • ومن الجميل في سلوك الأسرة الأوزبكستانية، أنها ترد العزائم بدعوة الأسر إليها، حتى تكرمها بحسن الضيافة، وتقدم لهم ما لذ وطاب، وتدوم الدائرة حتى ينتهي شهر رمضان.

جمهورية (كوت ديفوار)

يشكل المسلمون نسبة كبيرة من (سادل العاج) أو كما تسمى بالفرنسية (كوت ديفوار).

  • ويتميز الشعب العاجي بحبه الشديد للوحدة والتآخي بين أفراده، لا سيما في شهر رمضان الكريم؛ فيحرص الشعب طوال شهر رمضان على أن تلتئم كل الأسر في أسرة واحدة، يجتمعون عند الآذان للصلاة في جماعة، وخاصة في صلاة المغرب، ومن ثم يتناولون وجبة الإفطار معًا، وهو مظهر جميل ومميز من مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان الكريم، ويدل على الرحمة في القلوب، والتآخي والود بين الناس في هذا الشعب الإسلامي.
  • وتختلف الوجبات التي تقدم عند الإفطار من منطقة إلى أخرى، ولكن تظل وجبة (المديد، والثريد، الحساء) من الأطعمة الرئيسية، بل الأساسية على مائدة الإفطار.
  • وتتميز مائدة السحور بوجود الأرز بالإضافة إلى اللحوم والفواكه، أما المشروبات فتشمل بصفة رئيسية عصير الزنجبيل، والأناناس وبعض الفواكه الأخرى.
  • تلك هي المظاهر التي يتميز بها سكان هذا الشعب الديفواري في الاحتفاء بمقدم شهر رمضان، ولا تخلو هذه المظاهر من الجمال ونقاء القلوب الإسلامية ورحمتها.

باكستان

تعتبر باكستان دولة إسلامية، إذ نجد أن عدد سكان المسلمين فيها يتراوح من ٩٥: ٩٧٪ من سكانها، ويتوزع الباقي على الديانة المسيحية، والهندوسية، وغيرها.

  • وتعد باكستان ثاني أكبر دولة تمتلئ بالمسلمين في العالم، وفيها يحرص الآباء والأمهات، إذا شارف شهر رمضان على المجي، أن يحثوا أبنائهم على صوم رمضان كاملًا، وأن يلتزموا العبادة والتقرب إلى الله “سبحانه وتعالى”، وهي عادة بارزة تميزهم، إذ إنهم يقيمون احتفالًا يسمى (زفاف المرة الأولى) وهو احتفالًا يزف فيه الطفل الصائم لأول مرة، كأنه عريس.
  • ومن أشهر الأكلات الرسمية للشعب الباكستاني في شهر رمضان، ما تسمى (بالباكورة) وهي عبارة عن بطاطا مخلوطة بالبهارات.

إن رمضان رمزًا إسلاميًا خالدًا، يظل قائمًا مادام الإسلام قائمًا، ولا يفنى أبدًا، بل يجتهد فيه الناس ببهجة وغبطة، وكما رأينا، فإن العادات، حتى لو اختلفت، لا تدل إلا على مدى البهجة الذي يضفيه شهر رمضان في النفوس، والرحمة التي تتنزل في نفوس المسلمين في الدول العربية وغير العربية.

أضف تعليق

error: